اختيار الصاحب والصديق البدعة والمعصية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اختيار الصاحب والصديق البدعة والمعصية
قد يختلط على البعض منا أن البدعة والمعصية شيئ واحد ، والحقيقة أن بينهما فروق فاولها : أن كل منهما منهى عنه ومذموم شرعا ، والإثم يلحق بفاعله ، فكل بدعة بهذا النظر تعتبر معصية ولكنه ليس كل معصية بدعة ، فالسرقة معصية وليست بدعة ، والقتل معصية ايضا وليس بدعة ، وهكذا .. وثانيا : أن كل منهما مناقض لمقاصد الشريعة ، ومعاد لها ويتسبب فى إضعاف السنن النبوية .. وثالثا : أن المعصية لها نهى خاص (غالبا) من نصوص الوحى ( القران والسنة) أو إجماع العلماء أو القياس الصحيح مثل ما روى عن النبى ( صلى الله عليه وسلم) انه قال لَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبَا ) وانه قَالَ لَعَنَ اللهُ مَنْ غيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ ) أيْ حُدُودَهَا ، وأنَّهُ قَالَ : ( لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيهِ ) وقال: َ( لَعَنَ اللهُ من ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ ) ، وأنَّه قَالَ لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ) وأنهُ ( لَعَنَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّساءِ والمُتَشَبِّهاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجالِ ) ، بعكس البدعة فليس لها نهى خاص من النصوص الشرعية ، وإنما النهى ياتى من الادلة العمومية الشرعية ومن معرفة مقاصد الشريعة ، وذلك مثل ما روى عنه ( صلى الله عليه وسلم) : وَعَظَنَا رسولُ اللهِ ( صلى الله عليه وسلم) مَوعظةً بَليغَةً وَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ ، فَقُلْنَا : يَا رسولَ اللهِ ، كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأوْصِنَا ، قَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإنْ تَأمَّر عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ ، وَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اختِلافاً كَثيراً ، فَعَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِيِّنَ عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ؛ فإنَّ كلَّ بدعة ضلالة ) فليس هناك مثلا نهى خاص ( الا فى حالات قليلة ) عن الصوم مثلا فى النصف من شعبان او ليس هناك نهى خاص ايضا عن الموالد وهذا مما أوقع الناس فى البدعة حيث ظنوا أنها مباحة ونسوا أن البدعة نهى عام وليس خاص ولا معين بلفظه ، ورابعا : أن صاحب المعصية مقر فى الغالب بمخالفته لشرع الله وقد يحدث نفسه بالتوبة ، بخلاف صاحب البدعة ، فانه ـ للأسف ـ يرى عمله تقربا الى الله تعالى كما جاء فى القران : (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً) . وفى هذا يقول سفيان الثورى : ( البدعة أحب الى ابليس من المعصية ،لان المعصية يتاب منها ، والبدع لا يتاب منها ) ، وقد جاء ايضا فى الاثر عن ابليس (لعنه الله) قال : أهلكت بنى ادم بالذنوب ، واهلكونى بالاستغفار ، وبـلا اله الا الله ، فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الاهواء ( البدع ) ، فهم يذنبون ولا يتوبون ، لانهم يحسبون انهم يحسنون صنعا كما اشار القران الكريم قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) وهكذا فإن صحبة أهل البدع والاهواء مصيبة عظيمة وخطر كبير .. ونشير الى ضرورة الرجوع الى السادة العلماء الافاضل والمجامع الفقهية المعروفة لمعرفة البدع ولا نعين ذلك باهوائنا ولا بارائنا فنقع بذلك فيما وقعوا فيه .. وتلك كانت الخصلة الرابعة فيمن تراد صحبته .. ألا يكون مبتدعا .
وللحديث بقية............
محمد وسام الدين
وللحديث بقية............
محمد وسام الدين
رد: اختيار الصاحب والصديق البدعة والمعصية
موضوع رائع جدا
ميار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 356
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: اختيار الصاحب والصديق البدعة والمعصية
موضوع اكثر من رائع
ahmed- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 405
تاريخ التسجيل : 07/11/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى