أسباب تغير الأخلاق
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أسباب تغير الأخلاق
والسبب الثالث في تغير أخلاق الناس والأصحاب هو الغنى ، فقد يغتني الإنسان بعد فقر وشدة ولئيم الطبع تتغير أخلاقه بطرا وتكبرا على الناس ، وافتخارا عليهم وتسوء عند ذلك طريقة تصرفه مع ربه سبحانه وتعالى ، ومع الناس أيضا ، بالشدة والغلظة والشر ، مثلما ذكرنا سبحانه وتعالى في سورة التوبة عن ذلك الفقير الذي تغير فقره إلى غنى وقد وعد ربه أن يكون من الشاكرين ولكن للأسف اغتنى وتكبر (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُم مُّعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) .
وقص علينا الحبيب المصطفى قصة ثلاثة نفر من بنى إسرائيل اقرع وأبرص (اى مريض بتغير لون جلده ) وأعمى وحكى لنا كيف أن الله تبارك وتعالى انعم عليهم فتبدل الفقر غنى والفشل نجاحا ، فصار الأقرع جميل المنظر حسن الشعر غنيا ، وكذلك الأبرص وكذلك الأعمى ، وعند الاختبار بشكر النعمة حيث مر عليهم سائل يذكره بنعم الله ويطلب أن يحسنوا إليه فتكبر الأقرع والأبرص وأنكروا فعل الله الجميل معهم ، وتغيرت أخلاقهم إلى الأسوأ فعاقبهم رب العزة بإعادتهم إلى اصل ما كانوا عليه من الذلة والفقر ، وأما الأعمى فشكر فكوفئ ، ولهذا كان من أعظم الاختبارات أن تأتى النعم والأموال إلى الناس فيظلوا على أخلاقهم شاكرين محسنين ، وهذا للأسف شيء عسير ، فهذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجلس على المنبر فيقول ( إن مما أخاف عليكم من بعدى ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها ) ، وهذا يفسر لنا أيضا موقف عمر (رضي الله عنه) من كبار الصحابة وهو خليفة المسلمين في عدم تركهم أن يخرجوا خارج المدينة المنورة خوفا عليهم من زهرة الدنيا وفتنتها فهم هداة الناس ، والناس تبع لهم . ويذكرنا هذا بحديث رسولنا الكريم : انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم .
وقال احد الحكماء في اختيار الأصحاب : لا تصحب من هو أغنى منك فانك إن ساويته في الإنفاق اضر بك ، وان زاد عليك استذلك . وسئلت أعرابية فصيحة عن معنى الذل ؟ فقالت :وقوف الشريف بباب الدنيء ثم لا يؤذن له .. !! ولهذا قال سفيان الثوري (رحمه الله ) حين مر بالسوق لمن معه : أما ترون النعمة عند غير أهلها كأنها مسخوط عليها .
وسئل حكيم : أتدخر المال وأنت ابن سبعين سنة ؟ فقال : يموت الرجل فيخلف مالا لعدوه خيرا من أن يحتاج في حياته لصديق .. اى والله !!!! ولهذا نصيحتي لك يا من أصابك بلاء الغنى وأنت له محب .. بل كلنا له محب فنصيحتي أن تكثر من المعروفات والصدقات والهدايا ، وتفعل كما قال الحبيب لا تَحْقِرنَّ مِنَ المَعرُوفِ شَيئاً وَلَوْ أنْ تَلقَى أخَاكَ بِوَجْهٍ طَليقٍ )) ويقول ابن عباس : ما رأيت رجلا أوليته معروفا إلا أضاء ما بيني وبينه ولا رأيت رجلا فرط إليه منى شيء إلا اظلم ما بيني وبينه... وهذا أمر واضح في الحياة . فالنصيحة : أمطر المعروف أمطارا فان أصاب الكرام كانوا له أهلا ، وان أصاب اللئام كنت له أهلا . . واعلم أن صاحب المعروف لا يقع فإذا وقع أصاب متكأ ، ومن زرع معروفا حصد خيرا ... وللحديث بقية
محمد وسام الدين
وقص علينا الحبيب المصطفى قصة ثلاثة نفر من بنى إسرائيل اقرع وأبرص (اى مريض بتغير لون جلده ) وأعمى وحكى لنا كيف أن الله تبارك وتعالى انعم عليهم فتبدل الفقر غنى والفشل نجاحا ، فصار الأقرع جميل المنظر حسن الشعر غنيا ، وكذلك الأبرص وكذلك الأعمى ، وعند الاختبار بشكر النعمة حيث مر عليهم سائل يذكره بنعم الله ويطلب أن يحسنوا إليه فتكبر الأقرع والأبرص وأنكروا فعل الله الجميل معهم ، وتغيرت أخلاقهم إلى الأسوأ فعاقبهم رب العزة بإعادتهم إلى اصل ما كانوا عليه من الذلة والفقر ، وأما الأعمى فشكر فكوفئ ، ولهذا كان من أعظم الاختبارات أن تأتى النعم والأموال إلى الناس فيظلوا على أخلاقهم شاكرين محسنين ، وهذا للأسف شيء عسير ، فهذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجلس على المنبر فيقول ( إن مما أخاف عليكم من بعدى ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها ) ، وهذا يفسر لنا أيضا موقف عمر (رضي الله عنه) من كبار الصحابة وهو خليفة المسلمين في عدم تركهم أن يخرجوا خارج المدينة المنورة خوفا عليهم من زهرة الدنيا وفتنتها فهم هداة الناس ، والناس تبع لهم . ويذكرنا هذا بحديث رسولنا الكريم : انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم .
وقال احد الحكماء في اختيار الأصحاب : لا تصحب من هو أغنى منك فانك إن ساويته في الإنفاق اضر بك ، وان زاد عليك استذلك . وسئلت أعرابية فصيحة عن معنى الذل ؟ فقالت :وقوف الشريف بباب الدنيء ثم لا يؤذن له .. !! ولهذا قال سفيان الثوري (رحمه الله ) حين مر بالسوق لمن معه : أما ترون النعمة عند غير أهلها كأنها مسخوط عليها .
وسئل حكيم : أتدخر المال وأنت ابن سبعين سنة ؟ فقال : يموت الرجل فيخلف مالا لعدوه خيرا من أن يحتاج في حياته لصديق .. اى والله !!!! ولهذا نصيحتي لك يا من أصابك بلاء الغنى وأنت له محب .. بل كلنا له محب فنصيحتي أن تكثر من المعروفات والصدقات والهدايا ، وتفعل كما قال الحبيب لا تَحْقِرنَّ مِنَ المَعرُوفِ شَيئاً وَلَوْ أنْ تَلقَى أخَاكَ بِوَجْهٍ طَليقٍ )) ويقول ابن عباس : ما رأيت رجلا أوليته معروفا إلا أضاء ما بيني وبينه ولا رأيت رجلا فرط إليه منى شيء إلا اظلم ما بيني وبينه... وهذا أمر واضح في الحياة . فالنصيحة : أمطر المعروف أمطارا فان أصاب الكرام كانوا له أهلا ، وان أصاب اللئام كنت له أهلا . . واعلم أن صاحب المعروف لا يقع فإذا وقع أصاب متكأ ، ومن زرع معروفا حصد خيرا ... وللحديث بقية
محمد وسام الدين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى