أنت في قلوب الجميع-فراج إسماعيل

تمتعت بأهداف حسن شحاتة وأدائه وطريقته في المراوغة والمرور في الملخص الذي قدمته قناة "دريم" أثناء حواره مع الدكتور مصطفى عبده.
والله أشعرني أنه سابق لعصره. كأنه لا يزال يلعب بكامل لياقته وبكل ما طرأ على اللعبة من تطور.
نعم لحقت بجزء من زمنه وتمتعت بابداعاته عندما كانت الجماهير تهتف له "حسن شحاتة يا معلم خللي الشبكة تتكلم".. لكنني بالطبع لم أكن أتصور زمننا الحالي الذي أصبحت فيه كرة القدم اقتصادا ضخما ومليارات تجري على الأرض، ونجوما يساوون أضعاف أوزانهم ألماسا وذهبا وياقوتا.
لم أجد فرقا بين شحاتة اللاعب وبين أبرز النجوم الذين نراهم حاليا في الملاعب.. على العكس فهو يطرب دون حاجة إلى "كليبات" تغطي على ضعف الأداء.
عقلي الباطن راح يقارن أهداف نجومنا في بطولة غانا وتمريراتهم وانطلاقاتهم بتلك التي أعادتها لنا "دريم" للمعلم شحاتة. شعرت أن هناك صورا طبق الأصل، كأنه قام باستنساخ نفسه فيهم!
الأجمل من كل ذلك هو الصمت. الابتعاد عن بالونات الصراعات مع الآخرين، واحسان الظن بهم، والعفو عن من قلل من شأنك واستصغر حجمك، فهو شيمة الناجحين. وقبول النقد حتى لو كان مريرا، فالصديق الحق هو من يصدقك القول، لا من يجامل ويداري على الأخطاء والثغرات إن علم بها أو حتى ظنها وتخيلها.
لن يسكت عنك الاعلام ولن يترك السؤال عن علاقتك بشوبير ومجدي عبدالغني، وعن النقاد الذين طاحوا بك من السماء قبل أن تذهب لغانا وحملوك بين الضلوع بعد عودتك مظفرا.
الأروع ألا تسيئ الظن بالذين هاجموك، وألا تصدق إلا ما يقال لك عيني عينك، وأن تتيقن أن الاختلاف ليس ضغينة وحقدا، وأن الناجحين يولدون من رحم الرأي والرأي الآخر.
نريدك أن ترفض اسئلة من هذا النوع وتتفرغ لانجاز جديد يرفع من شأنك وشأن الكرة المصرية. ليس هناك وقت تضيعه ولا يجب عليك بأي حال أن تفرط في الجماهير التي هتفت لك بكل طوائفها وشهدت على تألقك وتفردك.
هذه نعمة كبيرة. الحب في القلوب نعمة ما بعدها نعمة. اشكر الجميع فكلهم وقفوا معك. الذين رفضوك جعلوك تتحدى. والذي وقفوا معك أعانوك على الصبر.
وفي النهاية لا يستطيع أحد أن يزايد على حب الجميع لمصر، وعلى سعادة الجميع بهذا الانتصار المدوي.