منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شكرا لمازدا على التحدي!

اذهب الى الأسفل

شكرا لمازدا على التحدي! Empty شكرا لمازدا على التحدي!

مُساهمة من طرف saied2007 السبت يناير 26, 2008 10:20 pm

تصريح عبدالله مازدا المدير الفني لمنتخب السودان بأنه غير مهتم بالمنافسة على الصعود للدور التالي بقدر اهتمامه بالفوز على منتخب مصر، تصريح خال من اللياقة والكياسة، وقد كان الأخوة السودانيون هم أول من انتقده، حتى أن أحد الغاضبين قال "هل يعقل أن يلعب منتخبنا التصفيات وننفق عليه كل هذه الأموال في معسكر اعداده في اسبانيا وغيرها، لخاطر الفوز في مباراة واحدة، وضد من؟.. اشقائنا في شمال الوادي.. لم يكن الأمر يحتاج كل هذا العناء، فقد كانت فرصة لقائنا بهم متاحة في بطولة العرب التي لعبناها بالناشئين"!
تلاحظوا الفارق الكبير بين تصريح مازدا الذي فشل تماما في ادارة فريقه أمام زامبيا، وبين تصريح مدرب المنتخب المصري حسن شحاتة الذي قدم مباراة كبيرة أمام واحد من أقوى منتخبات القارة وأكثرها تتويجا بالبطولات والمناسبات الكبرى وهو الكاميرون. قال إنه يحترم المنتخب السوداني الشقيق، فهو فريق قوي بضم لاعبين صغار السن يمتلكون السرعة والمهارات، وينقصهم فقط التوفيق أمام المرمى كما رأينا أمام زامبيا.
كان سمير زاهر عند مستوى موقعه والتاريخ الكروي لبلاده عندما رفض الرد على مازدا، ورأى أن الفيصل دائما يكون في الملعب.
الحق أن مازدا لم يطلق هذا التحدي بالونة ارهاب للمنتخب المصري أو جرعة معنوية منشطة لمنتخبه، إنما يعبر عما يدور في نفوس أخواننا العرب عندما يتنافس أي منتخب أو فريق مع نظيره المصري، ولهذا السبب وحده وليس لقوة المنتخب السوداني، أطلقت وصف الديربي على مباراته مع مصر. بل إن النفوس تكون متأهبة لتشجيع فريق أفريقي غير عربي إذا لعب ضد مصر.
وقد شاهدت مباراتنا أمام الكاميرون مع مجموعة من إخواننا السوريين والسودانيين والجزائريين والمغاربة، ورأيت مقدار الشغف عندهم قبل المباراة لما سيفعله ايتو ورفاقه في المنتخب المصري، وكانوا يتبادلون معي ومع الزميل الناقد الرياضي المصري خالد ممدوح القفشات المتوعدة والواثقة من هزيمتنا. بل إن الكاتب والأديب المتألق عمر الانصاري، اتصل بأحدنا أثناء المباراة من المقهى الذي فضل أن يتمتع فيه بأداء رفاق ايتو وأهدافه الغزيرة، ليتساءل مندهشا ومستغربا:هل منتخب "الكاميرون" هذا تايواني وليس أصليا؟!
اتفق الجميع من اشقائنا العرب الذين كانوا معنا على أن ايتو ورفاقه ليسوا في حالتهم، ولم يقل أحد منهم إن الفوز يرجع لقوة المنتخب المصري والعرض المبهر الذي أداه، ولم يعترف أحد أن زيدان وعبد ربه هما الجوهرتان الحقيقيتان، وأنهما ورفاقهما من أول الحضري حتى أبو تريكة وشادي والمحمدي - البدائل الذين لعبوا في الشوط الثاني - هم السبب في أداء الكاميرون الذي رأوه باهتا رغم أنها فعلت ما عليها خصوصا في الشوط الثاني، لكن ما باليد حيلة!
لا أقول هذا لأعني به أن كراهية لمصر يكنها اخواننا العرب.. فنحن في مباراة كرة، واتهامات كالحقد وغيره مبالغ فيها جدا ولا تعبر عما في القلوب.. لكن الميل النفسي للأضعف والرغبة في ظهور قوى جديدة والميل للمداعبة وحرق الدم مع الأصدقاء والأقارب في نتائج رياضية، طبيعة في البشر عموما وليست قاصرة على العرب فقط. فمصر دائما ترصع نفسها بالبطولات الرياضية وفي المقدمة دائما، ولهذا فان الانتصار عليها حتى لو كانت في غير عافية وصحة، يظل عند الكثيرين حلما صعب المنال يتوقون إليه!
يجب أن نتوقف عند هذا التفسير ولا نتجاوزه، لأنه الحقيقة.. ونراها حتى في المنافسات المحلية، فالبيت الواحد المصري مثلا ينقسم بين الأهلي والزمالك، وتصل الأمنيات لحد تمنى الهزيمة للآخر في أي مباراة يلعبها. وهذا لا يعني طبعا أن اهل البيت الواحد كارهون لبعضهم أو منقسمون أو حاقدون. إنها كرة يا جماعة وليس أكثر من ذلك.
ومع أن الأشقاء في السودان هم الأقرب لنا، نفس دمائنا وهم عزوتنا وقوتنا في جنوب الوادي، فان أكبر أمانيهم أيضا أن يفوزوا على المصريين في الكرة، ويعتبرونه انجازا يفوق أي بطولة، وربما يتحول إلى احتفالية كأنهم توجوا بكأس أفريقيا. وهذا ليس قاصرا على السودانيين في داخل البلد الشقيق ولا على مازدا، ولكن تكلم مع أي شخص من الملايين الخمسة الذين يعيشون مع اخوانهم في مصر ستجد نفس الشعور. مع عدا ذلك فانهم والمصريين قلب واحد يتدفق بالحب قدر تدفق نهر النيل بالمياه التي تحمل الحياة لشعب الوادي.
وشخصيا أرى أن هذا حق طبيعي للجميع، فالرياضة تعلم القدوة والترقي. فلا يجب أن نزعل من الأخ مازدا أو من أي شقيق عربي يشجع فريقا منافسا لمصر، وإنما أن نثبت بالفعل أننا نستحق هذه الضجة والاهتمام والغيرة. أقول هنا أيضا أنني لا أقصد معنى سيئا من "الغيرة" فهناك ما هو مستحب فيها، فأنا دائما أطلب من ابني أن يغار من زملائه المتفوقين بأن يصل إلى مستواهم.
هنا أتذكر أن أحد العرب لم يستطع ان يتجاوز سؤالا سهلا في برنامج "من سيربح المليون" كان يتعلق بأفضل منتخب كرة يد في العالم العربي، ورغم أنه كان يتلقى اشارات من الجماهير بأنها مصر، فانه تغاضى عنها جميعا متمسكا بأنها "تونس"!
وبعد أن خرج من المسابقة.. قال له الأستاذ جورج قرداحي: شوف.. أي لعبة في الرياضة.. أبطالها في العالم العربي هم المصريون.
بيت القصيد هنا أنني ابرئ أخانا مازدا من هذه الانتقادات الحادة له ومعظمها خرج من السودانيين أنفسهم، بل من حقه أن نشكره فقد نبهنا إلى ما يخطط له المنتخب السوداني، وأنه سيستأسد أمامنا وسيرتدي ثوبا آخر غير ذلك الذي ظهر به أمام زامبيا، وسيكون عثرة كبيرة جدا.. علينا أن نخطط جيدا لنتجاوزها ولتجنب مفاجآتها غير السارة. تصريحه سيكون دافعا مضاعفا لنا لاحترام ما يدور في فكره وتقدير منتخبه وقوته، ولنتخلى عن أي غرور تسلل إلينا بعد نتيجتنا العاصفة مع الكاميرون، فالكرة وخاصة تلك "الواوا" ليس لها كبير!
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى