منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصهيونية: من العنصرية إلي الإبادة الجماعية..د.حسن نافعة

اذهب الى الأسفل

الصهيونية: من العنصرية إلي الإبادة الجماعية..د.حسن نافعة Empty الصهيونية: من العنصرية إلي الإبادة الجماعية..د.حسن نافعة

مُساهمة من طرف saied2007 الإثنين فبراير 11, 2008 1:48 am

منذ حوالي ثلث قرن، وتحديدا في عام ١٩٧٥، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدين الصهيونية ويعتبرها شكلا من أشكال العنصرية. في ذلك الوقت كان النظام الدولي، الذي تأسس في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لايزال ثنائي القطبية، وكان الاتحاد السوفيتي السابق، رغم مشاكل عديدة راح يواجهها في مناطق مختلفة من العالم، لايزال قوة عظمي يمكن الاعتماد عليها، وقادرة علي ممارسة سياسات تتحدي بها الولايات المتحدة الأمريكية. غير أن الأهم من ذلك أن النظام الإقليمي العربي، الذي وصل بأدائه خلال حرب ٧٣ إلي ذروة تألقه وتأثيره، كان لايزال متماسكا وقادرا علي التأثير في النظام العالمي. وعلي عكس ما ادعت القوي الصهيونية والقوي المؤيدة لها، لم يكن قرار الجمعية العامة هذا محض مصادفة أو عملا عشوائيا ولد من خلال عملية ابتزاز نفطي مارسها النظام العربي في لحظة استثنائية من مراحل تطور النظام الدولي، وإنما حلقة في استراتيجية عربية متكاملة سعت لإدارة الصراع مع إسرائيل علي أسس أكثر رشدا وعقلانية عقب كارثة ٦٧، كان لها بعدان رئيسيان، الأول: عسكري - حربي، والثاني: سياسي - دبلوماسي. ففيما يتعلق بالبعد الأول: تمحورت هذه الاستراتيجية حول سبل إعادة بناء الجيش المصري وعقيدته القتالية علي أسس جديدة، استعدادا لخوض حرب تحرير، كانت القيادة السياسية علي قناعة تامة بحتميتها، وفي هذا السياق بدأت عملية تطهير واسعة النطاق في صفوف الجيش، تم علي إثرها إبعاد المشير عامر والعناصر الموالية له وأي عناصر أخري قد تشكل عبئا علي قدرة الجيش علي تنفيذ مهامه الجديدة، تلتها عملية بالغة الجدية لإعادة هيكلة وتسليح الجيش وتحويله إلي جيش مهني محترف سارت بالتوازي مع حرب استنزاف بدأت بعد أسابيع قليلة من الهزيمة، واستمرت لأكثر من ثلاث سنوات لم تتوقف إلا لبناء حائط الصواريخ علي الضفة الغربية لقناة السويس عام٧٠، أي أن عملية إعداد الجيش كانت قد تمت كما كانت الخطط الأولية لحرب تحرير سيناء جاهزة وتتطور مع تطور الأوضاع الإقليمية والدولية، ولم يكن قد بقي سوي اختيار اللحظة المناسبة لاتخاذ القرار وتحديد يوم الصفر حين رحل عبدالناصر عن عالمنا. وفيما يتعلق بالبعد الثاني: يلاحظ أن عملية مراجعة واسعة لأسس السياسة الخارجية المصرية جرت عقب هزيمة يونيو علي الفور، استهدفت وقف الصراعات وتنقية الأجواء العربية، خاصة أجواء العلاقات المصرية السعودية، والانفتاح أكثر علي دول الجوار الإسلامي، بما في ذلك الدول التي كانت ترتبط مع الولايات المتحدة بعلاقات خاصة مثل إيران وتركيا وباكستان، ثم لبناء أوسع تحالف ممكن مع دول عدم الانحياز ودول العالم الثالث، خاصة الدول الأفريقية. تجدر الإشارة هنا إلي أن نجاحات عديدة تحققت تباعا علي هذا الصعيد، فقد سمحت الجهود الرامية لتنقية الأجواء العربية بنجاح كبير حققه مؤتمر الخرطوم الذي انعقد بعد شهور قليلة من الهزيمة، تمثل في التزام دول الخليج بتقديم دعم مالي كبير لدول الطوق مكنها من الصمود والاستعداد للمعركة. في الوقت نفسه سمحت الجهود الرامية للانفتاح علي إيران وتركيا وباكستان بادخار جهود كان قد بددها انخراط النظام العربي في الحرب الباردة المشتعلة ـ آنذاك ـ بين القطبين. غير أن أكثر النجاحات بروزا علي هذا الصعيد تمثل في الإنجاز الذي حققته الدبلوماسية الجماعية العربية علي جبهة العلاقة مع الدول الأفريقية، فقد أسفرت الجهود التي بُذلت علي هذا الصعيد عن قرار معظم الدول الأفريقية بقطع علاقاتها الدبلوماسية تباعاً مع إسرائيل خصوصاً وانعقاد مؤتمر القمة العربي الأفريقي الأول عام ١٩٧٢. ولا جدال في أن هذه الاستراتيجية الجديدة لإدارة الصراع مع إسرائيل هي التي ساهمت في صنع النصر الكبير الذي تحقق في حرب أكتوبر عام ١٩٧٣ علي الصعيدين العسكري والسياسي معاً. فعلي الصعيد العسكري نجحت مصر وسوريا، ربما لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، في خوض حرب منسقة ومتفق علي موعدها سلفاً بين القيادة السياسية في البلدين، وعلي الصعيد السياسي اتخذت الدول العربية المنتجة للنفط، ولأول مرة في تاريخ النظام العربي أيضاً، قراراً بخفض إنتاج النفط، ومنع تصديره للدول التي تقدم دعماً سياسياً أو عسكرياً لإسرائيل في هذه الحرب، وذلك لإسناد المجهود الحربي للقوات المشتبكة في ميدان القتال والتي شاركت فيها رمزياً قوات من دول عربية أخري. يلفت النظر هنا أن التنسيق العربي الأفريقي، الذي كان قد وصل ذروته كما سبقت الإشارة بقرار معظم الدول الأفريقية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، ظل متماسكاً وفعالاً بفضل جهود عربية واعية للمحافظة علي تماسك دول العالم الثالث علي الساحة الدولية علي الرغم من تضرر الدول الأفريقية من الارتفاعات المتتالية لأسعار النفط أثناء وبعد حرب أكتوبر٧٣، لذلك لم يكن غريبا أن يقوم النظام الإقليمي العربي، القوي بإنجازاته العسكرية والسياسية قبل وأثناء وبعد حرب أكتوبر، بلعب دور القاطرة لقيادة دول عدم الانحياز ودول العالم الثالث عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما تجدر الإشارة هنا إلي أن المواقف الراديكالية التي اتخذتها الجمعية العامة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي في تلك الفترة، والتي تمثل أهمها في قرار قبول منظمة التحرير الفلسطينية مراقبا في الأمم المتحدة عام ٧٤، ثم قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية، لم تكن منعزلة عن السياق العام لتوجهات العالم الثالث وحرصه علي الإمساك بتلك اللحظة التاريخية للمساهمة في صياغة نظام عالمي أكثر عدلا، بدليل قيامها في ذات الفترة باتخاذ مجموعة من القرارات التي استهدفت إقامة نظام سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي عالمي جديد. اليوم تبدو هذه الحقبة التاريخية، رغم كل ما انطوت عليه من عيوب وأخطاء وربما خطايا، جزءًا من زمن جميل غير قابل للاستعادة. وكثيرا ما يحلو للبعض إلقاء اللوم علي تحولات طرأت علي النظام الدولي، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، لتبرير المهانة التي يتعرض لها العرب والفلسطينيون في المرحلة الراهنة. غير أنه لا يتعين في الواقع أن نلوم إلا أنفسنا، فقد تخلي العرب فجأة وبدون سابق إنذار عن استراتيجيتهم التي كانت قد أثبتت فاعلية وكفاءة، حتي قبل أن تتحقق أهدافها المرحلية أو الجزئية بإزالة آثار العدوان. وبدلا من الاستمرار في المواجهة والضغط الجماعي إلي أن تتحقق هذه الأهداف المرحلية علي الأقل، راح كل طرف عربي يصوغ استراتيجيته المنفردة، جريا وراء أوهام تسوية، أو استسلاما لأحلام رخاء، أو بحثا عن سراب زعامة دون أن يملك أي منهم من مقوماتها شيئا. هكذا قرر السادات الذهاب للقدس، وقرر صدام شن الحرب علي إيران، وقرر القادة الآخرون أن يذهب كل منهم في حال سبيله، بحثاً عن منفعة يتوهمها هنا، أو دفعاً لضرر يراه هناك. وكانت النتيجة رد إسرائيل بسياسة ثلاثية الأبعاد شكلت ذروة التحدي والاستخفاف بالعرب. البعد الأول: تمثل في إسقاط القناع كلياً دون خشية أو مواربة عن عنصرية إسرائيل، كانت حتي وقت قريب لاتزال كامنة أو متخفية في أيديولوجيتها الصهيونية، والشروع في تبني أطروحات عنصرية صريحة وصلت ذروتها الآن بمطالبة العرب والفلسطينيين بالاعتراف بها دولة يهودية خالية من «الأغيار». البعد الثاني: تمثل في ممارسة أعمال عنصرية علي الأرض وصلت ذروتها ببناء الجدار العازل أو جدار الفصل العنصري، كما يسميه الفلسطينيون بحق، والبدء في تنفيذ استراتيجية «فصل» أحادي، بدلا من تسوية تفاوضية متفق عليها من جانب الأطراف المعنية، لا يمكن إلا أن تكون عنصرية في أسسها وفي جوهرها وفي مقوماتها. البعد الثالث: تمثل في ممارسة سياسة التجويع والقتل والعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، وصلت ذروتها بالحصار الوحشي الذي فُرض علي سكان غزة، وأفضي إلي مشاهد يندي لها جبين كل عربي، ونقلتها الفضائيات العربية والدولية. نختتم بالقول إن هناك حقيقة يتعين علي الشباب العربي المعاصر، أيا كان موقعه، أن يتذكرها ويتأمل دلالتها: فحين أصدرت الجمعية العامة قرارها الشهير عام ١٩٧٥ باعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية، كان رد الولايات المتحدة والأوساط الصهيونية عليه عنيفا لدرجة مذهلة وصلت إلي حد فرض عقوبات علي الأمم المتحدة نفسها، واعتبر دليلا علي تخلف عالم ثالث نجح النفط العربي في ابتزازه. الآن تبني إسرائيل جدارا عازلا وصفته محكمة العدل الدولية في فتوي تاريخية بأنه باطل، وتقوم بتجويع وإبادة جماعية للفلسطينيين أمام سمع العالم وبصره، ومع ذلك تصر هذه الدولة الخارجة علي القانون علي أن ما تقوم به ليس إلا وسائل دفاع مشروع عن النفس!. المذهل أن بعض الأقلام عندنا لاتزال رغم ذلك تري أن حماس هي العدو.. هل هذا معقول أيها السادة؟ سامحكم الله
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى