منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هل تهزم أمة؟ ـ د. رفيق حبيب

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

هل تهزم أمة؟ ـ د. رفيق حبيب Empty هل تهزم أمة؟ ـ د. رفيق حبيب

مُساهمة من طرف saied2007 الأربعاء يناير 30, 2008 5:08 am

في ثنايا المشهد الفلسطيني المؤلم، والحصار الدامي لقطاع غزة، ملامح مرحلة جديدة من الحرب بين العدو الصهيوني والأمة العربية والإسلامية. وتلك المرحلة تتأسس على فكرة المواجهة المباشرة بين العدو والناس جميعا. ولهذا نرى أن تلك المرحلة تحتاج لمواقف من كل فرد، وأن تلك المواقف مهما كانت صغيرة، سيكون لها تأثيرها المهم. والقصة تبدأ من فكرة تفكيك البنية الاجتماعية للمقاومة، وهو المطلب الذي طالب العدو الصهيوني به الرئيس الراحل ياسر عرفات، ثم أعيد المطلب نفسه على الرئيس محمود عباس، وهو أيضا مطلب مهم في خريطة الطريق. والهدف من ذلك التحول من فكرة الاكتفاء بضرب البنية العسكرية لحركات المقاومة إلى الاهتمام بضرب البنية الاجتماعية. وهذا التحول نتج عن حقيقة أن البنية الاجتماعية للمقاومة تمثل قوتها الأساسية، وهي التي نسميها الحاضن الاجتماعي لحركة المقاومة. ولكن الواقع يختلف عن الصورة التي يريد العدو رسمها، فعلى أرض الواقع لا توجد حركة مقاومة ثم جماهير مؤيده لها، بل توجد كيانات اجتماعية كبرى تمثل حركات المقاومة، وتخرج منها المقاومة، وهي بهذا تمثل البنية الاجتماعية التي تنمو فيها حركة المقاومة. فلا يوجد فاصل بين الحركات المقاومة وبين جماهيرها، وبهذا لا يمكن قلب الجماهير على تلك الحركات، وكأن بينهم فاصلا يسمح بهذا. فالواقع يؤكد على أن حركات المقاومة في فلسطين، كما في غيرها من الدول العربية والإسلامية، تمثل جزءا من الكيان الاجتماعي، ومن بنية المجتمع نفسه. وتلك الحركات تمثل تعبيرا شعبيا عن الرغبة في المقاومة. وبهذا لا نتصور أن تنقلب الجماهير على حركات المقاومة، وكأنهم طرفان. لهذا نتصور أن العدو الصهيوني بنى تصوره على وجهة نظر خاطئة منذ البداية، فهو يحاصر قطاع غزة على أساس أن هذا يدفع سكان القطاع للانقلاب على حركة حماس. والحقيقة أنه يحاصر حركة حماس ويحاصر القطاع، وأن الحركة جزء من الناس المحاصرة، وبالتالي لا يمكن أن تتحقق فكرة الانقلاب من الناس على الحركة.
ولكن هناك هدفا آخر، من عملية حصار قطاع غزة، وهو إقناع السكان بأن المقاومة لا تجلب لهم إلا المشكلات والأزمات، وأن التوقف عن المقاومة سيجلب لهم ما هو أفضل، وبالطبع فما هو أفضل، هو ما يحدث في الضفة الغربية والتي تتمتع بقدر معقول من سبل الحياة، ومعه قدر غير قليل من الاغتيالات والاعتقالات والاجتياح. وكأن ما هو متاح لسكان الضفة يمثل أفضل ما يمكن أن يكون متاحا، وعلى سكان قطاع غزة، القبول بما هو متاح، ولذا يكون عليهم الضغط على حركة حماس لتتيح لهم ما أتيح لسكان الضفة. وهذه الصورة المرفوضة من سكان قطاع غزة، ومن كل القوى المقاومة، تمثل في الحقيقة محاولة لكسر الشعب الفلسطيني، ومبادلة الغذاء بكرامته وأرضه. ونتصور أن هذا الموقف من العدو الصهيوني، يمثل جريمة حرب، ولكنه في الوقت نفسه يمثل عدم فهم لطبيعة الشعب الفلسطيني، والشعب العربي والإسلامي عموما. لأن موقف العدو قائم على أن لكل شيء ثمن، وأن الحياة نفسها لها ثمن، والكرامة لها ثمن أيضا والأرض، وبهذا يمكن أن يكون الغذاء والدواء ثمنا للتنازل عن كل شيء، وهو ما يرفضه سكان القطاع. ولكن العدو الصهيوني سوف يستمر في محاولاته، لأن كسر إرادة سكان قطاع غزة بالنسبة له، تمثل الانتصار الكبير الذي لم يستطع تحقيق مثله من قبل. والفكرة هنا تتركز في أن المقاومة هي سلوك شعبي، وهي حق للشعوب المحتلة. وقد أكتشف العدو الصهيوني مدى قدرة المقاومة على الصمود وعلى إلحاق الضرر به، وبهذا بحث عن مصدر قوة المقاومة، ووجد أنها الشعوب، ولذا يريد العدو الصهيوني تحقيق نصر على الأمة العربية والإسلامية، ممثلة في سكان قطاع غزة، بعد أن فشل في تحقيق نصر على الأمة ممثلة في سكان جنوب لبنان، وقت الحرب الإسرائيلية على لبنان.
لكن الأمر لا يتوقف فقط على قدرة الناس على تحمل نقص الغذاء والدواء والإمدادات، بل يصل أيضا لقدرتهم على الاستمرار في دعم المقاومة، وقدرتهم على الإيمان بالمقاومة ودورها، أيا كانت قدراتها. وما يقال حول صواريخ القسام، وغيرها من الصواريخ التي تطلقها حركات المقاومة، يمثل فصلا مهما في صراع الإرادة بين العدو الصهيوني وبين الأمة. فهذه الصواريخ والتي يطلق عليها صواريخ عبثية، تؤثر بالفعل على اليهود من البلدات الواقعة في مرمى الصواريخ، وهي بهذا تفشل المشروع الصهيوني القائم على التفوق العسكري لتحقيق الأمن، أي أنها تهدم قدرة العدو على تحقيق الأمن لسكانه. وفي نفس الوقت يحاول العدو إقناعنا بأن الصواريخ غير مؤثرة، وأن من يطلقها يجازف بحياة الناس من أجل تلك الصواريخ العبثية. وأعتقد أن المعركة هنا تتعلق بقدرة الناس على الثقة في قدراتهم البسيطة، وقدرتهم على الاستمرار في المقاومة، رغم تلك الإمكانيات المحدودة. والعدو يحاول أن يرسل رسالة للناس تجعلها تفقد الأمل في المقاومة، وبهذا يكون قد ضرب حركات المقاومة في مقتل. فإذا فقدت الجماهير إيمانها بالمقاومة وضرورتها، يكون العدو قد حقق نصرا مهما، بل قد حقق نصرا نهائيا. فالمقاومة ليست سلاحا ومعدات، بل أن قدرة المقاومة وإمكانياتها تقاس أساسا بإرادة المقاومة، ليس لدى المسلحين فقط، بل لدى الناس أيضا، ولدى الحاضن الشعبي والاجتماعي لحركة المقاومة. وهذا ما ظهر وتأكد في الحرب الإسرائيلية على لبنان، فقد كانت بالفعل حرب إرادات، وإرادة المقاومة هي التي انتصرت في النهاية. نخلص من هذا، أن حصار غزة هو محاولة لتحقيق انتصار على الناس، أي تحقيق نصر على الأمة، لذلك يصبح صمود غزة، والتأييد والمساندة الشعبية لهذا الصمود، فصلا من فصول تحقيق انتصار معنوي على العدو الصهيوني، والذي يحاول إلحاق الهزيمة بالأمة العربية والإسلامية.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل تهزم أمة؟ ـ د. رفيق حبيب Empty رد: هل تهزم أمة؟ ـ د. رفيق حبيب

مُساهمة من طرف adel الأربعاء يناير 30, 2008 5:38 am

اشكرك على الموضوع مع التمنيات بالتوفيق
adel
adel
عضوممتاز
عضوممتاز

عدد الرسائل : 74
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل تهزم أمة؟ ـ د. رفيق حبيب Empty رد: هل تهزم أمة؟ ـ د. رفيق حبيب

مُساهمة من طرف مى الأحد فبراير 03, 2008 11:28 am

اشكرك على الموضوع الرائع
مى
مى
عضو مبدع

عدد الرسائل : 628
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

هل تهزم أمة؟ ـ د. رفيق حبيب Empty رد: هل تهزم أمة؟ ـ د. رفيق حبيب

مُساهمة من طرف جون جوما الأحد فبراير 03, 2008 1:42 pm

اشكرك جزيل الشكر على الموضوع المفيد

جون جوما
عضو مبدع

عدد الرسائل : 143
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى