منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لماذا يتقاذف الجميع "البطاطا الملتهبة"؟

اذهب الى الأسفل

لماذا يتقاذف الجميع "البطاطا الملتهبة"؟ Empty لماذا يتقاذف الجميع "البطاطا الملتهبة"؟

مُساهمة من طرف saied2007 السبت فبراير 16, 2008 8:03 am

عملية اغتيال عماد مغنية، العقل الأمني المخطط والمدبّـر في "حزب الله"، قد تُـثبت أنها ستكون الأغرب في تاريخ الشرق الأوسط.
فهذه، مثلاً، المرة الأولى التي لا تفاخر فيها إسرائيل بأنها حققت نجاحاً إستخبارياً باهراً بقتلها من تعتبره "عدوها الإرهابي الأول".


معروف أن تل أبيب تتّـهم مغنية بأنه مسؤول، ليس فقط عن موت 100 يهودي خلال نسف السفارة الإسرائيلية في بيونس آيرس عام 1992 ثم المركز الثقافي اليهودي في المدينة نفسها عام 1994، بل أيضاً عن التّـخطيط لخطف الجنديين الإسرائيليين، الذي أشعل حرب 2006 مع لبنان.



وهذه مثلاً أيضاً، المرة الأولى التي تتنصّـل فيها الولايات المتحدة من المسؤولية عن اغتيال مَـن تضعه على رأس لائحة "الإرهابيين العالميين المطلوبين للعدالة" ومَـن تتّـهمه بأنه وراء قتل 240 جندي أمريكي في لبنان عام 1983 وخطف عشرات الرهائن الغربيين والأمريكيين في الثمانينات وتشكيل خلايا "إرهابية" نائمة في كل أنحاء العالم بالتعاون مع إيران، لتهديد المصالح الأمريكية.



الناطق باسم الخارجية الأمريكية قال بأن "العالم بات أفضل حالاً الآن بدون عماد مغنية"، لكنه نفى مسؤولية بلاده عن عملية الاغتيال، بدلاً من ذلك، كان مثيراًً أن تعمد أكبر صحيفتين أمريكيتين إلى التلميح حول مسؤولية سوريا عن هذا الاغتيال.



قالت "نيويورك تايمز": "إن سوريا تُـحافظ عادة على إجراءات أمن مشدّدة، خاصة في العاصمة، ولهذا السبب، كانت هناك تكهنات الأربعاء 13 فبراير (يوم الاغتيال)، بأن سوريا ربّـما تعاونت في عملية الاغتيال، كجزء من صفقة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة".



وقالت "واشنطن بوست": "برغم أنه حدثت في الماضي اشتباكات في دمشق مع مقاتلين إسلاميين متشددين، إلا أن الحكومة السورية السلطوية تفاخر بمستويات الأمن التي حققتها، خاصة في العاصمة. وبرغم ذلك، البعض في لبنان يتكهّـن بأن اغتيال مغنية بعد سنوات طويلة من خِـداعه لأعدائه، يمكن أن يكون قد نُـفـذ بمشاركة سورية".



أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فقد اختارت ضمّ الأردن إلى لائحة المتّـهمين، حيث قالت (في عددها ليوم 14 فبراير): " لا يُـستبعد أن تكون أجهزة استخبارات أخرى متورّطة في عملية الاغتيال، فيما يمكن أن يكون عملية مشتركة تضُـم الأردنيين الذين لديهم حسابات خاصة يجب تصفيتها مع السيد حسن نصر الله".



في الجبهة المقابلة، كان "حزب الله" وإيران يتّـهمان مباشرة "العدو الصهيوني" بتنفيذ هذه العملية، فيما كانت سوريا، وبعد يوم كامل من الصّـمت، تلمح إلى الأمر نفسه.



بطاطا ملتهبة

كما هو واضح، اغتيال هذه الشخصية البارزة في حزب الله، والذي كان يوصف بـ "رئيس الأركان السوبر" أو بـ "وزير الدفاع" في الحزب والذي كان مسؤولاً عن كل أو معظم النجاحات العسكرية والأمنية الباهرة للحزب، بما في ذك أداؤه الجيد في حرب 2006، أدّى إلى ما يُـشبه تقاذف ثمرة بطاطا مُـلتهبة بين الأطراف المعنية حول تحديد المسؤولية، وهذا لسبب أكثر وضوحاً: حزب الله وإيران سيسعيان حتماً للانتقام ردّاً على هذه الضربة الكبرى التي تلقياها، وبالتالي، قد يكون من المفيد لكل الأطراف المتورطة خلق "غموض إستراتيجي" لتجنيب نفسها وطأة الانتقام.



بيد أن الرد آت حتماً، لكن أين ومتى وضد من؟ إسرائيل بالتأكيد ستكون الهدف الأول، سواء في داخلها أو ضد سفاراتها ومؤسساتها في الخارج أو من خلال عملية أمنية باهرة تُـساوي في مستواها عملية مغنية، وهذا قد يتضمن اغتيال شخصيات رسمية إسرائيلية رفيعة أو القيام بعمليات انتحارية كُـبرى في الداخل الإسرائيلي.



أمريكا أيضاً قد تكون هدفاً، إما لمصالح في الخارج أو في داخل الوطن الأمريكي، لكن هذا قرار إستراتيجي من الطِّـراز الرفيع، يتطلب موافقة المرجعية الرئيسية لحزب الله: آية الله علي خامنئي.



أما متى سيأتي الردّ، فهذا سيكون منوطاً باعتبارات تتخطّـى عواطف قادة حزب الله الخاصة، وتتعلق مباشرة بالصراع العام الراهن في الشرق الأوسط بين إيران والولايات المتحدة، وأيضاً بمستوى الصراع على النفوذ الإقليمي في المنطقة.



ولأن هذه الاعتبارات الإقليمية – الدولية معقـَدة إلى حدّ كبير، قد يأخذ قرار الردّ الانتقامي بعض الوقت، إضافة إلى الزمن المطلوب توفره للتخطيط والتنفيذ، إلا بالطبع إذا ما كان ثمة قرار خفي آخر بإشعال حرب جديدة في الشرق الأوسط، مما قد يدفع إلى تسارع كبير في الأحداث.



أما بالنسبة لسوريا، وبغض النظر عن الاتهامات الأمريكية والإسرائيلية لها، والتي ترافقت (بالمناسبة) مع قرار الرئيس الأمريكي بوش بفرض المزيد من العقوبات عليها، فإن وقوع عملية الاغتيال فوق أرضها وفي قلب عاصمتها، ستكون له حتماً مضاعفات داخلية وخارجية:



- في الداخل، ستكون ثمة محاسبة للمسؤولين الأمنيين عن هذا الخرق الأمني الفاضح، الذي قد يربك إلى حدّ ما العلاقات التحالفية بين دمشق وحزب الله أو على الأقل قد يجعل هذا الأخير أكثر حذراً في فتح ملفاته الأمنية أمام القادة الأمنيين السوريين.



- وفي الخارج، ستكون هناك مساءلات من نوع آخر، بالتحديد من الولايات المتحدة التي ستطرح على دمشق السؤال الآتي: "ماذا كان الإرهابي الكبير" يفعل على أراضيكم وفي قلب عاصمتكم؟



اغتيال عماد مغنية إذن، هو الأغرب في تاريخ الشرق الأوسط. فهل يعني ذلك أن مضاعفات هذا الاغتيال قد تكون الأغرب هي الأخرى؟ محتمل، لا بل على الأرجح!
المصدر: سويس انفو
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى