أسباب المعاصي والذنوب

الصاحب الفاسق بلاء وشر على صديقه ، والإنسان بسبب عجزه ونقصه يقع في الذنوب والآثام وهناك صفات مثيرة للذنوب تدفع الإنسان دفعا إلى المعاصي ، وتختلف درجاتها فهناك.

الصفات البهيمية في الإنسان ( التي يتشابه فيها الإنسان مع المخلوق الأدنى وهو الحيوان )ومن هذه الصفات يظهر الشره والحرص على قضاء الشهوات في البطن والفرج ، ويخرج من ذلك الزنا واللواط والسرقة والتكالب على حطام الدنيا لقضاء تلك الشهوات ، وهذا ظاهر في صفات البهائم وهناك الصفات السبعية (اى صفات الحيوانات الوحشية ) حيث تظهر في الإنسان صفات السباع الحيوانية كالذئب والثعلب والكلب وغيرهم ، فيتشعب منها الغضب ، والحقد والتهجم على الناس بالقتل والضرب والسرقة بالإكراه والاغتصاب واخذ أموال الناس قهرا ، وهناك أيضا الصفات الشيطانية ، التي يتشابه فيها الإنسان مع الشيطان فانه إذا اجتمعت في الإنسان الصفات البهيمية ، والصفات السبعية ، فيستخدم بعد ذلك عقله باستعمال الصفات الشيطانية في فعل السيئات فيخرج منه المكر والخديعة والحيل الدنيئة ، ويظهر الحسد والبغي والفسق والنفاق والأمر بالفساد والإفساد ، ثم هناك أخيرا الصفات الاستعلائية (وهى التي يحاول أن يتشابه فيها الإنسان مع ربه ) :حيث يأتي الكبر والفخر وحب المدح للنفس والثناء وطلب العلو فوق الآخرين وفى هذا قال الله تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُواًّ فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) وهذه أعلى درجات الذنب ، حيث يرى الإنسان لنفسه درجة الرب والعياذ بالله كما حدث مع فرعون فقال : (أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى) ..

والذنوب تنقسم إلى ما يتعلق بحقوق الآدميين والى ما بين العبد وبين ربه وروت عائشة (رضي الله عنه) أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال: الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة ديوان لا يعبأ الله به وديوان لا يترك الله منه شيئا وديوان لا يغفره الله تعالى أما الديوان الذي لا يغفره الله تعالى فالشرك قال تعالى : (مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ) وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد لنفسه فيما بينه وبين الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء وأما الديوان الذي لا يترك منه شيئا فظلم العباد بعضهم لبعض (فالقصاص لا محالة) والذنوب تنقسم أيضا إلى صغائر وكبائر وقد كثر الاختلاف فيها بين العلماء فقال (صلى الله عليه وسلم) ، قَالَ : (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ !) قالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : ( الشِّرْكُ باللهِ ، والسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بالحَقِّ ، وأكلُ الرِّبَا ، وأكْلُ مَالِ اليَتِيمِ ، والتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ ) والمُوبِقَاتِ هي المُهْلِكات .

ويقول أبى طالب المكي: الكبائر سبعة عشر كبيرة : أربعة في القلب : الشرك والإصرار على المعاصي والقنوط من رحمة الله والأمن من مكر الله تعالى وأربعة في اللسان : شهادة الزور وقذف المحصنات واليمين الغموس والسحر وهناك ثلاثة في البطن : شرب الخمر واكل مال اليتيم ظلما واكل الربا ثم اثنتان في الفرج : الزنا واللواطة وواحدة في اليدين : القتل والسرقة وواحدة في الرجلين : الفرار من الزحف وواحدة في جميع البدن : عقوق الوالدين وهذا عمر ( رضى الله عنه) يحثنا على مراعاة التدين في الصديق فقال عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره ولا تطلعه على سرك واستشر فى أمرك الذين يخشون الله تعالى .........
وللحديث بقية .....
محمد وسام الدين

اشكرك جزيل الشكر على الموضوع المفيد

موضوع رائع جدا