منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من تقصير أكتوبر إلى فينوغراد تموز ..خيري منصور

اذهب الى الأسفل

من تقصير أكتوبر إلى فينوغراد تموز ..خيري منصور Empty من تقصير أكتوبر إلى فينوغراد تموز ..خيري منصور

مُساهمة من طرف saied2007 السبت فبراير 09, 2008 10:43 pm

كانت الحرب الناقصة في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973 حسب تسمية كسنجر لها، قد انعطفت بسبب ثغرة الدفرسوار نحو نهاية أخرى، أدت إلى ما يسمى في تلك الآونة فك الاشتباك، ولأن الدولة العبرية لم تنتصر تماماً في تلك الحرب فقد شاع مصطلح التقصير للتعبير عن أخطاء عسكرية وسياسية منها مغامرة شارون التي اعتبرت رغم نجاحها العسكري حماقة غير مأمونة العواقب، ولأسباب معروفة تحول العبور من مصطلح عسكري إلى مصطلح سياسي، وكان كامب ديفيد خاتمة المطاف. الآن وبعد خمسة وثلاثين رمضان من تلك الحرب يصدر في الدولة العبرية تقرير غير مسبوق لإدانة ساسة وجنرالات في حرب كانت رهاناً حاسماً على انتصار سريع في لبنان، لكن المقاومة اللبنانية وحزب الله أفسدا الرهان، وانقلب السحر على السحرة جميعاً ولم يعد أولمرت من قرى لبنان وسهوله وجباله بخفي حنين بل عاد حافياً تلسع الأشواك أصابعه، وانتهى الأمر إلى فشل عسكري ذريع مني به جيش توهم أن بوليصة التأمين ضد الهزيمة هي في الصميم من جعبته العسكرية. فينوغراد اعتراف صريح وبالعبرية الفصحى بالهزيمة في لبنان في صيف عام ،2006 وقد يغضب هذا التقرير بعض المتأسرلين ممن راهنوا على اجتثاث حزب الله، والمقاومة اللبنانية، وليس هزيمته فقط، لكن العواصف غالباً ما تهب على غير ما تشتهي القوارب الورقية، والمواقف السياسية المعروضة للبيع أو الإيجار في واجهات لا تختلف كثيراً عن الواجهات الزجاجية لحوانيت بيع الأحذية. إن تل أبيب هذه المرة، والكنيست يقدمان للعرب اعترافاً بهزيمة غير منقوصة في الحرب على لبنان، لكن العرب لا يريدون تصديق هذا الاعتراف، لأنه يحرج أطروحتهم الخرقاء حول سلام لا علاقة له بالشجاعة والشجعان، فهذه عينة تبرهن على أن العربي ليس محترف هزائم وفرار، وأنه إذا قيّض له أن يقاتل لا تنقصه الجسارة وقد يقبل على الموت كما لو أنه قيامة عاجلة لأنه بهذا الموت يدافع عن الحياة والأحياء. نعرف أن الرئيس بوش أوقف أولمرت منذ اليوم الأول لتشكيل لجان التحقيق حول الحرب الخاسرة في لبنان على ساقين من خشب وادّخره لمثل هذا اليوم، ولولا أن بوش أدخل أولمرت وحكومته إلى غرفة الإنعاش لما كان الآن على قيد منصبه. وقد يصبح هذا التقرير نقطة فاصلة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني منذ قرابة القرن، فالحرب لم تكن متكافئة بين لبنان والدولة الصهيونية من حيث التسليح، والإمكانات العسكرية، لكن المعادلة في الحروب ليست كما تحددها الحواسيب الذكية، فثمة كفة ترجح لأنها مشحونة بإرادة وقرار وطني، فمن قاوموا في لبنان لديهم كل المقومات للصمود حتى النهاية، بدءاً من العقيدة حتى الانتماء الوطني، والمعتدى عليه في عقر داره لديه أسباب كافية، بل إضافية للتصدي بعكس المعتدي القادم من خارج الحدود والحالم بالتمدد. فالحرب على لبنان كانت قرصنة بامتياز، ومحاولة يائسة لإجهاض المقاومة ومصادرة أية ممكنات تصونها لهذا فإن الفشل العسكري، الذي مني به جيش الهجوم المتخفي تحت اسم مضلل هو جيش الدفاع، كان منطقياً وجاء تقرير فينوغراد ليضيف إلى تقصير أكتوبر قبل خمسة وثلاثين عاماً اعترافاً بما هو أبعد من التقصير والإدانات، وهو الهزيمة بحروفها ونقاطها. فهل سيصدق عرب أدمنوا التلذذ الماسوشي بالهزيمة تقرير فينوغراد؟
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى