منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فك الحصار بدايات أم نهايات !!! ـ د. أحمد دراج

اذهب الى الأسفل

فك الحصار بدايات أم نهايات !!! ـ د. أحمد دراج Empty فك الحصار بدايات أم نهايات !!! ـ د. أحمد دراج

مُساهمة من طرف saied2007 الخميس فبراير 07, 2008 1:19 am

كل شيء في الوجود له وجهان أحدهما إيجابي مفيد والآخر سلبي ضار، فالسكين لها استخدامان أحدهما يفيد في تيسير إعداد وتنظيف المأكولات والخضروات وتقطيع الفاكهة والاستخدام الآخر يكون شديد الخطورة إذا وظف في التهديد أو التعذيب والقتل، وكذلك النصر له وجهان أحدهما تحقيق الهدف كالحصول على الحرية والاستقلال والإحساس بالعزة أما الوجه الآخر فيتمثل في الغرور والدعة والتكاسل، والحقيقة كذلك لها أكثر من وجه أحدهما من وجهة نظر صاحب المصلحة والثاني من وجهة نظر المتضرر منها والوجه الثالث قد يكون للطرف المحايد، ومن ثم فإن اختلاف الرؤى حول الشيء الواحد فيه رحمة وسعة للأفهام والمدارك وزيادة في المعرفة، وفيه كشف للجوانب المظلمة من الأحداث التي قد تبدو في الظاهر مفرحة ومفيدة بينما يتخفى ضررها خلف الغيوم والرؤى الملتبسة، وأصدق الأدلة على هذه الثنائية رصدها المحللون في نصر أكتوبر 73 بوجهه الإيجابي المشرق الذي لم تستغله القيادة السياسية، بينما أجاد المنهزمون توظيف أدواتهم لتثبت الأيام أن الانتصار والعبور لم يوظفا جيدا في مفاوضات كامب ديفيد التي ما زالت أضرارها الكارثية تزداد فداحة في نظر المجتمع المصري والأمة العربية بمرور الأيام.
من هذه الزاوية الغائبة عن النظر نحاول قراءة الأسباب والدواعي التي قد تتوارى في زحام الفرح والارتياح بفك الحصار الظالم عن أشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة بعد أن هدهم التجويع والقتل ونالت منهم الفتن بحصار أمريكي صهيوني عربي مشترك وجائر، رغم أن هذا الحصار والتجويع بشتى صورهما لم ينالا من إرادة الشعب الفلسطيني الثابت وعزيمته التي لا تلين وقدرته على التحدي ومقاومة المؤامرة الدولية الصهيوأمريكية.
ولما حاولت جاهدا وبهدوء فهم تداعيات التصريح السياسي للرئيس مبارك بأن " مصر لا يمكن أن تسمح بتجويع الفلسطينيين في غزة "- أبى هذا التساؤل إلا ملاحقتي بالمقولة الصادمة : ومن الذي ساهم إذن وبشكل منفرد غالبا في حصار قطاع غزة - غير النظام المصري- منذ ما يزيد عن عامين ؟ وهل يستطيع تهليل بعض النخب السياسية وفريق من الكتاب والصحفيين للتعمية والقفز على حقيقة أن الحصار كان بأيدي قيادة سياسية عربية مصرية تماهت مع الرغبات الصهيونية في شرم الشيـخ؟
لقد وقف سياق الأحداث معاندا بإصرار أمام فهم أو ابتلاع زفة حكمة قرار كسر الحصار التي يصعب تسويقها للمراقب الموضوعي أو المحلل الواعي، كيف نفهم ذلك وقد لاح في الأفق ما يؤكد أن قراءة التصريح وما أعقبه من تداعيات كانت- على ما أظن- قراءة سطحية متسرعة ومبتسرة تجاهلت السياق العام؟ وأخشى ما نخشاه أن يعقب الخطوات اللاحقة انتكاسة تنقلب فيها الأمور رأسا على عقب، وبالتالي ينبغي التروي والنظر بعين الحذر من خلال إعادة استقراء الجوانب الغائبة في خضم الأحداث التواترة وفي ضوء المعطيات السابقة واللاحقة لها، وهي :
1- استمرار مشاركة النظام المصري بإصرار في حصار قطاع غزة بعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية بمشاركة فريق عباس/دحلان وإسرائيل والرباعية الدولية المتواطئة بصورة فاضحة ومتقطعة، ومحاصرة النظام المصري للقطاع كاملا منفردا لمدة ثمانية أشهر قبل لحظة الانفجار.
2- اقتطاع الإدارة الأمريكة لـ 100 مليون دولار ( مايعادل أكثر من 560 مليون جنيه ) من المعونات الأمريكية لمصر منذ بضعة أسابيع.
3- قرار البرلمان الأوروبي الذي أدان انتهاكات حقوق الإنسان الشديدة والمتكررة في مصر منذ أيام قليلة.
4- اتهام القيادة السياسية المصرية لإسرائيل بأنها وراء حجب المائة مليون دولار من المساعدات الأمريكية وقرار برلمان الاتحاد الأوربي بإدانة الحكومة المصرية فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
5- تفجير المسلحين الفلسطينيين عددا من النقاط المختلفة من الجدار الإسرائيلي الفاصل بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية ( غزة وسيناء ).
6- تدفق المحاصرين من غزة بأعداد كبيرة تقدر بمئات الألوف تحت شدة الحصار وقطع الكهرباء والغذاء والدواء عنهم ثمانية شهور.
7- قوات الشرطة المصرية المرابطة على الحدود لاتتجاوز 750 شرطيا فقط وفق اتفاقيات كامب ديفيد المشئومة.
8- قمع المظاهرات المؤيدة للفلسطنيين في جميع مدن مصر في المساجد والشوارع والقبض على أكثر من ألفي مصري بتهمة التظاهر لفك الحصار عن قطاع غزة.
9- تصريح كبير مستشاري الرئيس مبارك السيد زكريا عزمي بالقبض على 30 فلسطينيا هربوا من قطاع غزة ووصلوا إلى بني سويف- لا أعرف لماذا بني سويف بالذات !!! ومسألة القبض على فلسطينيين آخرين في طابا يرتدون أحزمة ناسفة ( لم أستطع بلعها ).
10- الإجراءات الأمنية المشددة في تعقب الفلسطينيين في الدلتا والصعيد حتى بني سويف يشتم منه رائحة كريهة.
معنى هذا وبعيدا عن نظرية المؤامرة نستطيع القول: إن فك الحصار لا يخرج عن واحد من ثلاثة احتمالات رئيسية :
أ‌- موافقة القيادة السياسية على فك الحصار قبل اجتياح المحاصرين للسياج الحديدي عن طيب خاطر.
ب‌- أن فك الحصار وقع اضطرارا رغم أنف النظام المصري نتيجة للأعداد الضخمة التي تدفقت من ثغرات متعددة في السياج العازل مع قوة حرس الحدود المصرية المحدودة جدا.
ج – أن تكون موافقة الرئيس مبارك على فك الحصار جاءت لاحقا لخروج الأمر عن السيطرة الأمنية الضعيفة بفعل نقص السيادة المصرية الواضح على جزيرة سيناء.
الاحتمال الأول ( أ ): إذا كانت القيادة السياسية وافقت بمحض إرادتها وعن طيب خاطر لفتح المعابر ودخول الإخوة الفلسطنيين إلى سيناء فإما أن يكون هذا قرارا وطنيا أخذ مسألة الأمن القومي المصري بالحسبان بعد رصد الجهات الأمنية لحالة الغليان في الشارع المصري إثر قطع الكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وإما أن تكون الموافقة موافقة متربصة تمهيدا لإجراءات أخرى أشد قسوة ضد المحاصرين في قطاع غزة، ولكن العوامل التي تضعف الاحتمال الأول تتمثل في نقاط :
أولها : النظام المصري لا يعير اهتماما للشعب في قضاياه الرئيسية أو الفرعية.
ثانيها : إلقاء القبض على عدد كبير من المتظاهرين في مدن مصر ( أكثر من ألفي مصري )
ثالثها : خروج أصوات من قيادات نافذة في السلطة المصرية تشير إلى القبض على 30 فلسطينيا بالأحزمة الناسفة في طابا وتسلل عدد من الفلسطينيين إلى محافظة بني سويف.
رابعها : حالة الفوضى والعشوائية التي دخل بها الفلسطينيون تشير إلى عدم وجود تصور مسبق للسماح لإخواننا المحاصرين في غزة بالدخول وفك حصار القتل البطيء.
خامسها : أن قوات الشرطة المصرية واجهت المحاصرين في أول الأمر بخراطيم المياة والعصي المكهربة والغاز المسيل للدموع لمنعهم من دخول رفح المصرية.
سادسها : تثبت جلسات مجلس الشورى والتصريحات التي أدلى بها رئيس المجلس ونواب الحزب العنصري الحاكم أن النية مبيتة- على الأقل في أحد أجنحة السلطة- لشيء ما سحبه السوداء تلبد فضاء الأفق المنظور !!!.
الاحتمال الثاني ( ب ) : إذا كان فك الحصار جاء رغما عن أنف النظام المصري نتيجة لضعف قواه الأمنية ( وفقا لبنود كامب ديفيد ) المنشرة على الحدود بين سيناء وغزة، فقد كان الممكن استخدام أقصى درجات العنف والسلاح لرد هذه الآلاف المؤلفة وتداعيات ذلك من مخاطر أبسطها ما قد ينتج عنه من صدام دموي سيكون أشد وطأة من الوحشية الإسرائيلية وما يترتب على ذلك من ردود فعل شعبية داخلية في سيناء المحتقنة والمدن المصرية المشتعلة بالغضب ناهيك عن ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية.
الاحتمال الثالث ( ج ) : أن يكون فتح الثغرات في الجدار الفاصل بين سيناء وغزة جاء من الجانب الفلسطيني بفعل الإحساس بالجوع والقهر والموت البطيء في السجن الكبير الذي نصبه العدو ورعاه الأشقاء، وقد قوبلت حركة طوفان البشر بنوع من الشدة في بداية الأمر ولكنه سرعان ما خرج عن السيطرة الأمنية المصرية فاستجابت القيادة السياسية للأمر الواقع وفقا للمقولة المعروفة " إذا جالك الغصب خده بجميلة " ربما لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد وهذه العصافير يمكن اصطيادها في شبكة من البرقيات العاجلة :
1- رسالة إلى الداخل المصري لتهدئة خواطر الشعب المتذمر من سياسات نظامه واستبداده .
2- رسالة مغلفة إلى الولايات المتحدة بأن اقتطاع مائة مليون دولار لن تمر دون رد مناسب من النظام المصري.
3- رسالة إلى الاتحاد الأوربي وبرلمانه الذي أدان ممارسات الحكومة المصرية بأن النظام المصري مازال لديه بعض أوراق الضغط.
4- رسالة إلى إسرائيل أن عودوا إلى صوابكم بحث اللوبي الصهيوني بدعم النظام المصري للحصول على المائة مليون دولار المقتطعة من المعونة، وحثهم أيضا للضغط على حلفائهم الأوربيين لوقف إدانة النظام المصري فيما يتعلق بحقوق الإنسان وخلافه.
هذه هي الجوانب الغائبة والمعتمة في خضم الأحداث المتسارعة والضجيج المصاحب للفعل ورد الفعل والتردد والتخبط الذي ظهر على النظام المصري، والتفكير في فسحة للتقاط الأنفاس.
بقي بعد ذلك مسألة واحدة تقلق مضجع المراقب للأحداث وتداعياتها وهي تتراوح بين التخوف الجدي من أمرين هما :
الأول : أن يكون هدم الجدار الفاصل بين قطاع غزة ومصر مقدمة لمخطط أمريكي إسرائيلي بتواطؤ عربي ما يهدف لاستيعاب الانفجار الفلسطيني القادم مع ازدياد شراسة الاحتلال الإسرائيلي في خنق غزة وحشيا بالغارات والاجتياحات والاغتيالات المستمرة من جهة وشل الحياة اليومية بحصار حديدي للخدمات الرئيسية كالكهرباء والوقود وقطع المؤن الغذائية والدواء من جهة ثانية، والأرجح أن إسرائيل كانت تعي وتدرك أن تجفيف مصادر الوقود وقطع الكهرباء سيؤدي لتفجير برميل البارود المحتقن في غزة بفعل الحصار الخانق لمليون ونصف إنسان، وأن المهرب الوحيد لهم سيكون تجاه سيناء لطرح مسألة توطين الفلسطينيين في سيناء بجدية تحت ضغوط دولية وإقليمية.
الثاني : أن تستخدم الدوائر الأمريكية والصهيونية وحلفائها من العرب مسألة فك الحصار عن غزة ودخول الفلسطينيين إلى سيناء ثم الأحداث التالية مثل تبادل إطلاق النار-مؤخرا- كذريعة للصيد في الماء العكر وتحريض الشعب المصري ضد الفلسطينيين ودفعهم للتحفظ على مساندة الشعب الفلسطيني بدعوى أن الفلسطينيين يطمعون في اقتطاع جزء من سيناء وهذا افتراء وكذب لن يقبل به أي طفل فلسطيني ولا يمرر إلا على عقول المعاقين ذهنيا، ولكنه مطلب صهيوني أمريكي بامتياز.
وفي ظل تقارير مراكز البحث الصهيوأمريكية ودورها الخبيث في مسألة سيناء وتبعيتها لمصر لانستبعد وجود هذا السيناريو في أضابير المخابرات الأمريكية، خصوصا إذا علمنا أن الإدارة الصهيوأمريكية تجيد توظيف انتصار أعدائها لصالح استراتيجياتها القائمة على الهيمنة وحماية قواعدها ومصالحها في الشرق الأوسط، فإذا كان قرار بوش/ شارون ( وعد بلفور الثاني ) برفض عودة إسرائيل إلى حدود 1967 وإهدار حق العودة للفلسطنيين والموافقة على أن يكون الكيان الإسرائيلي دولة دينية خالصة لليهود، ترى أين يلقي بفلسطيني 48 بعد تطهير الكيان الغاصب من السكان العرب الأصليين !!! وفي وجه من غير إسرائيل يمكن قبول تفجير القنبلة الديموغرافية الفلسطينية الملتهبة ؟؟؟
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى