الأصل والفروع في مسألة البتاع والبتوع

مع اختلاط الحابل بالنابل والتزيد والتقعر والاستهبال لم يعد من الممكن للفرد العادي استجلاء من هو العدو الخارجي (البتاع) ومن هم أتباعه الداخليون (البتوع)؟!. وحيث إن كلمة بتاع أصبحت مدرجة في القاموس السياسي للدولة المصرية بعد أن أطلق سيادة الرئيس كلمة بتاع قاصداً بها حزب الله، وحيث إننا فهمنا منها أنه يريد التورية والبعد عن التسمية لذا أطلقنا علي جهابذة السياسة الديكتاتورية مع البعض الذين سيأتي ذكرهم كلمة البتوع، حتي يتسني لنا أيضاً التورية والبعد عن التسمية سيراً علي درب فخامة الرئيس وبرنامجه الحديث في إصلاح ما فسد وتجميل عورات النظام بالمسكنات والمراهم؟!. والأصل في العدو الخارجي معروف وهو من قتل الأخوة والآباء والأبناء منذ نكبة فلسطين وحتي النكسة في سبعة وستين؟!. وهذا البتاع هو العدو الأصلي وما عداه ليس كذلك، ومن غير المعقول اعتبار الإخوة في غزة سواء من حماس أو فتح أعداء حتي وإن بدا منهم العنف والاجتياح لرفح والعريش وكسر الحدود ببلدوزر لا يحتمل سوي قنبلة واحدة تجعله يباع بالكيلو في سوق الخردة. ليس من المنطق أو القبول أن نعلن أن البتاع هو حماس أو أهل قطاع غزة ويستدرك هذا المعلن لهذا الإعلان أننا نرتبط بمعاهدة مع البتاع الأصلي الذي أصبح لديهم صديق؟ والله العظيم عيب، عيب هذا الاستخفاف بالعقول وهذا الافتراء علي الناس وهذا الكذب الواضح؟!، قد نختلف أو نتفق مع حماس أو فتح أو الفلسطينيين جميعاً أو حتي كل العرب والمسلمين ولكن لا نستطيع وضعهم في خانة البتاع؟ البتاع هو البتاع أصلاً وهو واضح جلي لكل ذي عقل رشيد وهو الذي دمر وقتل وسرق ونهب واحتل وغدر؟ أظن أن هذا البتاع أصبح واضحاً لكل بني البشر الذين لا يتبعون فروعه ولا يشربون من روافده السامة التي تملأ بطونهم ناراً يوم القيامة بإذن الله. أما الفروع وهم البتوع فهؤلاء من أنواع الهليبة والكسيبة الذين إن ظهر الريش للسيد والدهم ذبحوه ثم أكلوه، هؤلاء لا يعرفون سوي الموني يا جوني، ولا يتبعون ملة بعينها أو جنسية بذاتها، وهم فرق التطبيل والتزييت والتصييت لبلطجي العصر الحديث الذي أصبحت عضلاته أكبر كثيراً من قدراته العقلية هذا إن كان له قدرات أو عقل أصلا؟!. وهم في حقيقة الأمر يقلبون دائماً الأوضاع حيث يدعون في كل مكان بأن الصديق هو البتاع الأصلي أما العدو فهم هؤلاء المحاصرون والمشتتون والمضروبون في كل بلد ومكان، وأن الحل في اتباع خطوات البلطجي العصري والحفاظ علي صداقته ومحبته بتنفيذ أجندته حتي وإن كانت علي حساب الشعوب المقهورة بديكتاتورياتهم وآرائهم السخيفة؟!. هؤلاء البتوع علي تنوع أشكالهم وعقائدهم وطموحاتهم لم يدركوا بعد أن أجل البتاع أصبح وشيكاً وأن ما يضحكون به علي الأقليات من ادعاء للحريات »يعني هو الأغلبية واخداها« مع التمكين والتدكين لبعض الفئات وإعلان أن الميثاق العالمي هو قرآنهم وإنجيلهم وأن خيبتهم الصبحة أصبحت واضحة؟!. والبتوع والبتاع وإن كان الأمر مختلفاً في وسائلهم إلا أن هدفهم واحد وهو تدمير الشعوب المقهورة تحت حكم الديكتاتوريات والفساد إلي شعوب مقهورة تحت حكم البتوع والبتاع؟ أرجو أن تدركوا البتاع الأصل والبتوع الفروع قبل فوات الأوان حيث لا ينفع الندم ولا يجدي الكلام.
د.حمدي عبد المعطي علي باشا..الوفد