أسباب تغير الأخلاق
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أسباب تغير الأخلاق
والسبب السادس لتغير أخلاق الناس والأصحاب من الأحسن إلى الأسوأ فهو الإصابة بالأمراض المختلفة فان بتغير طبيعة الجسم من الصحة إلى المرض أو من الأحسن إلى الأسوأ لاشك تتغير بسببه الطباع وكما خرج الجسم عن حد الاعتدال والصحة تخرج الطباع أيضا وبالتالي الأخلاق عن الاعتدال والصحة وهكذا لا يقدر المريض على احتمال الأصحاب والخلطاء فان الخلطة معه تحتاج إلى الصبر والى المداراة والتلطف حال الحوار والكلام أثناء مسيرة الصحبة والحياة وحال المريض لا يسمح له بذلك ولهذا كان النبي (ص) كثيرا ما يستعيذ من الأمراض المختلفة ويأمرنا بذلك فيروى عنه أبو هريرة (رض) انه قال : (تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَسُوءِ القَضَاءِ ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ ) .
وكان يقول( ص) أيضا : (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ ، وَالكَسَلِ ، وَالجُبْنِ ، والهَرَمِ ، والبُخْلِ ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ ، وأعوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ ( أي هم الدين )، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ( أي قسوتهم) ) ولهذا أيضا قال أهل الحكمة أن ثلاثة يعذرون بسوء الخلق وهم المريض والمسافر والصائم فعلى كل منا أن يراعى تغير أخلاق نفسه إذا أصابه المرض ويعذر أصحابه الذين يفرون منه بسبب ذلك فيلتمس لهم الأعذار أو انه يحاول مراعاة أخلاقه أثناء مرضه وبالمثل أيضا عليه أن يلتمس العذر لمن أصابه المرض من أصحابه المرقبين ولا يغضب بل يتلطف ويحسن إليهم ومن اجل هذا قال أهل الحكمة أن السفر يسفر عن أخلاق الرجال ولطالما استعمل الأدباء والرواة القصصيون المواقف الشديدة في السفر كسقوط طائرة أو غرق سفينة أو انحراف حافلة في قلب الصحراء ليكشفوا في هذه المواقف عن أخلاق الناس الحقيقية ومما لا شك فيه أن كذلك حالة الصائم وخاصة في آخر النهار بعد تعب ومشقة يتعرض لما يدعوه إلى تغير أخلاقه ومن هنا كانت النصيحة من رسول الله ( ص) إذا تشاجر احد مع الصائم أو سابه أو شتم أو غيره فليصبر وليقل له أنى صائم أنى صائم.
والسبب السابع والأخير لتغير الأخلاق من الأحسن إلى الأسوأ هو علو السن وكبره وحدوث الهرم فمثلما يضعف الجسم عند كبر السن عن احتمال الأثقال التي كان يطيقها أو يحملها حينما كان شابا فتيا كذلك تعجز النفس عن احتمال ما كانت تصبر عليه وقت إن كان شابا وذلك من مخالفة الأصحاب في الآراء والأحوال واحتمال إذاهم ومشكلاتهم وكما قال الشاعر المتنبى : الة العيش صحة وشباب ..... فإذا وليا عن المرء ولى .
فكم من أصحاب كانوا في شبابهم كما يقولون (سمن على عسل ) ثم مضى كل واحد منهم في طريقه بعيدا عن صاحبه لما كبر السن وتغيرت عند ذلك الأخلاق ونستطيع أن نقول أيضا أن هذا يحدث للمتزوجين فتبدأ حياتهم عند أول الزواج شابة فتية مرحة يتحمل احدهما الأخر بطول نفس وصبر جميل ثم عند كبر السن تتغير الأخلاق فيشتكى كل منهما زوجه ويقول له لقد تغيرت .. وفى الحقيقة يجب أن نراعى أن هذا لا شك سيحدث فعلينا بالتلطف والصبر والاحتمال والشيء بالشيء يذكر فيما يتعلق بالآباء والأمهات فكثيرا ما يشتكى المراهقين الفتيات من صعوبة أخلاق الآباء والأمهات وينسون أن للزمن دور كبير في تغيير الأخلاق واسمع معي لنصيحة خير العباد حينما يقول لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرنَا ، وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبيرِنَا ).
وقال أيضا ناصحا الشباب الذين سيتحولون في يوم من الأيام إلى شيوخا فقال:
مَا أكْرَمَ شَابٌّ شَيْخاً لِسِنِّهِ إلاَّ قَيَّضَ( ) الله لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّه)
وكان يقول( ص) أيضا : (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ ، وَالكَسَلِ ، وَالجُبْنِ ، والهَرَمِ ، والبُخْلِ ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ ، وأعوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ ( أي هم الدين )، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ( أي قسوتهم) ) ولهذا أيضا قال أهل الحكمة أن ثلاثة يعذرون بسوء الخلق وهم المريض والمسافر والصائم فعلى كل منا أن يراعى تغير أخلاق نفسه إذا أصابه المرض ويعذر أصحابه الذين يفرون منه بسبب ذلك فيلتمس لهم الأعذار أو انه يحاول مراعاة أخلاقه أثناء مرضه وبالمثل أيضا عليه أن يلتمس العذر لمن أصابه المرض من أصحابه المرقبين ولا يغضب بل يتلطف ويحسن إليهم ومن اجل هذا قال أهل الحكمة أن السفر يسفر عن أخلاق الرجال ولطالما استعمل الأدباء والرواة القصصيون المواقف الشديدة في السفر كسقوط طائرة أو غرق سفينة أو انحراف حافلة في قلب الصحراء ليكشفوا في هذه المواقف عن أخلاق الناس الحقيقية ومما لا شك فيه أن كذلك حالة الصائم وخاصة في آخر النهار بعد تعب ومشقة يتعرض لما يدعوه إلى تغير أخلاقه ومن هنا كانت النصيحة من رسول الله ( ص) إذا تشاجر احد مع الصائم أو سابه أو شتم أو غيره فليصبر وليقل له أنى صائم أنى صائم.
والسبب السابع والأخير لتغير الأخلاق من الأحسن إلى الأسوأ هو علو السن وكبره وحدوث الهرم فمثلما يضعف الجسم عند كبر السن عن احتمال الأثقال التي كان يطيقها أو يحملها حينما كان شابا فتيا كذلك تعجز النفس عن احتمال ما كانت تصبر عليه وقت إن كان شابا وذلك من مخالفة الأصحاب في الآراء والأحوال واحتمال إذاهم ومشكلاتهم وكما قال الشاعر المتنبى : الة العيش صحة وشباب ..... فإذا وليا عن المرء ولى .
فكم من أصحاب كانوا في شبابهم كما يقولون (سمن على عسل ) ثم مضى كل واحد منهم في طريقه بعيدا عن صاحبه لما كبر السن وتغيرت عند ذلك الأخلاق ونستطيع أن نقول أيضا أن هذا يحدث للمتزوجين فتبدأ حياتهم عند أول الزواج شابة فتية مرحة يتحمل احدهما الأخر بطول نفس وصبر جميل ثم عند كبر السن تتغير الأخلاق فيشتكى كل منهما زوجه ويقول له لقد تغيرت .. وفى الحقيقة يجب أن نراعى أن هذا لا شك سيحدث فعلينا بالتلطف والصبر والاحتمال والشيء بالشيء يذكر فيما يتعلق بالآباء والأمهات فكثيرا ما يشتكى المراهقين الفتيات من صعوبة أخلاق الآباء والأمهات وينسون أن للزمن دور كبير في تغيير الأخلاق واسمع معي لنصيحة خير العباد حينما يقول لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرنَا ، وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبيرِنَا ).
وقال أيضا ناصحا الشباب الذين سيتحولون في يوم من الأيام إلى شيوخا فقال:
مَا أكْرَمَ شَابٌّ شَيْخاً لِسِنِّهِ إلاَّ قَيَّضَ( ) الله لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّه)
رد: أسباب تغير الأخلاق
اشكرك جزيل الشكر على الموضوع المفيد
جون جوما- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 143
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى