منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفتنة خسارتها كبيرة ! ـ د. حلمي محمد القاعود

اذهب الى الأسفل

الفتنة خسارتها كبيرة ! ـ د. حلمي محمد القاعود Empty الفتنة خسارتها كبيرة ! ـ د. حلمي محمد القاعود

مُساهمة من طرف saied2007 الأربعاء فبراير 06, 2008 6:59 am

يروى " محمد حسنين هيكل " في مقالاته المحجوبة التي نشرتها المصري اليوم (يناير 2008 م ) ، أن مناحم بيجين ، رئيس وزراء العدوّ الأسبق ، والحاصل على نصف جائزة نوبل مع الرئيس السادات ، جمع بمعرفة قائده الإرهابي آرئيل شارون ، نواب لبنان ، بالقرب من ثكنته العسكرية وهو يحتل بيروت عام 1982، لانتخاب " بشير الجميل " ، ابن بيير الجميل زعيم حزب الكتائب آنئذ ، رئيساً لجمهورية لبنان ، وتم الانتخاب على أسنة الرماح الصهيونية ، وبعد أيام طلب بيجين من بشير الجميل أن ينفذ الاتفاق المبرم بينهما في نهاريا ، وهو اتفاقية صلح بين الكيان الصهيوني ولبنان ( سميت اتفاقية 15 أيار –مايو ) ، ولكن بشير كان يراوغ نظراً لحساسية الوضع اللبناني ، وحسابات معيّنة ، وأراد بيجين أن يلقنه – بل يُلقن غيره – درساً بليغا فيمن يُخالف أوامر الغزاة الذين استقوى بهم ضد بني وطنه ، وكان الدرس هو تفجير مقر الكتائب على من فيه ، وكان من بينهم فخامة الرئيس " بشير الجميل " الذي أخرجوه أشلاء من تحت الأنقاض .. وكان شارون قائد الغزو النازي اليهودي الذي استقوى به بشير – يرقب مع رجاله المشهد الدامي في بيروت الشرقية !
لم يقم أحد من الصهاينة بتفجير مبنى الكتائب وقتل بشير ، ولكن قتلته كانوا من رجاله وحلفائه ؛ وهم جميعاً موالون للغزاة النازيين اليهود وعملاء لهم ، وبلغ عددهم غي ذلك الوقت ثلاثة آلاف شخص .. قام بعضهم بالمهمة القذرة ، لأن بيجين وعصابته لا يحبون أن يلطخوا أيديهم بدماء العملاء .. فالعملاء أفضل في تصفية العملاء وغير العملاء ! هكذا يعتقد الغزاة النازيون اليهود !
ولا أظن قتلة الحريري والقصير وصاحب النهار وبيير الجميل الحفيد وغيرهم حتى رئيس أركان الجيش اللبناني أنطوان الحاج ، إلا من هؤلاء العملاء الذين تجذّروا في لبنان ، ويجدون المدد والعون من الصهاينة ، في ظل مناخ يتيح لهم النجاة من الاتهام الذي يُوجّه بسهولة إلى سوريا لأسباب دولية وإقليمية لا تخفى .
بشير الجميل كان يقود مقاتلي حزب الكتائب الماروني ضد الفلسطينيين والمسلمين في لبنان ، وأحرز نجاحات كبيرة بعد مذابح رهيبة ؛ في بداية الحرب الطائفية في لبنان بفضل المساعدات الصهيونية والصليبية التي تدفقت برّاً وبحراً وجوّاً ، فقد كانت سماوات لبنان مفتوحة ، وتوقف الطيران المدني ، وكانت الهيلوكبتر الصهيونية ، تأتى بالجميل ومن يريده الصهاينة ، إلى نهاريا ، ومدن فلسطين الشمالية المحتلة ليلتقوا بقادة العدوّ الصهيوني ، ويتلقوا منهم الأوامر والتوجيهات والأموال ، واستطاع اليهود أن يقيموا كياناً في جنوب لبنان بعد طرد المقاومة الفلسطينية إلى تونس اسمه " لبنان الحرّ " بقيادة العميل سعد حداد ، ثم العميل أنطوان لحد ، وهو كيان يرفض العروبة والإسلام ، ويعلن ولاءه للصليبية الاستعمارية التي لا صلة لها بالمسيح بن مريم عليه السلام ؛ ولا المسيحية الحقة ، ثم الصهيونية بكل ما تمثله من دموية ومكر وإجرام ولا علاقة لها بوصايا موسى عليه السلام !
وقد طرد العميل لحد ومن معه بعد تحرير جنوب لبنان ، وخروج الغزاة الصهانية عام 2000م بفضل الله ، ثم بفضل التضحيات التي قدمتها المقاومة الإسلامية الوطنية على مدار ثمانية عشر عاماً . ( يعمل لحد الآن خادماً في مطعم بمدينة نهاريا شمال فلسطين المحتلة ! ) .
وكان اتفاق الطائف 1990م ، بين الفرقاء ، حقناً لدماء غزيرة سالت من كل الأطراف وغطت أرض لبنان ، وعرف الناس جميعاً أن الفتنة خسائرها كبيرة ، وأن السلام بين أبناء الوطن الواحد هو الطريق الأفضل والأجمل ، وأن الاستعانة بالأعداء لا تؤدى إلى تحقيق مكاسب أو أرباح ، لأن العدوّ تعنيه مصلحته بالدرجة الأولى ، وإن لم تتحقق فلن يُبالى بالعصف بمن استعان به ، وهو ماجرى مع بشير الجميل وآخرين في لبنان وإيران وفيتنام والعراق ، وأمريكا اللاتينية والجنوبية ، وإفريقيا والفلبين ..
وقديماً حينما جاء السفاح نابليون إلى مصر ، طلب من بعض النصارى مساعدته في تثبيت احتلاله لمصر ، ولكنه بعدئذ وصفهم بأقذع الأوصاف وأحط الألفاظ أوردته في مكان آخر !
بل إن الإنجليز حين استخدموا بعض المسلمين في مصر ، لفظوهم عقب انتهاء مهمتهم غير الوطنية وغير الخلقية ( تأمل ما جرى لإبراهيم الهلباوي وفتحي زغلول – شقيق سعد زغلول – من اللورد كرومر بعد حادثة دنشواي ! ) .
واليوم حين يتصوّر بعض الطائفيين المتعصبين ، أن الولايات المتحدة ، ودول الغرب باسم حقوق الإنسان يمكن أن تحقق لهم امتيازات لا تحظى بها الأغلبية ، وتجعلهم من فوق الأغلبية ، وتفرض شروطهم الظالمة على الأغلبية ، فهم واهمون تماماً ، ومخطئون تماماً ، وضالون تماماً .. لأن هذه أولاً سباحة ضد التيار ، وثانياً قفز على حقائق الواقع التي تشير فعلاً إلى أن الأغلبية هي التي تعانى من التمييز ، وليست الأقلية . وبغض النظر عن بعض المناصب الكبرى القليلة فإن السلطة لا تبالي بالمسلمين ولا تقيم لهم وزنا ، ولا تخشى لهم احتجاجاً ، ولا ترعى لهم حرمة ، ولا تنفذ لهم مطلباً ، فهي مثلاً لا تستطيع أن تعتقل غير مسلم في جوف الليل ، ولا أن تتركه يعانى دون محاكمة سنوات شبابه وكهولته ، ولا تهتم بما يصدره القضاء من إفراجات عنه ، ولا تقدر على مصادرة أمواله أو إغلاق مكتباته أو اقتحام كنائسه ، فضلاً عن إغلاقها ، والمسلمون مدينون بالشكر للأنبا شنودة الذي أوقف – حتى الآن على الأقل – قانون منع التظاهر في دور العبادة الذي أيده الشيخ ؟!
وغير المسلم ، يستطيع أن يتاجر ، ويُنشئ مصانع، ويفتح مؤسسات ، دون أن تعترضه سدود أو قيود تقابل المسلم ، وهو ما جعل غير المسلمين يملكون قرابة 70 % من حجم التجارة الداخلية ، وأرصدتهم تكاد تفوق أرصدة المسلمين مجتمعة ، وواحد من أغنى أغنياء العالم منهم – ويكفى أنهم يذهبون إلى كنائسهم على مدار اليوم والليلة ، لا ينهرهم أحد ولا يمنعهم أحد ، يقيمون فيها الأفراح والحفلات ، والندوات والمؤتمرات ويمارسون الأنشطة الترويحية دون أن تترصدهم عين أو يتتبعهم جاسوس ، أو يحتاجون إلى إذن من جهات الأمن .
هل يستطيع المسلمون أن يفعلوا ذلك في مساجدهم ؟ كلّا .. وألف كلّا .. لأن فضيلة الجنرال حوّل المساجد إلى قلاع أمنية ، لا تفتح إلا عند الصلوات ، تغلق بعدها مباشرة ، حتى دورات المياه التي كان يستخدمها العامة والفقراء وعابرو السبيل ، تُغلق فور الانتهاء من الصلاة !
المسلم مضطهد في دولة الإسلام ، إن لم يكن من الحكومة ، فمن عملائها أو عملاء الاستعمار الوحشي الذين يعملون في شتى الأماكن والإدارات والنشاطات : الصحافة ، الثقافة ، الإعلام ، التعليم ، الفكر ، الجامعات ، حتى الأندية الرياضية .. لا تعجبهم الصلاة ، ولا الزكاة ، ولا الحجاب ، ولا الحياء ، ولا اللحية ، ولا الالتزام ، ولا الوحدة العربية ولا الخلافة الإسلامية ، ولا الحلال والحرام ، ولا العفة ، ولا البعد عن الابتذال ، ولا ...... فالمطلوب من المسلم أن يغير دينه ويخرج من الإسلام حتى ينجو من الاضطهاد والحصار ، ليجد الصحافة المأجورة تهلل له وتصوّره على أنه الشهيد والبطل ، وليجد الفضائيات العربية تستضيفه وكأنه صلاح الدين الأيوبي ، وليجد الأموال تنهال عليه من كل حدب وصوب بل وليجد اسمه في كتب التاريخ تُدرس لطلاب المدارس !
لذا فإن دعاوى دعاة الفتنة في بلادنا والدول العربية ، تسقط عملياً وواقعياً أمام الفكر العلمي المحايد في المجالات جميعاً . أما المجال السياسي فمن يستطيع أن يشارك الذين يمسكون ناصية السياسة بأيديهم وأسنانهم طوال نصف قرن أو يزيد ؟ لا أحد من المسلمين أو غيرهم !
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى