محمد بو تريكة بطل الرياضيين العرب ـ مهنا الحبيل

ابني العزيزين عبد العزيز وعبد الله متابعان للرياضة ووفقا للنظام الديمقراطي في المنزل الذي تجتاحه حالات من الاستبداد احيانا ! فان لهما حرية هذه المتابعة بما فيها الاشتراك في شبكة النقل الرياضي في معقلهما ببيت الشعر في فناء المنزل ولحق بهما أخاهم الأصغر أجود وان كنت لستُ مؤمنا بحجم الإنفاق والتركيز الإعلامي على ميادين الرياضة في مقابل الانجاز العلمي والتفوق المرجو لأوطاننا العربية ولكن على كل حال فان هذه رغبات لجيل من الشباب وأبنائي منهم وقد أشاركهم احيانا في مشاهدة بعض المباريات التي أجد فيها ما يستهويني من فن اللعبة واستعيد ذاكرتي الرياضية مع مناكفات بيني وبين الأبناء .

هذه المرة كمن لي نجلي البكر الغالي عبد العزيز في صالة الجلوس وكان ينتظرني وهو مفعم بالحيوية وبادر وهو يُهلل بإبلاغي بابن مصر العظيمة لاعب المنتخب المصري محمد بو تريكة وما فعله بمباراة تلك الليلة حين بادر بعد تسجيل الهدف إلى رفع قميصه الرياضي ليأخذ قلوب الشعب العربي والإفريقي والإنسانية الحرة ويوقظ ضميرهم ولو ساعة من الزمن والصورة تنطق على صدره تضامنا مع غزة ليسجل أغلى هدف في حياته وربما الأغلى في تاريخ الرياضة العربية ليس بالطبع للمرمى المادي فهما أبناء وادي النيل العربيان ولكنه للهدف الإعلامي الرائع لقضيتنا المسحوقة من الداخل والخارج .

ربما اعتبر البعض أن الموقف بسيط ويبقى في ملاعب الكرة فأين تأثيراته..؟.. وأقول لأنه في ملعب الكرة ولأنه تشهده ملايين الناس ولان الإعلام لغة قوية فاعلة باتت تتجاوز كثيرا من وسائل التواصل الأخرى بمراحل كان الهدف عظيما وكبيرا .

ورغم حجم السلوك السلبي في بعض الأوساط الرياضية من حيث الإدمان على ثقافة الكرة أو السلوك الخاطئ إلا أن تلقي هذا الجمهور العربي الرياضي من جيل الشباب واحتفائهم به دليل قوي بأنه مهما فعل الغرب الاستعماري الإرهابي لتغييب شبابنا عن قضيتهم العربية الإسلامية فستظل تلك الجذوة المباركة لحب الإسلام والعروبة كامنة في صدورهم وان خفتت فهي تعود لتخرج لهم من آخر موقع يحسبون له حسابا وهذا هو سبب الحملة الإعلامية للغرب والدوائر الخاضعة له على بطلنا العربي محمد بو تريكة وواجبنا كنخبة مثقفة أن نُحييه ونحيي شجاعته ونقول له يا محمد يابن مصر العروبة العظيمة إن استفزك أولئك المتحاملون المنحازون فقل لي بربك بكم تشتري بسمات المعاقين في غزة والأطفال والشيوخ الذين نقص دوائهم وقل زادهم وهم متحلقون حول التلفزيون فجاءتهم رسالة بو تريكة غشت قلوبهم وأحيت وجوههم فصاحوا وصاح معهم الشعب العربي من المحيط للخليج محمد بو تريكة تعظيم سلام من القدس للأزهر إلى البلد الحرام .

مقال جميل اشكرك