منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السياسة لم تعد تصنع الأبطال ..محمد صلاح..الحياة اللندنية

اذهب الى الأسفل

السياسة لم تعد تصنع الأبطال ..محمد صلاح..الحياة اللندنية Empty السياسة لم تعد تصنع الأبطال ..محمد صلاح..الحياة اللندنية

مُساهمة من طرف saied2007 الأربعاء فبراير 06, 2008 7:06 am

لماذا تبحث الشعوب العربية عن بطل شعبي؟ ولماذا تحتفي الصحف ووسائل الإعلام والنخب الثقافية والسياسية والأوساط الجماهيرية بمواطن عربي إذا تجرأ وعارض التيار المناوئ للعرب؟ كيف تحول لاعب كرة قدم مصري إلى «رمز سياسي» لمجرد أنه بعدما أحرز هدفاً في بطولة أفريقية رفع قميصه الخارجي وجال في ارجاء الملعب كاشفاً عن قميص داخلي كتب عليه «تعاطفاً مع غزة» بالعربية والانكليزية؟ هكذا تحولت صورة اللاعب المصري محمد أبو تريكة التي نقلتها وكالات الأنباء وقنوات التلفزيون إلى تحفة فنية يقتنيها الناس ويفخرون بها. وبغض النظر عن الجدل الذي ثار في المجتمعات الرياضية العربية حول حق اللاعب في إظهار مشاعر سياسية أو إنسانية أثناء مباراة رياضية، وتحذير الاتحاد الافريقي من معاقبته إذا كرر هو أو غيره من اللاعبين التصرف نفسه، إلا أن الصخب السياسي الذي تلى الواقعة عكس إلى أي مدى صارت الجماهير العربية اكثر عاطفة بعدما افقدها السياسيون الأمل في حلول لمعضلات القضايا العربية التي صارت أوراق حلها في أيدي غير العرب. في الموروث الثقافي ظل المواطن العربي يتغنى بأمجاد وأحداث وسير الأبطال الشعبيين ويردد شعار إذاعة صوت العرب المصرية «أمجاد يا عرب أمجاد في بلادنا كرام أسياد». لكن تداعيات قضية فلسطين ومن بعدها أزمة العراق، وبينهما سلسلة من الإخفاقات العربية في السودان والصومال وأوضاع اقتصادية واجتماعية عصفت بالمواطنين العرب في أكثر من قطر، وجعلت بعض ابنائهم يفقدون الأمل في حياة طبيعية تضمن لهم أبسط حقوقهم في العيش والعمل والمأكل والمسكن من دون حتى رفاهية اختيارهم حكومة تحكمهم أو برلماناً يحدد قوانين تضبط العلاقات بين أطراف المجتمع وأطيافه، كل ذلك جعل الشعوب العربية تفرح وتبتهج، وربما ترقص اذا أقدم واحد من بينها على تحدي القوى الكبرى حتى لو لم يكن في نيته أي رغبة في التحدي وانما فقط التعبير عن مشاعر إنسانية. أكثر ما يلفت الانتباه بين أوساط السياسيين في مصر أن غالبية الذين ناصروا تصرف أبو تريكة وأيدوه ليسوا من هواة متابعة كرة القدم ولا يعرفون كثيراً عن لوائحها وقوانينها ونجومها، لكنهم جميعاً سمعوا بما أقدم عليه اللاعب وقرأوا عنه فشدهم وجذب اهتمامهم وأخذ قلوبهم، فتدافعوا الى متابعة الفضائيات التي تنقل البطولة الافريقية من غانا علهم يرون المشهد من جديد، فيشعرون بفخر أفقدهم السياسيون منذ زمن الإحساس به. لا علاقة للاّعب بحركة «حماس» أو بالسلطة الفلسطينية، وهو لم يكن يوماً من «الإخوان المسلمين» أو حزب «التجمع اليساري» المصري، ولم يشارك في أي اجتماع حزبي أو وقفة احتجاجية على سلم نقابة الصحافيين المصرية أو أي سلم آخر، ولم يعتصم مع مئات المعتصمين في أنحاء مختلفة لأسباب مختلفة، لكنه ظهر الأكثر تأثيراً من هؤلاء وأولئك إذ اختار المكان والزمان والحدث الذي تتابعه المصابيح والكاميرات وترصده العيون والاقلام، وفجر مفاجأته التي أعد لها من دون ضجيج ورتب لها من دون أي مآرب سياسية، فأحرج السياسيين الذين لا يخضعون لـ «كاف» (الاتحاد الافريقي لكرة القدم) أو «فيفا» (الاتحاد الدولي لكرة القدم) لكنهم يخضعون لحسابات سياسية قد تكون منطقية، لكنها لا تصنع الأبطال.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى