هيا بنا نفرح !! ـ د حمزة زوبع

شكرا لحسن شحاتة ولفريق كرة القدم الذين أدخلوا الفرحة على قلوب المصريين والعرب ، للمرة الأولى أسمع كلاما ايجابيا بحق مصر – وبضمير – من العرب في كل العالم العربي ، هذه المرة بلا نفاق ولا مجاملة وبلا ( تزويق ).
حتى في غزة ورغم الحصار والحملة الإعلامية ( الصديقة ) التي تنال أهلنا في غزة إلا أن الجميع شاركنا الفرحة ، رفعوا الإعلام ومعها صورة أبو تريكة ( الداعية الجديد ).
سمعت المعلق التونسي عصام الشوال وغيره من المعلقين السعوديين والإماراتيين والسوريين واللبنانيين وهم يتحمسون حماسة لا نظير لها ، صدقوني كانت مشاعر حقيقية .
رأيت مصطفى الأغا في إم بي سي وهو يقود فرقة حسب الله ويحيل الأستوديو إلى فرح مصري ، الكل يرقص ، الكل يغني باسم مصر ...
ما أروع النصر وما أ{وع الفرحة التي جاءت بحب حقيقي

ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهـ
كل هذا الحب مكنون في الصدور
كل هذه الفرحة مختزنة ومختزلة ومخبأة وتستحي أن تخرج وتظهر ولو على الشفاه!
لماذا نحزن إذن ؟
هل يمكننا تكرار النصر في ميادين أخرى ؟
من قال لا ؟
يمكننا أن نفعلها فليست الحرفية ما ينقصنا، بل الحب والإخلاص لهذا البلد، بل لكل بلدان العرب.
----------------------------
في أعقاب الفوز خرجت وبضغط من أبنائي الصغار إلى الشارع لأحتفل مع آلاف المصريين في الكويت .. يا الهي من أين خرج كل هؤلاء وكيف خرجوا ... معظمهم مشيا على الأقدام اندفعوا نحو الميادين يهتفون باسم مصر ... نعم مصر
يا أغلى اسم في الوجود يا مصر
تحيا مصر ...
وعلى جانبي الطريق شاركنا الفرحة أخوتنا الكويتيين
لم تنقطع رسائل الهاتف عقب إحراز الهدف وبعد نهاية المباراة
الكل يهنيء ( والله وعملوها الرجالة )

لكن تعليقا واحدا لفت نظري خرج من فم كاتب وإعلامي كويتي حين قال لي ( كنا في حاجة إلى الفرحة )
نعم حالة الانكسار والتراجع والشك والريبة والتربص عمت أرجاء العالم العربي والإسلامي ، وكنا في حاجة إلى فرحة مستحقة بأقدام اللاعبين بعد أن فشلنا في تحقيقها بأفهام السياسيين ...
---------------------------------
جادلني البعض قائلا: وهل حررنا فلسطين بهذا النصر ؟ قلت له ربما يكون تحريرها بفعل كرة القدم ولم لا ؟
ألم يكن أبو تريكة هو أول من أطلق صيحة النداء والتداعي لفلسطين وغزة ؟
قل لي من فعلها من دعاة الفضائيات أو شيوخ الفتوى الرسمية والقطاع الخاص ؟
بل من هؤلاء الدعاة كبيرهم وصغيرهم كان قادرا على أن يفعلها وبمثل عفوية أبو تريكة ؟
-------------------------
سألت صديقي الكويتي: لماذا تعتقد أن الفرحة عربية هذه المرة ؟
قال لي : شيء مختلف ، إصرار عجيب من اللاعبين المصريين ، حتى سجداتهم في الملعب لها طعم مختلف يا أخي ... المصريون أعادونا إلى المربع الأول بلا شعارات رنانة بل بفعل قوي ومؤثر وفي توقيت مناسب جدا ، وكأن ساعة أبو تريكة الوطنية كانت مضبوطة مع الأحداث في غزة ...
فعلها إذن أبو تريكة وكافأه الله بهدف النهاية .. يا له من موهوب ومبروك ...
و حسنا فعل الرئيس مبارك حين أخر سفره ليستقبل الأبطال، وحسنا فعلت كل التيارات السياسية بما فيها الإخوان ! بتقديم التهنئة للشعب ولجهاز الكرة ...
الشيء الذي كنت أخشى وقوعه ووقع هو ركوب البعض من متسلقي جبال السياسة ومن محترفي سرقة مجهود الآخرين لموجة الفرح ونسب كل ما حدث لهم ولهم فقط..
-------------------------
كنت أتابع قناة ( دريم) وبدون مناسبة أجد مقدم البرنامج يأتي بلقطات ويشكر الحزب الوطني ، بدون مناسبة وفي تقرير المحافظات لا تصور الكاميرا إلا في مكاتب ومراكز الحزب الوطني ، أفهم أن تتم اللقاءات مع الناس العاديين والبسطاء ومع من صنعوا الفرحة أما أن يتم تسييس النصر و تجييره ليظهر علينا رجل لا يعرف من أين تخرج كلماته ليقول لنا ( أهدي هذا الفوز الى رئيس الحي و المحافظ وغيره ... )
من أنت ؟
و من أعطاك هذا الحق لتهدي شيئا لم تصنعه ؟
اللاعبون وجهازهم الفني فقط هم من لهم الحق في الإهداء، وقد فعلوا وأحسن الرئيس وفادتهم واستقبلهم ؟
لكن أن يقوم البعض بسرقة الفرحة ويزعم أن الحزب أو حتى الحكومة لها الفضل فليس هذا بصحيح
الحكومة مشكورة ليس لها في الرياضة ولا في السياسة !!
وبالمناسبة هذا ليس بجديد على قناة(دريم) ، ولو كان البرنامج بالفعل يريد أن يقدم وجوها سياسية للحديث عن النصر لأتى بكافة التيارات السياسية فمصر ليست الحزب الوطني مع كامل احترامنا وتقديرنا للجميع



سرقة الفرحة انتقلت إلى البرلمان وزايد البعض بحمل علم مصر إلى قاعة البرلمان ليبرهن على حب مصر ؟ وهل حب مصر يكون برفع العلم فقط ؟
و هل يجُبُّ رفع العلم ما قبله وما بعده من خطايا وما أكثرها في عالم السياسة ؟
--------------------------
شيء أخير وهو محاولة أحد الكبار في اتحاد الكرة ركوب الموجة وسرقة جهود حسن شحاتة ورجاله وهو الذي فعل كل شيء عبر برامجه للنيل منه وإحباطه .. هذا( الكبير ) خرج قبل يومين على شاشة المصرية وقد فقد أعصابه ونال من منتقديه بطريقة جارحة وظل على الهاتف أكثر من عشر دقائق يكيل الاتهامات يمنة ويسرة ويشيد بالاتحاد صانع النصر ؟

هل رأيتم بعد ذلك سرقة..
------------------------------
لو كنت مكان المسئولين في هذا البلد لخرجت بخطاب على الأمة أعلن فيها ( أن هذا النصر الرياضي لم يكن لأحد فيه فضل بعد الله سوى هذا الشعب الذي من رحمه خرجت تلك المواهب وهذه الرجولة...
لو كنت مسئولا، لكرمت أسر هؤلاء الأبطال في أحيائهم الشعبية وفي مساكنهم البسيطة فلولا هذه الأسر ما كان هؤلاء الأبطال.
لو كنت مكان الحكومة لخرجت بالأبطال إلى إمبابة وأبو النمرس وبلقاس وبلقس وشبراخيت وشبرا النملة وشبرا الخيمة وأبو صور وحي العرب والمناخ والمندرة واسيوط واسنا وسوهاج
لأقول لهم هذا يوم فرحكم فافرحوا
انتم صانعوا الفرح
ولن يسرقه أحد منكم
شكرا لحسن شحاتة صاحب الفرح
شكرا للشعب المصري صانع الأبطال

تحت السطور
لحظة حب صادقة تكفي لإعادة النظر في علاقتنا بمصر ..
أين نحن منها ؟
وكيف يمكننا أن نقدم لها حبا حقيقيا
مصر تحتاج إلى حب كامل الدسم !