منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحركات الإسلامية والسلطة والخارج ـ د. هشام الحمامي

اذهب الى الأسفل

الحركات الإسلامية والسلطة والخارج ـ د. هشام الحمامي Empty الحركات الإسلامية والسلطة والخارج ـ د. هشام الحمامي

مُساهمة من طرف saied2007 الخميس فبراير 07, 2008 1:18 am

تظل العلاقة بين الأنظمة العربية والإسلاميين موضوعا بالغ التعقيد والارتباك ..يتداخل فيها البعد الداخلي والخارجي بدرجه كبيرة ومركبة وما حدث خلال الأعوام الثلاثة الماضية مع نداءات الإصلاح وتوسيع الحريات والشرق الأوسط الجديد بيانا عمليا على ذلك..الأنظمة العربية تدرك جيدا انه دون دعم خارجي لأي قوى معارضه إسلامية أو غير إسلامية..فلن يمكنها الاقتراب من السلطة..بسبب القبضة الأمنية الهائلة الإحكام..وللإجماع العربي الفريد في توحده على استبعاد الإسلاميين من دائرة البديل الممكن..فلا دمج ولا استيعاب ولانقاش..فقط الضربات الأمنية والحصار والتضييق ..وهو الإجماع الذي تؤيده وتبرره(شله)الليبرالية الجديدة التى تعادى ثلاثا :الإسلاميون والشارع المتعاطف مع الإسلاميين والديمقراطية التي هى الآن تعمل لصالح الإسلاميين!! مبررين موقفهم بفرضيات موهومة عن النوايا المكنونة والدوافع الخفية لدى الإسلاميين دونما أي براهين يحترمها عقل أو تؤكدها تجربة..ويمكن ببعض التحفظ النظر إلى التجربة الجزائرية(انتخابات 1992م)نظرة اعتبار..وهى التجربة التي دعمت فيها الأنظمة العربية كلها الوضع القائم..ضد الوضع القادم الذي أرادته الجماهير..وتمت الإطاحة بصناديق الانتخابات على طريقه(فتوات الأفراح والموالد)في روايات نجيب محفوظ..واستحضرت أوروبا وقتها كل موروثها التاريخي من أيام البابا أوربان الثاني بتنويعات جديدة وقالت كلمتها المسموعة والنافذة..ولن تنسى الذاكرة العربية أبدا مواقف مثقفين جزائريين من أمثال واسينى الأعرج ورشيد بوجدره وأمين الزاوي الذين دعوا صراحة إلى استئصال الإسلاميين وحرمان الجماهير من الديمقراطية لأنها (لا تعرف كيف تقرر مصلحتها)..!!!

ومن قرأ مقالات الأستاذ هيكل الأخيرة لابد وأنه توقف عند إشارته إلى ما دار بين الرئيس السادات وبين عدد من الملوك العرب أثناء حرب 1973م..الذين نصحوه وقتها بقوة أن يسارع إلى تسويه مع إسرائيل(فض الاشتباك الأول)حفاظا على استقرار المنطقة كلها وخوفا من تدخل(الدهماء)في معادلة الحكم والسلطة..و(الدهماء)هم ملح الأرض الشعوب والجماهير المهيضة صاحبة الأرض والعرض..التي (لا تعرف كيف تقرر مصلحتها)والتي لابد وان تظل في مراتب العبيد حتى يظلوا هم في مراتب الأسياد..

يبقى التأثير الخارجي حاضرا في إتاحة الفرصة لقوى المعارضة للمشاركة في معادلة السلطة والحكم..شرط ألا تكون إسلامية!! وهو ما كان يجب أن تفطن إليه الحركات الإسلامية في الثمانينيات من القرن الماضي..في أن يكونوا على خط التماس الخارجي لمسرح الأحداث لا أبطال أساسيين على خشبته كما حدث..حرصا منهم على مستقبل الأوطان.. كما حرصت(أم الغلام)على حياة وليدها حين نازعتها فيه امرأة أخرى في القصة المروية عن النبي سليمان عليه السلام ..وفى الوقت نفسه يرعون ويدعمون فريقا أكثر التصاقا بالمصالح العليا للشعوب ويقفون من ورائه بالمدد الجماهيري القوى والمنظم..في الحد الأدنى كانت القوى الخارجية ستقف موقف الحياد ..أخطأت الحركة الإسلامية خطأ مروعا حين عجزت عن فهم حركه التاريخ باختيارها الغوص المباشر في مجرى السياسة والسلطة..والذي استحال إلى مستنقع لا تبدو له نهاية..ويسأل في ذلك جيل السبعينيات الذي غابت عنه الرؤية الإستشرافيه للمستقبل وبدا أن فكرة من أحوال السياسة خال ولا خطر له شئ من شأنها على بال!!ولم يقف مرة واحدة ليضع تصورا لعشرين سنه قادمة!!..خاصة بعد أن فشلت الأنظمة فشلا بشعا في صون المصالح العليا للشعوب..ممتصة دمائهم قطرة قطرة مهدرة نفوسهم حسرة وراء حسرة..ولم تقدم لهم إلا الخيبات والمراثي والهزائم المتوالية..وانتهت إلى خواء شامل عمم الفقر والجهل والانحدار الثقافي والأخلاقي والذي شكل الأرضية الحقيقية لقيام سلطه القهر والاستبداد التي سدت كل منافذ التقدم والتنمية..وغاب عن هذا الجيل اخطر سؤال..ما موقف الخارج من الحركة السياسية في الداخل ؟؟ يعلم الجميع أن الخارج-الغرب تحديدا- كان حاضرا بقوه حين تغيرت الأنظمة في الخمسينيات والستينيات..والإسلاميون والغرب أشبه بالزيت والماء لن يلتقيا مادامت السماوات والأرض..لأن الإسلاميين يملكون تكتلا فكريا سيجبر الغرب على التخلي عن أي طموح لتعميم فكره وقيمه على العالم..هكذا ببساطة شديدة دون لف ودوران !!ويكفى أن نعلم انه حين حاولت جامعة كارولينا الشمالية إقرار كتاب عن(القرآن)لكاتب اسمه مايكل سيللز على طلاب السنة التمهيدية لكتابة تقرير عنه ثارت ثائرة الإنجيليين من داخل الجامعة ومن خارجها لأنهم لا يريدون تعريض أبنائهم لخطر التعرف على الإسلام!!

فكيف فات علي الإسلاميين كل ذلك؟ وها هي(حماس)..نموذج طازج لمعادلة السلطة والحكم في المنطقة..إنها استراتيجية(اليوم بيومه)..بكل أسف وحسرة..وما أكثر العبر وما اقل الاعتبار..

واضح تماما انه خلال السنتين الأخيرتين أعطت الإدارة الأمريكية للأنظمة العربية حرية التعامل مع الإسلاميين..ومن جهتها لم تكف لحظه عن سياسة الابتزاز.. ولم تفرط في ورقه هائلة التأثير للضغط على الأنظمة..أمريكا لا تريد ما تسميه(الإصلاح)ولا تريد أن ترى المنطقة العربية تنعم بالإصلاح ولو يوما واحدا..لسبب بسيط للغاية..وهو أن الإصلاح سيفقد أمريكا دجاجه تبيض ذهبا على صعيد المواقف السياسية والاقتصادية والثقافية...وستواصل أمريكا بخبث شديد تلك السياسة الماكرة ولن تكون أبدا سببا لتفوق الإسلاميين هي فقط تدخرهم وسيلة للابتزاز والمقايضة..هناك بلدان عربيه تجرى فيها المقايضة عينى عينك وعلى ملفات بالغة الحساسية لأمريكا(إسرائيل والعراق)....
وعلى ذلك فليس أمام الإسلاميين في هذه المرحلة إلا المراهنة على الشعوب وانحياز شعوبهم إليهم وهى فعلا منحازة إليهم ..إلى جانب العمل على دعم وتشجيع القوى الوطنية..وهو ما يستدعى التوقف والمراجعة الكاملة لاستراتيجيات لطالما اعتبرتها الحركة الإسلامية ثوابت فكريه وحركيه لها.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى