اسباب انتشار البدع

إن لإنتشار البدع ورواجها بين العوام أسباب كثيرة ، منها سكوت كثير من أهل العلم عنها فيظن الناس أن سكوتهم ذلك لعدم مخالفة هذا الامر لشرع الله الحكيم ، فتسرى بينهم سريان النار فى الهشيم ، ومنها أيضا تهافت بعض المنتسبين لطلب العلم على طلب الشهرة والبروز بين الناس ، وحب الرئاسة ، لينالوا بذلك دنيا زائلة ، فيحملهم ذلك على لوى الحقائق واصدار الفتاوى لارضاء هؤلاء الجموع ، وشبيه بذلك ايضا محاولة تأييد كثير من الحكام والملوك والأمراء لتلك البدع ، لأجل أن يكسبوا الشعبية من الجمهور ، ومنها ايضا القول في الدين بغير علم في الفتوى والتعليم ، وروى عن النبى (صلى الله عليه وسلم ) انه قال : (من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه) .. وما اكثر المتنطعين غير المتخصصين الذين قد تحصلوا على شيئ من العلوم الدينية وانتسبوا للجامعات الاسلامية ، وظنوا ان ذلك يكفيهم فى الفتوى ، حيث قد حفظوا القران الكريم وقرأوا تفسيره ، وجمعوا شيئا من الحديث والسنة ، ولبسوا لباس العلماء ، وظنوا ان هذا يشفع لهم فى الدخول فى الفتاوى ، التى قد تحير المتخصصين ويبذلون من اجلها المشقة .. عافانا الله واياكم .


ومن ذلك ايضا جهل الناس بالسنة والشريعة الصحيحة ، حيث يكون الجهل إما بعدم معرفة مكانة السنة النبوية من التشريع وانها الوحى الثانى ، أو لجهل الناس بالقدرة على التمييز بين الاحاديث المقبولة شرعا والمردودة .. وغير ذلك من الاسباب مما يحتاج الى غير هذا المكان . والبدعة فى الدين نوعان فالنوع الأول : بدعة قولية اعتقادية باللسان والقلب ، كالمقالات التي نشأت عنها الفرق الاعتقادية أو الأصولية كالجهمية والمعتزلة والرافضة (الشيعة) ، وسائر الفرق الضالة واعتقاداتهم ، واما النوع الثاني : فالبدعة في العبادات ، كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها ، وهى أقسام: ما يكون في اصل العبادة بان يحدث عبادة ليس لها اصل في الشرع ، كأن يحدث صلاة غير مشروعة أو صياما غير مشروع أصلا أو أعيادا غير مشروعة كالموالد وغيرها .. او ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة أصلا كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلا ، ومنها ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة ، بأن يؤديها على صفة غير مشروعة ، وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مطربة ، ومنها ايضا التشديد على نفسه في العبادات إلى حد يخرجه عن اصل السنة ، أو ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع ، كتخصيص بعض الايام والليالى من بعض الشهور بصيام وقيام فأصل الصيام مشروع ولكن بتخصيصه وقت من الأوقات يحتاج إلى دليل قاطع قال الإمام مالك ( رحمه الله ) : في معنى البدعة الشرعية ـ من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) خان الرسالة لان الله يقول ( اليوم أكملت لكم دينكم )
وللحديث بقية............
محمد وسام الدين

موضوع رائع جدا

موضوع اكثر من رائع