منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غزة والبحث عن مخارج استراتيجية

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

غزة والبحث عن مخارج استراتيجية Empty غزة والبحث عن مخارج استراتيجية

مُساهمة من طرف saied2007 الأربعاء يناير 30, 2008 5:07 am

في الوقت الذي تتبارى فيه الأطراف العربية والفلسطينية بتبادل الاتهامات وعبارات اللوم على خلفية أحداث غزة وتدهور المشهد الفلسطيني بصورة عامة، فإنّ من الواضح أنّ رهانات الطرفين (الاعتدال والممانعة) تبدو بصورة جلية وواضحة أمام آفاق مغلقة ومسدودة وقراءات بُنِيت على فرضيات خاطئة.
ربما تكمن الدلالة الرئيسة في اقتحام آلاف الفلسطينيين معبر رفح بحالة الغضب والإحباط التي وصلت إليها الشعوب العربية مما يحدث، وإذا كان من المستبعد أن عبور رفح تمّ (بلا قرار مصري على أعلى مستوى) فإنّ هذا القرار- من زاوية أخرى- يقدّم مؤشرًا مهمًا وحيويًا على عدم قدرة الحكومات العربية تحمل الضغوط الشعبية والسياسية بعد اليوم، ومؤشر على حالة الحرج الشديد الذي تقع تحت طائلته الحكومات التي راهنت على أنابوليس وسياقه ومخرجاته.
في المقابل؛ ثمة مؤشر آخر وخطر، في مسألة "عبور رفح"، ظهر مباشرة بعد الأحداث في التعليقات والتصريحات الإسرائيلية، ما يظهر نيّة وإرادة مبيّتة دفعت الفلسطينيين والمصريين بالوصول إلى لحظة "العبور"! فقد بدأ المسئولون الإسرائيليون بإلقاء اللوم على الجانب المصري والتلميح بقطع كل الارتباطات بغزة، تمهيدًا إلى صفقة أو عملية (ما) تدفع بالقطاع وعبء التعامل السياسي والأمني والاقتصادي معه إلى الجانب المصري، وهو الهاجس الذي عبّر عنه بوضوح نقيب الصحافيين المصريين، مكرم محمد أحمد في مقالته بالأهرام، قبل أيام، بعنوان "تصدير غزة لمصر"!
تحميل غزة لمصر بمثابة حلم إسرائيلي يحقق أهدافًا استراتيجية رئيسة؛ أولاً يضع عِبْء الأمن على المسئولية المصرية، ما يريح إسرائيل من "مشكلة الصواريخ" ويحقق الأمن لمستوطنة سيديروت. ثانيًا يدفع بمفهوم الدولة الفلسطينية (على حدود عام 67) بعيدًا، ويخلق حقائق جديدة على أرض الواقع. ثالثًا ينقل الأزمة الأمنية والسياسية إلى الجانب العربي فلسطينية- مصرية، بدلاً من كونها فلسطينية- إسرائيلية.
لا تقف دلالات العبور على الجانب المصري؛ فهنالك مخاوف حقيقية لدى الأردن من إعادة فتح الملفات الإقليمية وتحميلها القضية الفلسطينية، بخاصة أنّ التلويح بـ"الحلّ الأردني" مطروح على الدوام في دوائر إسرائيلية وأمريكية، من خلال صيغ متعددة: فدرالية، كونفدرالية، الدور الأمني في الضفة..الخ. ويؤكد عدد من الباحثين والسياسيين الأردنيين أنهم تلقوا دعوات لندوات ونقاشات في واشنطن تركز على سيناريو "الحلّ الأردني"، وهي ندوات لا يمكن فصلها عن تفكير تيار عريض في مؤسسات صنع القرار الأمريكي من جهة ولا عن مرحلة دراسات أبعاد ذلك الخيار وتداعيات قبل الوصول إلى مرحلة طرحه عمليًا أو التحضير له.
الموقف الرسمي الأردني حسم بصورة قاطعة، من خلال تصريحات لا تقبل التأويل، عدم موافقته على أية صيغة لدور معين في الضفة الغربية قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة قابلة للحياة. ولا يخفى أن أيّ سيناريو– بهذا الصدد- يهدد الأمن الوطني الأردني داخليًا بصورة حساسة، على صعيد العلاقة القلقة (سياسيًا) بين الأردنيين (من أصول أردنية وأصول فلسطينية).
لكن هذا الموقف لا يمنع من استشعار الخطر، بخاصة مع تراجع أفق "العملية السلمية"، وما ينتج عن ذلك من تداعيات اقتصادية وسياسية وإنسانية تدفع إلى تحفيز "المخارج الاستراتيجية الإقليمية"، بذرائع إنسانية، كما حصل لحظة "عبور رفح"، وهو ما يمكن استنساخه في الضفة الغربية، التي تشكّل الأردن لها المنفذ أو الشريان الوحيد مع العالم الخارجي، في حال "أغلقت إسرائيل".
ثمة سيناريوهات عديدة يجري الحديث أو التفكير بها حول مستقبل الضفة الغربية، سواء تعلّقت هذه السيناريوهات بـ"تسوية عرجاء" تجعل من "الدولة الفلسطينية المنقوصة" عالة على العلاقة مع "الأردن"، أو كانت هذه السيناريوهات مبنية على فرضية الصراع بين فتح وحماس وولادة حالة من الفوضى الأمنية والسياسية تؤدي إلى تدخل الأردن، أو كانت هذه السيناريوهات بمثابة صفقة إقليمية ترتبط بملفات داخلية عربية تؤدي إلى إلغاء مشروع الدولة الفلسطينية.
الأزمة الأساسية الحقيقية التي تقف وراء حالة التدهور الكبير في المسار الفلسطيني ترتبط بالأزمة بين حماس وفتح التي تحوّلت من الجانب السياسي إلى الجغرافي ونقلت معها القضية الفلسطينية إلى مأزق غير مسبوق، وأضعف مواقف الطرف الفلسطيني والعربي على السواء!
ما هو أخطر من الأزمة السياسية، وما ينتج عنها من أوضاع إنسانية واقتصادية مترهلة، أنّ حالة الإحباط بدأت تنعكس- من خلال استطلاعات الرأي العام- على اتجاهات ومواقف الجيل الصاعد من الشباب الفلسطيني ومواقفه الوطنية؛ إذ باتت نسب كبيرة منه تفضل الهجرة إلى الخارج تحت وطأة الإحباط وخيبة الأمل من حالة الإغلاق في الآفاق السياسي للمشروع الوطني الفلسطيني وأداء النخب السياسية الفلسطينية المهيمنة.
عبور "رفح"، وما نتج عنه من عودة المخارج الإقليمية (على حساب الدولة الفلسطينية)، يدفع بصورة مُلحّة وفورية الفلسطينيين والعرب إلى إعادة النظر جذريًا في رهاناتهم المبنية على حالة الاستقطاب الداخلي والإقليمي، والبحث عن مخارج استراتيجية تعيد ترتيب أوراق القوة المهدرة بأيديهم!
المصدر: الإسلام اليوم
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

غزة والبحث عن مخارج استراتيجية Empty رد: غزة والبحث عن مخارج استراتيجية

مُساهمة من طرف adel الأربعاء يناير 30, 2008 5:37 am

اشكرك على الموضوع مع التمنيات بالتوفيق
adel
adel
عضوممتاز
عضوممتاز

عدد الرسائل : 74
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

غزة والبحث عن مخارج استراتيجية Empty رد: غزة والبحث عن مخارج استراتيجية

مُساهمة من طرف جون جوما الأحد فبراير 03, 2008 1:41 pm

اشكرك جزيل الشكر على الموضوع المفيد

جون جوما
عضو مبدع

عدد الرسائل : 143
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى