إسرائيل تخسر الرهان السياسي في الأمم الإفريقية

سامي أديجي من غانا.. ديلي أيونجبا وفنسنت أنياما من نيجيريا.. كليفورد مولينجا من زامبيا.. وتسيبو ماساليلا من جنوب إفريقيا.. هؤلاء هم اللاعبون الخمسة الذين شاركوا بالفعل في بطولة الأمم الأفريقية وهم يلعبون في الوقت نفسه في الدوري الإسرائيلي.. وكانت إسرائيل تعول علي نجاح وتألق هؤلاء اللاعبين في الأمم الأفريقية حتي تجني من ورائهم الدعاية الإعلامية والكروية، وان يكون نجاحهم وتألقهم دافعا لإقدام عدد كبير من نجوم القارة السمراء للعب في إسرائيل ويدينون لها بالولاء، ويكونوا سفراء لها في جميع أنحاء العالم علي غرار ما فعله اللاعب الغاني جون بانتسيل قبل عامين عندما رفع علم إسرائيل أمام العالم وهو يحتفل بفوز منتخب بلاده علي التشيك في بطولة كأس العالم السابقة التي أقيمت في المانيا، ولكن الله خيب المخطط الإسرائيلي بفشل هؤلاء اللاعبين الخمسة فيما عدا حارس غانا سامي ادجي، حيث فشل الباقون.
ولكن يبقي مشهد اللاعب الغاني بانتسيل في كأس العالم الماضية في ألمانيا وهو يرفع علم إسرائيل أثناء مباراة غانا والتشيك المشهد الذي سقطت فيه ومعه آخر حواجز وفواصل السياسة وكرة القدم.. ليبقي العرب وحدهم في هذا العالم هم الذين يؤمنون بأن الكرة لا تزال مجرد لعبة..

ولم تكن الحكاية وقتها.. ولا هي الآن.. مجرد علم إسرائيلي يرفعه لاعب أمام كاميرات تليفزيونات الدنيا.. وإنما كانت كل الدلالات والمعاني وراء هذا العلم الذي ارتفع فجأة.. فتلك اللحظة التي ارتفع فيها هذا العلم كانت بمثابة لحظة انتصار واحتفال للحكومة الإسرائيلية ووزارة خارجيتها.. وكانت إسرائيل تمني نفسها بتكرار هذا المشهد عن طريق أي من اللاعبين الخمسة، وفي الوقت الذي ظل فيه الصهاينة يحلمون بمشهد جديد استيقظوا علي واقع حريق أبو تريكة الذي أشعل النار في إسرائيل ومن وراء إسرائيل،.عندما كشف عن فانلة التعاطف مع غزة، ومازالت النار مشتعلة في تل أبيب حتي الآن.

وكان اللاعب الغاني جون بانتسيل قد قدم اعتذاره لكل العرب والمسلمين عن السقطة التي ارتكبها قبل عامين، مؤكدا انه لم يقصد إغضاب احد.. ورفض اللاعب الغاني تذكر تفاصيل تلك الحادثة الشهيرة في تصريحاته التي أدلي بها لإحدي المجلات الرياضية العربية المتخصصة من أكرا حيث يدافع عن ألوان منتخب بلاده في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في نسختها السادسة والعشرين المقامة في ضيافة بلاده.

وكان بانتسيل المحترف الآن في وست هام الانجليزي قد اخرج العلم الإسرائيلي - وقتها كان لاعبا في صفوف فريق هبوعيل تل أبيب الإسرائيلي - من جواربه وتوجه الي إحدي الكاميرات الموجودة في الملعب ليحتفل بالهدف الأول لمنتخب بلاده في مرمي تشيكيا والذي سجله زميله جيان اسمواه في المباراة التي جمعت بينهما ضمن منافسات مونديال ألمانيا 2006 وانتهت بفوز غانا 2/ صفر، وهي الواقعة التي أثارت حفيظة كل العرب والمسلمين في كل أنحاء العالم، الذين طالبوا يومها الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا " بمعاقبة اللاعب لاختراقه اللوائح التي تحظر علي أي لاعب استغلال أي حدث رياضي في أي دعاية سياسية، فيما قدمت الحكومة الغانية اعتذارها رسميا للعالم العربي، ويومها قال وزير خارجية غانا انه تم استدعاء الدبلوماسيين العرب المعتمدين لدي غانا وشرح لهم أن تصرفات اللاعب جون بانتسيل لا تمثل وجهة النظر الغانية الرسمية، فيما كان رد الاتحاد الدولي عن طريق المتحدث الرسمي وقتها أيضا إن الفيفا لا يجد مشكلة في قيام اللاعب بالتلويح بعلم "إسرائيل".

وعادت هذه الحادثة الشهيرة لتفرض نفسها علي واقع قيام الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بتحذير النجم محمد أبو تريكة بعقوبات علي وقع اللفتة الإنسانية التي قام بها عندما كشف عن فانلة داخلية كان يرتديها وقد كتب عليها باللغتين العربية والانجليزية " تعاطفا مع غزه "، ونال أبوتريكة إنذارا من حكم المباراة.

وحاول اللاعب الغاني في بداية حواره مع المجلة العربية عدم التطرق إلي تفاصيل الواقعة قائلا : " لا أحب أن أتذكر هذا الأمر، ولا استعادة تفاصيله، لقد نسيته، واطلب من العرب والمسلمين أن ينسوه أيضا، وأرجو أن يسامحوني إذا كان ذلك الأمر قد أساء إليهم، لقد استوعبت الدرس جيدا ولن أرفع مرة أخري سوي علم بلادي.. وأرحب بالاحتراف في أي ناد عربي إذا ما تلقيت عرضا يناسبني.



الفجر

اشكرك على الموضوع والمساهمة الفعالة والمفيدة