استجواب من أحمد شوبير!

لابد من نقطة نظام في هذا التناول الاعلامي الواسع لرحلة تكريم المنتخب المصري في دبي التي جاءت بمبادرة كريمة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان لها السبق قرارا وتفعيلا.
لابد أن نفرق بين هؤلاء المثقفين والكتاب الذين يكرهون كل ائتلاف عربي مصري، والذين تعشعش في صدورهم كراهية العروبة، وبين كشف الستار عن الحقيقة بشأن ما يتم تداوله حاليا عن مكافآت مالية كبيرة حصل عليها رئيس وأعضاء اتحاد الكرة وموظفو الجبلاية.
المثقفون والكتاب المرضى بفوبيا العروبة أساءوا لمصر كلها عندما تحدثوا بطريقة غير لائقة في بعض الفضائيات والصحف عن تكريم الامارات لأبنائها لاعبي المنتخب المصري. كلامهم "أرننة" و"شيفونية" هدفها الوحيد عزل مصر وتكريس نغمة الانعزال والمصراوية.
كنت أتمنى من المذيعة المتألقة منى الشاذلي التي أكن لها كل تقدير واحترام، أن تحدث نوعا من التوازن المهني في الحلقة التي انطلق فيها هؤلاء الشيفونيون الانعزاليون يتباكون على الكرامة المصرية لأن المنتخب تم تكريمه في دبي قبل القاهرة!
دبي قطعة عزيزة من العرب مثلها مثل القاهرة. غير مقبول أن يتطاول أحد على قيمة هذا التكريم من الامارات بشعبها الطيب الراقي المتحضر وقيادتها الحكيمة التي تقود التطور الحضاري في المنطقة.
يكفي ما قاله الفارس محمد بن راشد آل مكتوم في لقائه بالمنتخب المصري.. "أول اذاعة سمعناها كانت مصرية، وأول استاذ علمنا كان مصريا". هذا وحده كفيل باغلاق أفواه مثقفي الانعزال والتشرنق والابتعاد عن العرب.
الشئ الذي لا يجب أن نخفض الرأس لرياحه العاصفة هو المكافآت المالية التي قيل إن رئيس وأعضاء وموظفي اتحاد الكرة حصلوا عليها مثل لاعبي المنتخب وجهازهم الفني المعنيين أصلا بالتكريم في دبي.
هناك اتهامات في الصحف وفي الفضائيات وأرقام فلكية متداولة، وتصرفات نسبت لأحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة لا يجب أن يتركها دون أن يعقب عليها ويدافع عن نفسه، حتى لو تكفل هو شخصيا بتقديم استجواب في مجلس الشعب يبرئ ساحته وساحة سمير زاهر وبقية أعضاء الاتحاد إذا كانوا أبرياء مما نسب إليهم.
غير ذلك فيجب وضعهم تحت طائلة المسئولية الأخلاقية ومسئولية الولاية العامة التي يأخذون حكمها ويتحملون نتائجها. لقد صادر الخليفة العادل عمر بن الخطاب أموال أبى هريرة رضي الله عنه الذي كان واليه على البحرين، حينما علم بعد فترة من ولايته بلوغه حدا كبيرا من الثراء، فاستدعاه وقال له: "ألا تعلم أني استعملتك على البحرين وأنت حاف لانعل في رجليك".. ثم صادر أمواله وعزله من جميع مسئولياته.
نعرف أنه لا يوجد اليوم من هو بعدل عمر وحكمته وقوته في الحق، لكننا نطمع في مجلس الشعب ألا يترك الأمور تجري دون رقيب أو مسائلة.. فإذا كان رئيس اتحاد الكرة ونائبه والبقية أبرياء، فمن حقهم أن يعرف الرأي العام ذلك وان تتوقف عنهم حملات الألسنة والأقلام.
أما إذا ثبت صحة ما كتب وقيل، فإن ما فعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في أبي هريرة، يجب أن يفعله أولو الأمر فيهم، بمصادرة ما حصلوا عليه لأنه ليس من حقهم، فهل جلس كل منهم في بيته وجاءته الهدية، أم حصل عليها بموجب ولايته العامة؟!
الأرقام المتداولة في الاعلام المصري والتي تحتاج إلى تحقيق عاجل تقول إن زاهر حصل على مليون درهم، وأن كل عضو من الاتحاد حصل على نصف مليون درهم. وفي جريدة "المساء" القومية أمس خبر رئيسي يقول إن المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة ينتظر تقريرا من سفير مصر في الامارات بعدما تردد عن الهدايا العينية والنقدية التي حصل عليها أعضاء اتحاد الكرة، وخروج البعض منهم عن التصرف السليم، مما أعطى صورة غير لائقة عن مسئولي الاتحاد، خاصة بعد أن انتشرت أخبار صحفية في القاهرة ودبي بأن رئيس واعضاء الاتحاد لم يكتفوا بالهدايا العينية، وانما حصلوا علي هدايا نقدية كبيرة. وأن احد أعضاء المجلس احتج لمسئولي الاتحاد الاماراتي عن أن نصيبه كان أقل من غيره رغم منصبه الرفيع في الاتحاد.
الأستاذ عمرو أديب قال في برنامجه بفضائية أوربت أن أحمد شوبير هو الذي رفض الشيك الخاص به لأنه يحمل رقما أقل مما حصل عليه زملاؤه، وأحدث مشكلة أثناء الاحتفال الاماراتي بالمنتخب على نحو لا يليق به كممثل للشعب، بينما طالبه المذيع بنفس البرنامج أحمد موسى بالتنازل عن حصته لأنه نائب برلماني.
حسن صقر قال في نفس الجريدة ان تقرير السفير سيكون هو الفيصل فيما يتردد ويقال، وإذا ثبت حدوث تصرفات غير لائقة أو هدايا غير مقبولة، فسيكون هناك تحقيق لضبط هذه الوقائع ومحاسبة كل من اخطأ.
أحد أعضاء مجلس الشعب قال إنه سيتقدم وغيره من الأعضاء باستجواب.. أتمنى أن يبادر شوبير نفسه بذلك ليثبت براءته وما زلت أظن أنه ورئيس الاتحاد الكروي وبقية الأعضاء أبرياء وأرجو ألا يخيب ظني فيهم!
وفي الخبر ذاته أن أحد أعضاء الاتحاد ممن يمارسون عملا اعلاميا اصطحب معه معد برنامجه التليفزيوني وكان أيضا ضمن المكرمين وهو لا علاقة له باتحاد الكرة وبالمنتخب. المقصود طبعا أحمد شوبير ورئيس تحرير برنامجه "الدرجة الثالثة" الناقد الرياضي علاء اسماعيل.
شوبير رفض في برنامج الدرجة الثالثة الرد على عمرو أديب، لكنه هاجمه في إذاعة "جول أف أم".. نتوقع منه أن يرد، فاتهامات عمرو أديب خطيرة جدا لا يجب السكوت عليها لأن شوبير شخصية نيابية وعامة ويلعب دورا مؤثرا في مجالات عديدة قريبة من دائرة القرار.
ننتظر الاستجواب على أحر من الجمر.. ونتمنى براءتهم جميعا مما نسب إليهم، فلا أحد في الحقيقة يعلم قيمة المكافآت المالية التي آثرت لجنة التكريم عدم الاعلان عنها لأنها رأت أنها مهما كانت قيمتها المادية والمعنوية، تتضاءل أمام ما حققه المنتخب المصري من انجاز ، وإن كانت جريدة الأهرام قدرته بعشرين مليون درهم أي ما يعادل 30 مليون جنيه.

فراج إسماعيل