نشأة البدع في الإسلام

أول المحاولات في الابتداع في الإسلام ما جاء في البخاري : جَاءَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أزْوَاجِ النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم )، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم )، فَلَمَّا أُخْبِروا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا وَقَالُوا : أَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم ) وَقدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ . قَالَ أحدُهُم : أمَّا أنا فَأُصَلِّي اللَّيلَ أبداً . وَقالَ الآخَرُ : وَأَنَا أصُومُ الدَّهْرَ أَبَداً وَلا أُفْطِرُ .

وَقالَ الآخر : وَأَنا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أتَزَوَّجُ أبَداً . فجاء رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم ) إليهم ، فَقَالَ : ( أنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ؟ أَمَا واللهِ إنِّي لأخْشَاكُمْ للهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أصُومُ وَأُفْطِرُ ، وأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّساءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ) وكذلك حديث الخارجي (نسبة إلى الخوارج) الذي قال للنبي (صلى الله عليه وسلم ) : هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ، وقال له النبي (صلى الله عليه وسلم ) : ويحك فمن يعدل إذا أنا لم اعدل ؟ فقد حاول هذا أن يفتح باب الانتقاد على تصرفات النبي (صلى الله عليه وسلم ) ولكنه لم ينجح في ذلك ولم يظهر له موافق في الأمر من الصحابة في ذلك ، ومضى عصر أبى بكر ( رضي الله عنه) والمسلمون كما كانوا في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ، ثم مضى عصر عمر( رضي الله عنه) ولم يظهر مسلم يخالف الشريعة الغراء والسنة البيضاء بالابتداع المرذول حتى جاء عصر عثمان ( رضي الله عنه) وحصل الخلاف في أواخر عهده وجرى ما جرى من قتل عثمان( رضي الله عنه) مظلوما من اجل دعوة عبد الله بن سبأ الكاذبة وبقيام حرب الجمل وصفين ظهرت فئات الخوارج والشيعة ، ومن هنا تفرعت البدع حيث ظهرت في أواخر عهد بنى أمية بدعة القدرية وفرقتها ، وتوالت بعد ذلك البدع والفرق كلما مضى عصر جاء عصر أخر زاد الابتداع زمانا بعد زمان فقد بعث الله سبحانه وتعالى محمد (صلى الله عليه وسلم )برسالته الخاتمة إلى العالمين فختم به الرسل والرسالات بلغ وادي الأمانة ووحد الأمة وجمع الكلمة وقال( صلى الله عليه وسلم ) تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها ألا هالك ) ولقد ظلت الأمة على ذلك معتصمة بحبل الله جميعا حتى وقعت الخلافات بين طوائف الأمة مما أدى إلى نشوء الفرق التي نشأت عن كل خلاف فلما ظهرت البدع وانتشرت الفتن ميز أهل السنة أنفسهم ببقائهم على اصل الإسلام والشريعة وخرجت عنهم الخوارج واعتزلتهم المعتزلة ورفضتهم الروافض فتشتت أهل البدع وتفرقوا ومكث أهل السنة على أصلهم الباقي على مر الزمان وعلى كل من أراد الاستزادة في هذا الباب أن يرجع إلى الكتب المتخصصة والعلماء الأفاضل ليتعرف على هذه المفاهيم والاصطلاحات .. وعلى كل فقد ظهرت خلافات في الأصول وأخرى في الفروع .
وللحديث بقية ........

محمد وسام الدين

موضوع رائع جدا

موضوع اكثر من رائع