منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كن سعيد بن زيد، إن لم تكن عمر بن الخطاب ..د.معتز بالله عبد ا

اذهب الى الأسفل

كن سعيد بن زيد، إن لم تكن عمر بن الخطاب ..د.معتز بالله عبد ا Empty كن سعيد بن زيد، إن لم تكن عمر بن الخطاب ..د.معتز بالله عبد ا

مُساهمة من طرف saied2007 الأربعاء فبراير 06, 2008 7:06 am

قرأت مقالا مؤثرا للاستاذ عاطف حزين في جريدة الوفد يلخص عنوانه فكرته الأساسية: »دعونا نكتب، دعونا ننفخ في قربة مقطوعة«. وقد استحضرت تعليقا للمستشار طارق البشري يستحثني فيه علي الاستمرار في الكتابة وعدم اليأس وحجته في ذلك ان مساحة غير المتوقع وغير المقصود أكبر كثيرا من مساحة المتوقع والمقصود عند من يحاولون تغيير العقول وتوعية الآخرين، وضرب مثلا بنفسه انه شخصيا تأثر بما تعلمه وقرأه من الكثير من اعمدة القانون في مصر، لكنه لم يكن في دائرة معرفتهم به او وعيهم بوجوده. والحقيقة ان في كلام المستشار الفاضل الكثير ما يدفع للأمل، فبحق نحن لا نعرف فيمن نؤثر ونحن نكتب، قد لايكون الكاتب عمر بن الخطاب ولكن قد يكون أحدنا سعيد بن زيد زوج أخته والذ يكان سببا مباشرا في اسلامه. وهو ما يجعلني احيانا أستحضر الآية الكريمة: »فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة، ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤته أجراً عظيما«، وأنا أقول فليكتب كذلك في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة، ومن يكتب في سبيل الله فيؤثر او لا يؤثر فسوف يؤته الله اجراً عظيما، شأنه في هذا شأن من يعلم ويبني ويزرع في سبيل الله، ان مسئوليتنا الامل والعلم، ولكن ليس علينا العائد والناتج لأننا لن نستطيع ان نتدخل في قدر الله وتوفيقه. وبمعني أقل تجريدا، نحن نتمثل نموذج الامام محمد عبده والذي لم يحقق الكثير من النجاح في حياته، لكن كتاباته وتلاميذه احدثوا ثورات في الاقتصاد »طلعت حرب«، وفي السياسة »سعد زغلول«، وفي العمل الشعبي »حسن البنا«، وفي الاصلاح الديني »الشيخ المرراغي«، ويوم ان اخفق نجيب فاضل في السياسة فتحول عنها الي الفكر ثم الشعر والتصوف ماكان يدري انه سيخلف فكراً ومنهجا في العمل يؤثر في الفتي رجب طيب اردوجان الذي اخذ المنهج وأنزله منزل الفعل، والتنفيذ بحكم تكوينه وبحكم تعلمه من خبرات وأخطاء السابقين عليه. بل ان تأثير »عودة الروح« لتوفيق الحكيم علي الطالب جمال عبد الناصر حسين مسألة صرح بها الرئيس عبد الناصر نفسه، بغض النظر عن تقييمنا لنوع التأثير واتجاهه، بل انني انا شخصيا اتذكر متابعتي لما كان يكتبه الاستاذ عاطف حزين نفسه ومعه الاستاذ خير رمضان في »الاهرام العربي« وكنت احتفي بما كانا يكتبان احتفاء شديد، ومازلت. ومع ذلك لابد ان نكون واعين بأننا نبيع بضاعة غير رائجة في مجتمع ينقسم افراده الي فئات اربع علي الاقل: 1- هناك اشباه الموتي بيننا وهم فئة من الناس فقدوا القدرة علي الابصار لانهم فقدوا اجهزة الابصار نفسها وهؤلاء ما جعل الله لنا اليهم او عليهم سبيلا لأنهم اختاروا الاستقالة مع الحياة العامة. 2- وهناك ثانيا اهل الغفلة، وهم فئة من الناس لديهم جهاز الابصار سليم، ولكنهم اغمضوا اعينهم عن الواقع الذي يعيشون فيه، لأن خبرة الحياة علمتهم انهم »مسيرون« بلا اختيار، ولا يعرفون حجم الطاقة الموجودة داخلهم، كي يساعدوا انفسهم والآخرين. 3- هناك ثالثا الحياري، وهم فئة من الناس فتحوا عيونهم لكنهم لم يروا نورا فتساووا مع من ليست لهم قدرة علي الابصار لأن البيئة الخارجية لم تمدهم بالنور الذي يحتاجونه، وهؤلاء هم الذين يحتاجون كتابات المثقفين ومشاركتهم الحياة في نقاشات المجتمع علي امل ان نوقظ فيهم الامل والوعي. 4- وهناك رابعاً من امتلك القدرة علي الابصار ورأي النور بالفعل، وهؤلاء هم أهل الفكر والرأي الذين يعطون مجتمعاتهم كفاء ما تتوقع منهم من جهد ودراية، وهؤلاء هم الذين عليهم ان ينبهوا الغافلين وان يهدوا الحائرين، بيد ان هذه الفئة نفسها تنقسم في مدي نشاطها الي ثلاثة انواع: بعضهم يقف موقف المثقف الراهب الذي يعرف ويقرأ ويطلع ولكنه ليس علي استعداد للمشاركة في التغيير اما يأسا وإما نشغالا، ومنهم من يتصف بخاصية المثقفين »بفتح القاف« المثقف »بكسر القاف« والتعبير لاستاذي الدكتور مصطفي كامل السيد، وهم اولئك الذين وجدوا ان عليهم بالاضافة لدورهم في تحري المعرفة والافكار ان ينشروها ما استطاعوا الي ذلك سبيلا، وهؤلاء كثيرون عددا قليلون جودة في مجتمعنا العربي بصفة عامة، لكن هناك صنفا ثالثا اطلق عليه الفيلسوف الماركسي الشهير جرامشي »المثقف العضوي« الذي ينخرط في واقعه بالدراسة ثم بالتغيير من خلال الالتحام المباشر مع قطاع واسع من المواطنين الذين يعتبرونه قائدهم، ان هؤلاء هم الذي يتصفون عادة بخاصيتي: القدرة علي الخيال Power of Imagination والشعور بالواقع Sense of Reality كما اشار اليهم الدكتور طارق حجي في احدي مقالاته. هذا الفريق الرابع هو الماء الذي يحيي الصحراء القاحلة، »وتري الارض هامدة فإذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج« وهؤلاء يحتاجون الي التضامن والتكاتف، كتفا بكتف، حتي لا يصيبهم الملل واليأس، واختم بقصة تستحق التأمل عن مجموعة من الضفادع التي دخلت في سباق من اجل الوصول الي قمة الجبل، وكانت هناك مجموعة من المشاهدين الذين كانوا يغنون انشودة اليأس باستحالة وصول اي من الضفادع الي قمة الجبل، وبالفعل بدأت الضفادع المتسابقة تتساقط من الاعياء الواحدة تلو الاخري، حتي نجح ضفدع في الوصول الي خط النهاية بكل نشاط، وكانت المفاجأة انه كان اصم، اي لم يسمع عبارات اليأس والتثبيط. ان اصحاب الاقلام الشريفة بحاجة لأن يتواصلوا بالامل مع الحق، وان لم يكن اي منهم عمر بن الخطاب، فهم يسيرون علي نهج سعيد بن زيد والاجر عند الله، ألم يجعلهما ربهما من العشرة المبشرين بالجنة علي تفاوت نصيب كل منهما في العطاء الدنيوي، ربنا تقبل منا إنك انت السميع العليم.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى