جولة محكوم عليها بالفشل .. رجب البنا .. الأهرام
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
جولة محكوم عليها بالفشل .. رجب البنا .. الأهرام
أعتقد أن الرئيس بوش عاد من جولته في المنطقة دون أن يدرك النتيجة الحقيقية لهذه الجولة وهي جولة محكوم عليها بالفشل من قبل أن تبدأ. وبالتأكيد لم يدرك حجم الغضب الشعبي ـ الظاهر والمكتوم ـ تجاه سياساته العدوانية تجاه العرب, وسوف يتصور ـ أو يصور له من حوله ـ أنها كانت جولة ناجحة وحققت أهدافها, والرئيس بوش ـ كما رأينا مواقفه خلال خمس سنوات ـ لا يري الحقيقة كما هي في الواقع ولكنه يصنع لنفسه واقعا يقتنع به ويتعامل معه!
يكفي مافعله في العراق, فبعد تدمير العراق وتشريد شعبه وتبديد ثروته مازال يتحدث عن نجاحه في بناء عراق آمن وحر وديمقراطي يتمتع شعبه بثرواته, وهو يفاخر بأنه لا يشاهد ما تعرضه قنوات التليفزيون من مظاهرات في أمريكا وفي دول العالم تعلن رفض سياساته وتطالبه بسحب قوات الغزو من العراق. وهو لم يدرك أن خريطة الطريق ماتت في لحظة إعلانه عنها برفض إسرائيل تنفيذ التزاماتها وفقا لها, ومطالبتها الفلسطينيين بأن ينفذوا التزاماتهم وحدهم, وانحاز بوش ـ ولا يزال ـ لكل مطالب إسرائيل وحمل في جيبه إدانة جاهزة للفلسطينيين. ولم يبد ملحوظة علي قيام إسرائيل بقتل الفلسطينيين وفرض حظر التجول عليهم, والتحرش بهم وبجيرانها حتي أثناء الزيارة, ولم يعلق علي ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي من أنه أعطي الضوء الأخضر إسرائيل لغزو قطاع غزة وأنه طلب فقط أن يتم ذلك تدريجيا!
لقد كشف الرئيس بوش في زيارته إسرائيل عن نواياه, وأظهر أن تصريحاته ومبادراته فقط لامتصاص الغضب العربي وتمرير أهداف ادارته. فقد أعلن رفض عودة اللاجئين وتعمد تجاهل ذكر القدس, وطالب بتعديل خط هدنة1948, ولم يطلب من إسرائيل وقف عمليات القتل والهدم والاعتقال, ولم ينس زيارة النصب التذكاري لضحايا النازي اليهودي وذرف الدمع هناك ووضع الطاقية اليهودية علي رأسه, ولم يرد علي خاطره أن يقول كلمة عن ضحايا المجازر الإسرائيلية من الفلسطينيين والعرب. وأضاف إلي ذلك إعلانه عن عودته لزيارة إسرائيل للمشاركة في الاحتفال بمرور60 عاما علي إنشائها. فاذا قيل إنها زيارة ناجحة فلمن كان النجاح.. للعرب أم لإسرائيل؟
في هذا السياق لم يكن غريبا أن تتزامن زيارته لإسرائيل مع قيام الطائرات الأمريكية الثقيلة بالقاء عشرات الأطنان من القنابل علي العراق في تصعيد جديد للغزو المستمر منذ خمس سنوات.
كانت هذه حصيلة زيارته لإسرائيل, أما حصيلة زيارته الدول العربية فكانت شيئا آخر.. مساعي لعقد صفقات لبيع المزيد من الأسلحة لامتصاص عائدات البترول بعد زيادة أسعاره, وضغوطا لاقناع العرب بأن إيران خطر عليهم, وهي التي لا تملك أية أسلحة نووية وتقرير مخابراته قال له إنها دمرت قدراتها منذ عام2003, وضغوطا علي العرب لمزيد من التطبيع مع إسرائيل والعمل علي ضمان أمنها وهي التي تملك أسلحة نووية ولا تزال تنتج المزيد منها, وترفض التوقيع علي معاهدة منع الانتشار النووي والتفتيش علي منشآتها النووية.
أما الأجندة الخفية للجولة فكانت محاولة تجميل صورة ادارته ليظهر بمظهر صانع السلام الذي تتعاون معه وتؤيده الدول العربية ـ التي تنزف دما ـ لعل ذلك يساعد في انقاذ حزبه المهدد بالفشل في انتخابات الرئاسة بعد شهور نتيجة رفض الشعب الأمريكي لسياساته الخارجية وخيبة أمله في الوعود التي قطعها علي نفسه طوال السنوات الخمس التي تولي فيها حكم اكبر دولة في العالم.
ومن الغريب أن الرئيس الأمريكي لم يشعر بأن إشارته إلي وجوب قيام الدول العربية بخطوات واسعة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان كانت أقرب إلي النكتة, لأن العالم لم يشهد انتهاكات للديمقراطية وحقوق الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية كما شهدها في عهده سواء في إجراءات التنصت والتجسس علي الأمريكيين في الداخل أو في التعذيب الوحشي في معتقل جوانتانامو في كوبا وباجرام في أفغانستان وغيرهما منذ6 سنوات وإلي اليوم, وإنسانية المعتقلين تنتهك بصورة بشعة وبأساليب للتعذيب مبتكرة.
فاذا قيل إنها زيارة ناجحة استنادا إلي الترحيب الرسمي الذي قوبل به فهل يمكن أن تنجح في الواقع سياسة الخداع وبيع الأوهام والوعود الكاذبة؟
يكفي مافعله في العراق, فبعد تدمير العراق وتشريد شعبه وتبديد ثروته مازال يتحدث عن نجاحه في بناء عراق آمن وحر وديمقراطي يتمتع شعبه بثرواته, وهو يفاخر بأنه لا يشاهد ما تعرضه قنوات التليفزيون من مظاهرات في أمريكا وفي دول العالم تعلن رفض سياساته وتطالبه بسحب قوات الغزو من العراق. وهو لم يدرك أن خريطة الطريق ماتت في لحظة إعلانه عنها برفض إسرائيل تنفيذ التزاماتها وفقا لها, ومطالبتها الفلسطينيين بأن ينفذوا التزاماتهم وحدهم, وانحاز بوش ـ ولا يزال ـ لكل مطالب إسرائيل وحمل في جيبه إدانة جاهزة للفلسطينيين. ولم يبد ملحوظة علي قيام إسرائيل بقتل الفلسطينيين وفرض حظر التجول عليهم, والتحرش بهم وبجيرانها حتي أثناء الزيارة, ولم يعلق علي ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي من أنه أعطي الضوء الأخضر إسرائيل لغزو قطاع غزة وأنه طلب فقط أن يتم ذلك تدريجيا!
لقد كشف الرئيس بوش في زيارته إسرائيل عن نواياه, وأظهر أن تصريحاته ومبادراته فقط لامتصاص الغضب العربي وتمرير أهداف ادارته. فقد أعلن رفض عودة اللاجئين وتعمد تجاهل ذكر القدس, وطالب بتعديل خط هدنة1948, ولم يطلب من إسرائيل وقف عمليات القتل والهدم والاعتقال, ولم ينس زيارة النصب التذكاري لضحايا النازي اليهودي وذرف الدمع هناك ووضع الطاقية اليهودية علي رأسه, ولم يرد علي خاطره أن يقول كلمة عن ضحايا المجازر الإسرائيلية من الفلسطينيين والعرب. وأضاف إلي ذلك إعلانه عن عودته لزيارة إسرائيل للمشاركة في الاحتفال بمرور60 عاما علي إنشائها. فاذا قيل إنها زيارة ناجحة فلمن كان النجاح.. للعرب أم لإسرائيل؟
في هذا السياق لم يكن غريبا أن تتزامن زيارته لإسرائيل مع قيام الطائرات الأمريكية الثقيلة بالقاء عشرات الأطنان من القنابل علي العراق في تصعيد جديد للغزو المستمر منذ خمس سنوات.
كانت هذه حصيلة زيارته لإسرائيل, أما حصيلة زيارته الدول العربية فكانت شيئا آخر.. مساعي لعقد صفقات لبيع المزيد من الأسلحة لامتصاص عائدات البترول بعد زيادة أسعاره, وضغوطا لاقناع العرب بأن إيران خطر عليهم, وهي التي لا تملك أية أسلحة نووية وتقرير مخابراته قال له إنها دمرت قدراتها منذ عام2003, وضغوطا علي العرب لمزيد من التطبيع مع إسرائيل والعمل علي ضمان أمنها وهي التي تملك أسلحة نووية ولا تزال تنتج المزيد منها, وترفض التوقيع علي معاهدة منع الانتشار النووي والتفتيش علي منشآتها النووية.
أما الأجندة الخفية للجولة فكانت محاولة تجميل صورة ادارته ليظهر بمظهر صانع السلام الذي تتعاون معه وتؤيده الدول العربية ـ التي تنزف دما ـ لعل ذلك يساعد في انقاذ حزبه المهدد بالفشل في انتخابات الرئاسة بعد شهور نتيجة رفض الشعب الأمريكي لسياساته الخارجية وخيبة أمله في الوعود التي قطعها علي نفسه طوال السنوات الخمس التي تولي فيها حكم اكبر دولة في العالم.
ومن الغريب أن الرئيس الأمريكي لم يشعر بأن إشارته إلي وجوب قيام الدول العربية بخطوات واسعة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان كانت أقرب إلي النكتة, لأن العالم لم يشهد انتهاكات للديمقراطية وحقوق الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية كما شهدها في عهده سواء في إجراءات التنصت والتجسس علي الأمريكيين في الداخل أو في التعذيب الوحشي في معتقل جوانتانامو في كوبا وباجرام في أفغانستان وغيرهما منذ6 سنوات وإلي اليوم, وإنسانية المعتقلين تنتهك بصورة بشعة وبأساليب للتعذيب مبتكرة.
فاذا قيل إنها زيارة ناجحة استنادا إلي الترحيب الرسمي الذي قوبل به فهل يمكن أن تنجح في الواقع سياسة الخداع وبيع الأوهام والوعود الكاذبة؟
رد: جولة محكوم عليها بالفشل .. رجب البنا .. الأهرام
اشكرك على المواضيع المهمة
ميار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 356
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى