الذنوب والمعاصي
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الذنوب والمعاصي
قد علمنا أن للمعاصي وللذنوب أثار قبيحة مذمومة ، وذكرنا منها جزءا في المقال السابق ومن أثارها أيضا أنها تفسد العقل وتذهب الحكمة ، فان للعقل نورا والمعصية تطفئ نور العقل فيضعف وينقص وقد قال بعض السلف : ما عصى الله احد حتى يغيب عقله ، ولو حضر عقله لحجزه عن المعاصي.. وأسال معي صاحب المعصية بعد وقوعه فيها ، وستجد أن ذلك أمرا صحيحا ومنها أيضا أن المعصية تطفئ نار الغيرة في قلب العاصي ، فان اشرف الناس وأعلاهم همة هم أشدهم غيرة على نفوسهم وخاصتهم وحتى على عموم الناس فالشريف بطبعه غيور بسبب طاعته وتقواه وهذا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان أغير الخلق على الأمة والله سبحانه وتعالى اشد غيرة منه ولقد قال : ( أتعجبون من غيرة سعد ؟ لانا أغير منه والله أغير منى ) ..
وإن من عقوبة العاصي ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب وهو اصل كل خير وذهابه ذهاب الخير اجمعه حيث بلغنا عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) انه قال : (الحياء خير كله ) وقال أيضا : ( مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت ) .. فمن لا حياء فيه ميت في الدنيا وشقي في الآخرة ولتعلم أن بين فعل الذنوب وقلة الحياء وعدم الغيرة تلازم من الطرفين اى توافق وانسجام فقليل الحياء كثير الذنوب .. ومن عقوبة المعاصي والذنوب أيضا أنها تسلب صاحبها الأسماء الكريمة الشريفة وتخلع عليه الأسماء القبيحة الذميمة فالمعصية تسلب من العاصي اسم المطيع والصالح والكريم وتكسوه اسم الفاجر والعاصي والمسيء والزاني والكاذب والخائن وغيره كما قال الله تعالى : ( بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ) ..
ومن عقوبة المعاصي والذنوب أيضا أنها تمحق بركة الدين والدنيا فلا يجد بركة في عمره ولا دينه ولا دنياه كما قال ربنا : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) وقد روى في الحديث القدسي في الأثر أن الله يقول : ( أنا الله إذا رضيت باركت وليس لبركتي منتهى وإذا غضبت لعنت ولعنتي تدرك السابع من الولد ) .. ومن عقوبتها أيضا أن تنسى العبد نفسه فينساها ويهملها ويهلكها وكما قال تعالى : (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) وقال تعالى أيضا: (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) فينسى العاصي عيوب نفسه ونقصها فلا يخطر بباله إزالة وإصلاح عيوبها وينسى أمراض نفسه فلا يخطر بقلبه مداواتها ولا السعي في إزالة عللها وأمراضها بل يعاقب من قبل الله كذلك بأنه يظن ويعتقد انه من أهل الربح والكسب والفوز كما قال الله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْناً ) ومن عقوبتها أيضا إساءة الظن بالله تعالى (اى سوء تقدير العبد لصفات الرب من العلم والقدرة فيظن انه يستطيع أن يخدع ربه بقليل من الطاعات حتى بدون الإخلاص لينجو من عذابه وفى هذا قال تعالى : (وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الخَاسِرِينَ) ، وهذا بعض من جزاء صحبة الفسقة والفجار فإياك وإياك من مصاحبتهم .........
وللحديث بقية .........
محمد وسام الدين
وإن من عقوبة العاصي ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب وهو اصل كل خير وذهابه ذهاب الخير اجمعه حيث بلغنا عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) انه قال : (الحياء خير كله ) وقال أيضا : ( مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت ) .. فمن لا حياء فيه ميت في الدنيا وشقي في الآخرة ولتعلم أن بين فعل الذنوب وقلة الحياء وعدم الغيرة تلازم من الطرفين اى توافق وانسجام فقليل الحياء كثير الذنوب .. ومن عقوبة المعاصي والذنوب أيضا أنها تسلب صاحبها الأسماء الكريمة الشريفة وتخلع عليه الأسماء القبيحة الذميمة فالمعصية تسلب من العاصي اسم المطيع والصالح والكريم وتكسوه اسم الفاجر والعاصي والمسيء والزاني والكاذب والخائن وغيره كما قال الله تعالى : ( بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ) ..
ومن عقوبة المعاصي والذنوب أيضا أنها تمحق بركة الدين والدنيا فلا يجد بركة في عمره ولا دينه ولا دنياه كما قال ربنا : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) وقد روى في الحديث القدسي في الأثر أن الله يقول : ( أنا الله إذا رضيت باركت وليس لبركتي منتهى وإذا غضبت لعنت ولعنتي تدرك السابع من الولد ) .. ومن عقوبتها أيضا أن تنسى العبد نفسه فينساها ويهملها ويهلكها وكما قال تعالى : (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) وقال تعالى أيضا: (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) فينسى العاصي عيوب نفسه ونقصها فلا يخطر بباله إزالة وإصلاح عيوبها وينسى أمراض نفسه فلا يخطر بقلبه مداواتها ولا السعي في إزالة عللها وأمراضها بل يعاقب من قبل الله كذلك بأنه يظن ويعتقد انه من أهل الربح والكسب والفوز كما قال الله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْناً ) ومن عقوبتها أيضا إساءة الظن بالله تعالى (اى سوء تقدير العبد لصفات الرب من العلم والقدرة فيظن انه يستطيع أن يخدع ربه بقليل من الطاعات حتى بدون الإخلاص لينجو من عذابه وفى هذا قال تعالى : (وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الخَاسِرِينَ) ، وهذا بعض من جزاء صحبة الفسقة والفجار فإياك وإياك من مصاحبتهم .........
وللحديث بقية .........
محمد وسام الدين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى