منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كلود لوروا.. والعشرة الطيبة! حسن المستكاوى

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

كلود لوروا.. والعشرة الطيبة!   حسن المستكاوى Empty كلود لوروا.. والعشرة الطيبة! حسن المستكاوى

مُساهمة من طرف مى الثلاثاء فبراير 12, 2008 3:13 pm

سألت دون ريفي مدرب إنجلترا في منتصف الثمانينيات: هل يصنع المدرب الجيد فريقا جيدا أم أن الفريق الجيد هو الذي يصنع المدرب الجيد؟
أجاب ريفي: كلاهما يصنع الآخر..!

ولكني نسيت أن أسأل مدرب إنجلترا يومها: ومن هو المدرب الجيد؟

كان ذلك منذ قرابة 25 عاما، ولم يعد خافيا علي أحد معايير الحكم علي مدرب، فالشخصية مهمة، وكيفية الإندماج مع لاعبيه، بحيث يجعلهم يلعبون من أجله بقدر ما يلعبون لناديهم، وبلدهم..ثم كيف يجعل الرجل الحصة التدريبية مشوقة وهي حصة يكرهها كل لاعب كرة، وأيضا كيف يختار التشكيل الذي يخوض به مباراة وكيف يدير تلك المباراة؟

الأخيرة من أهم معاييري شخصيا، لأن كل مباراة بما فيها من صراع جماعي وفردي هي في النهاية مباراة بين عقلين يديران الصراع من خارج الخطوط. وبمراجعة مباريات دور الثمانية رأيت في الفرنسي كلود لوروا براعة في إدارة لقاء منتخب غانا مع نيجيريا.. لاسيما بعد طرد جون منساه أحد مفاتيح الفريق الأساسية في الدقيقة 60 ليلعب النجوم السوداء بعشرة لاعبين في مباراة مصيرية عامرة بالضغوط.. فماذا فعل كلود لوروا؟

دفع بلاعب الوسط المهاجم هامينو درامان، وحرك عقل غانا مايكل إيسيان إلي خط الظهر ليلعب في مركز المساك.. وأي مدرب كان سيختار شكلا مختلفا للتغيير، فيدفع بمدافع ويحتفظ بإيسيان في موقعه، خاصة أن النتيجة وقتها كانت التعادل بهدف لكل من الفريقين. إلا أن مدرب غانا كان عليه أن يقوم بمغامرة محسوبة، فالتعادل والإحتكام إلي ركلات الجزاء يهدد مسيرة صاحب الأرض، ثم إن مايكل إيسيان في الأصل بدأ مدافعا وهو ناشيء في منتخب غانا وانتقل للوسط بالمصادفة لإصابة زميل وتألق في موقعه، وله بالتالي خبرة بالمركز الطاريء في تلك المباراة.

لم يتقوقع إيسيان في الخلف، فهو يتحرك عند امتلاك الكرة، وبدا أن غانا التي تلعب بعشرة لاعبين كاملة العدد وهي تواجه خصما عنيدا وجارا لدودا وبينهما ماصنع الحداد فوق البساط الأخضر منذ الستينيات، وبينهما كدولتين ماتصنعه الجيرة غالبا..وقد انتهت المباراة بفوز النجوم السوداء 2/1 وبهدف سجله مانويل جونيور قبيل النهاية بسبع دقائق، وكان الطرد مأزقا خرج منه كلود لورا منتصرا، وكان الفريق تعرض لمأزق آخر في البداية حين تأخر بهدف ؟

تعجبني إدارة المدرب للمباراة، ويعجبني المدرب الذي يتعامل مع ملعب كرة القدم علي أنه لوحة شطرنج، فيحرك لاعبيه ويوجههم كما يحرك الوزير والحصان والطابية وكل العساكر، وأخيب لاعب شطرنج هو الذي يضحي بعسكري، وأبرع مدرب كرة هو الذي يكسب بعسكري!

وفي دور الثمانية كان هناك بعض المدربين النجوم، لكني سأتوقف عند حسن شحاتة مدرب المنتخب الوطني وروجيه لومير مدرب تونس، فكلاهما واجه الكاميرون، وإن اختلف الدور الذي تمت فيه المواجهة بالنسبة للفريقين مصر وتونس، فالدور التمهيدي له حسابات مختلفة عن جولة خروج المهزوم، لكن شحاته أخرج من لاعبي المنتخب أفضل ماعندهم من بداية المباراة، وجعل منتخب الكاميرون حائرا حتي النهاية لدرجة أن مدربه أوتوفيستر تساءل بعد اللقاء : " ماذا حدث.. وكيف حدث ماحدث ؟" بينما كان تكتيك لومير ممزوجا بالتردد والخوف في البداية، فمني مرماه بهدفين، وحين انطلق لاعبو تونس يمارسون لعبتهم بلاخوف قدموا أفضل مباريات دور الثمانية، بجانب أن لومير تأخر في الدفع بأمين الشرميطي أسرع اللاعبين، وكان هجوم تونس في أشد الحاجة لتلك السرعة لمواجهة أشجار السنديان في الكاميرون..!

كما أضيف مسجلا لحسن شحاتة أنه عرف كيف يتعامل مع المباريات الأربع التي خاضها، باستثناء الشوط الثاني أمام زامبيا حيث أجري تغييرات شعرت منها أنها لنفسه وليست للنتيجة وحساباتها، أو أنها مجاملة، فالدفع بزيدان وأبوتريكة كان مبالغة هجومية استعراضية، ربما لأنه ظن بانتهاء مقاومة زامبيا بعد تقدم مصر بهدف، ويومها أراد حسن شحاته أن يجمع بين النتيجة والأداء، وهو أمر ليس من السهل تكراره كثيرا في دورة..!

إن تقييم أداء المدربين عملية معقدة، ويذهب البعض في إشادات ساذجة بمدرب لم يفعل شيئا سوي الجلوس بجوار باقي اللاعبين علي الخط، فيدهشك مثلا أن يتولي مدرب مهمة فريق، فيسارع سريعو الأحكام إلي وصف لمساته وتأثيره، مع أنه لم يكن يعرف بعد أسماء لاعبيه، وكذلك الإشادة بمدرب بالنتائج قبل الأداء، بينما يمكن مثلا، أقول مثلا، أن يجيد منتخب كوت ديفوار مع جيرار جيلي بما يضمه الفريق من مواهب وخبرات، ومدرب آخر مشهور كلاعب وكمدرب فاز ببطولة أوروبا مثل بيرتي فوجتس، يوصف بأنه يعيش كابوسا لإخفاقه مع الكويت واسكتلندا ونيجيريا، ومدرب ثالث فاز بكأس العالم ويتقاضي 125 ألف إسترليني مثل كارلوس ألبرتو فيخرج من الدور الأول..!

المدرب الجيد يدير المباريات بمهارة ويدير مهارات فريقه ومواهبه، فلايمكن لعبقري أن يصنع من الفسيخ شربات، إلا في كتاب الأمثال الشعبية!

إني أكتب هذا المقال قبل دور الأربعة، والحديث عن نجاح مدرب في مرحلة، يمكن أن يصبح نجاحا سابقا في المرحلة التالية!
مى
مى
عضو مبدع

عدد الرسائل : 628
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كلود لوروا.. والعشرة الطيبة!   حسن المستكاوى Empty رد: كلود لوروا.. والعشرة الطيبة! حسن المستكاوى

مُساهمة من طرف saied2007 الأربعاء فبراير 13, 2008 12:29 am

اشكرك على الموضوع والمساهمة الفعالة والمفيدة
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى