الصاحب الفاسق
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الصاحب الفاسق
نعود مرة أخرى للخصال المطلوبة في الأصحاب والأصدقاء حيث كانت الخصلة الأولى أن يكون عاقلا ، والثانية أن يكون حسن الأخلاق ، ورأينا كيف تتغير أخلاق الناس بعوامل كثيرة ، وأما الخصلة الثالثة فيمن تراد صحبته ألا يكون فاسقا ، فكما أن العقل وحده مع فضيلته ، لا يكفى في اختيار الصاحب ، فضروري أن يكون كذلك مع حسن خلقه ألا يكون فاسقا ، فكم من عاقل في التاريخ حسن الأخلاق ولكنه فاسق فاجر محب للنزوات منغمس في الشهوات ، إذ هناك فرق بين أن يكون الإنسان حسن الأخلاق وان يكون متدينا ، فهناك كثير من ملوك العجم الأكاسرة والقياصرة بل بعض ملوك العرب والمسلمين اتسموا بسمات العقلاء واتصفوا بحسن الأخلاق مع رعيتهم ، ولكنهم مع ذلك كانوا فساقا .
إذ لا يمنع العقل أو الخلق الحسن صاحبه من الفجور ، أو الفسق ، إذا كان من عشاق الفجور ، وممن لا يخافون الله عز وجل .
فنجد هذا الرجل مع رجاحة عقله ظريفا مؤدبا لطيفا مع أصحابه وخلطائه ، كريما في عطائه ، ولكنه ماجنا في تصرفاته ، وقد يطمع في زوجة جاره ، أو مال صاحبه وصديقه ، ولا يتورع عن الوقوع في أعراض الناس مع ظرفه وأدبه ، بل هذا ظاهر في كثير من وجهاء الدنيا ، إذ يتسمون بسمات العقلاء ، وقد تربوا في مدارس ومعاهد عليا ، وتعلموا فن وأصول أدب التعامل مع الكبار والملوك وأصحاب الرئاسات ، ومع ذلك قد تجدهم أصحاب ملذات ومجون ، فالفاسق المصر على فسقه لا فائدة من صحبته لأنه لا يخاف من الله ، ويصر على الكبائر ، فلا تؤمن بوائقه وشروره ، ولا توثق بصداقته بل يتغير حسب الأحوال والأغراض كما قال تعالى : (وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) وقال أيضا : (فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الحَيَاةَ الدُّنْيَا ) فالله عز وجل ينهى عن صحبة الفاجر والفاسق فالنَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ لا تُصَاحِبْ إلاَّ مُؤْمِناً ، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إلاَّ تَقِيٌّ)
والفسق هو الخروج عن طاعة الله عز وجل فيقال للكافر يا فاسق ويقال للمؤمن المرتكب لكبيرة من الكبائر يا فاسق ، فقال تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) ومرتكب الكبيرة من المسلمين فيسمى أيضا فاسقا وان كان لا يخرجه عن الإسلام فقال تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوَهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) وقال تعالى : (فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الحَجِّ ) فقال العلماء الفسوق هنا هو المعاصي والإنسان لا يخلو من معصية إما بالجوارح أو بالقلب ولهذا امرنا بالتوبة المستمرة ولا يسلم احد من النقص وهناك صفات مثيرة للذنوب في الإنسان تدفعه إلى الوقوع في الخطأ وفعل المعاصي .. نسال الله العافية ...
وللحديث بقية
محمد وسام الدين
إذ لا يمنع العقل أو الخلق الحسن صاحبه من الفجور ، أو الفسق ، إذا كان من عشاق الفجور ، وممن لا يخافون الله عز وجل .
فنجد هذا الرجل مع رجاحة عقله ظريفا مؤدبا لطيفا مع أصحابه وخلطائه ، كريما في عطائه ، ولكنه ماجنا في تصرفاته ، وقد يطمع في زوجة جاره ، أو مال صاحبه وصديقه ، ولا يتورع عن الوقوع في أعراض الناس مع ظرفه وأدبه ، بل هذا ظاهر في كثير من وجهاء الدنيا ، إذ يتسمون بسمات العقلاء ، وقد تربوا في مدارس ومعاهد عليا ، وتعلموا فن وأصول أدب التعامل مع الكبار والملوك وأصحاب الرئاسات ، ومع ذلك قد تجدهم أصحاب ملذات ومجون ، فالفاسق المصر على فسقه لا فائدة من صحبته لأنه لا يخاف من الله ، ويصر على الكبائر ، فلا تؤمن بوائقه وشروره ، ولا توثق بصداقته بل يتغير حسب الأحوال والأغراض كما قال تعالى : (وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) وقال أيضا : (فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الحَيَاةَ الدُّنْيَا ) فالله عز وجل ينهى عن صحبة الفاجر والفاسق فالنَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ لا تُصَاحِبْ إلاَّ مُؤْمِناً ، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إلاَّ تَقِيٌّ)
والفسق هو الخروج عن طاعة الله عز وجل فيقال للكافر يا فاسق ويقال للمؤمن المرتكب لكبيرة من الكبائر يا فاسق ، فقال تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) ومرتكب الكبيرة من المسلمين فيسمى أيضا فاسقا وان كان لا يخرجه عن الإسلام فقال تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوَهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) وقال تعالى : (فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الحَجِّ ) فقال العلماء الفسوق هنا هو المعاصي والإنسان لا يخلو من معصية إما بالجوارح أو بالقلب ولهذا امرنا بالتوبة المستمرة ولا يسلم احد من النقص وهناك صفات مثيرة للذنوب في الإنسان تدفعه إلى الوقوع في الخطأ وفعل المعاصي .. نسال الله العافية ...
وللحديث بقية
محمد وسام الدين
رد: الصاحب الفاسق
اشكرك جزيل الشكر على الموضوع المفيد
جون جوما- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 143
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى