الفرق والمذاهب

الإسلام له أصول وفروع ، فالأصول يراد بها قضايا العقيدة والإيمان ، والفروع يراد بها العبادات والمعاملات والآداب ، فالاختلاف حول الأصول ينشأ عنه الفرق الاعتقادية أو الأصولية ، والخلافات حول فروع الدين اى حول الجانب العملي في الدين وهى خلافات لا خطر فيها ، بل لعلها بفضل الله سبحانه وتعالى من لطفه بهذه الأمة ، فهو يدور بين الخطأ الصواب ، وليس بين الكفر والإيمان ، أو الضلال والهدى ، كما هو الحال في الخلافات الأصولية ، فالخلاف في الأصول أو العقيدة ينشا معظمه إن لم يكن كله من الاعتماد على العقل في مقابل النص ، فأعمال العقل في مقابل النص هو أساس الخطأ ، بل أساس الضلال والزيغ والبعد عن الدين الصحيح في أكثر الحالات ، فالعقل شرط في معرفة العلوم ، وكمال وصلاح الأعمال ، وبه يكمل العلم والعمل ، ولكنه ليس مستقلا بذاته ، فعلاقة العقل بالنصوص الشرعية كعلاقة نور العين بنور الشمس ، لا غنى للإنسان عن كليهما في الإبصار والإدراك ، وان انفرد العقل بنفسه لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن إدراكها ، وان عزل العقل كانت أعمال الإنسان كأعمال البهائم ، والرسل جاءت بما يعجز عن إدراكه العقل ، ولا يمتنع العقل عن قبوله والتوافق معه أما اختلاف الفروع فينشأ من الخطأ في فهم النصوص ( القران والسنة ) فجميع المشتغلين بالفروع يعتمدون أساسا على النص وينشأ الخلاف بين فرقهم ومذاهبهم من الخطأ في فهم نص من النصوص أو في تقويم النص من حيث الدلالة أو من حيث الإطلاق أو التقييد أو العموم والخصوص أو كونه صحيحا أو معتلا ........ الخ.

والخلافات الأصولية تدرس وتبحث في علوم العقيدة والتوحيد والفلسفة الإسلامية وعلم الكلام و كل ما هو من هذا القبيل من علوم الأصول أما الخلافات حول الفروع فمجمل دراستها والبحث فيها إنما هي كتب الفقه وأصول الفقه فالفرق في الأصول تسمى فرقا أصولية أو كلاميه والفرق في الفقه تسمى المذاهب الفقيه والبدعة شرعا : هي التي أحدثت بعد الرسول(صلى الله عليه وسلم )على سبيل التقرب إلى الله ولم يكن قد فعلها ولا أمر بها ولا اقرها ولا فعلتها الصحابة قال ابن رجب رحمه الله : والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا اصل له في الشريعة يدل عليه قال تعالى (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ( من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ) اى مردود على صاحبه أو (من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وهذا ابن مسعود( رضي الله عنه) يقول: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ) أما أسباب انتشار البدع ورواجها بين الناس ... فللحديث بقية


محمد وسام الدين

موضوع رائع جدا

بارك الله فيك

موضوع اكثر من رائع