منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الزيارة الإيرانية..يحيى الجمل

اذهب الى الأسفل

الزيارة الإيرانية..يحيى الجمل Empty الزيارة الإيرانية..يحيى الجمل

مُساهمة من طرف saied2007 الثلاثاء يناير 15, 2008 1:14 am

إذا جاز أن تسمي زيارة باسم الهدف الأساسي منها فإني أذهب إلي أن أسمي زيارة الرئيس جورج بوش للمنطقة بالزيارة الإيرانية ذلك أن الهدف الأساسي منها فيما أتصور هو الشأن الإيراني، وليست القضية الفلسطينية كما هو معلن ومشاع في الأوساط الإعلامية العربية.

القضية الفلسطينية عند الرئيس جورج بوش وإدارته هي ما تريده إسرائيل، إسرائيل تريد دولة يهودية صافية لا يعكر صفوها ولا صفاءها عرب مقيمون أو عائدون ولذلك فلا شيء هناك اسمه حق العودة وإسرائيل تريد القدس ولذلك لا يذكر الرئيس القدس وإسرائيل تريد الجدار العازل وتوسيع المستوطنات القائمة وكل ذلك يراه الرئيس الأمريكي حقا لإسرائيل، القضية الفلسطينية عند الرئيس بوش هي تلك الصواريخ التي تنطلق من غزة فتسبب إزعاجاً لبعض المستوطنين ولذلك فإن علي السلطة الفلسطينية كشرط مسبق لكل كلام أن توقف هذه الصواريخ.

هذا هو مجمل القضية الفلسطينية عند السيد السند الرئيس جورج دبليو بوش. أما إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني والقدس الشرقية وحق عودة اللاجئين فكلها أمور يمكن أن يجري حولها الحديث ثم الحديث والاجتماع تلو الاجتماع بعد أن تتوقف حفنة الصواريخ التي تنطلق من شمال غزة وتعكر صفو السادة المستوطنين هذا هو الموضوع كله كما وضح من تصريحات السيد الرئيس الأمريكي.

لكن محور الزيارة كله- فيما أتصور- هو الشأن الإيراني وليس أدل علي ذلك من أن الرئيس في جولته هذه سيزور أغلب دول الخليج العربي واحدة واحدة لأول مرة في تاريخ العلاقات الأمريكية مع المنطقة لكي يخيفها من إيران وتهديدات إيران، ولكي يبدد ما أعلنته أغلب تلك الدول من أنها لا تستشعر خطرا إيرانيا علي أمنها أو علي استقرارها، والعلاقات بين أكبر دول الخليج العربي- المملكة العربية السعودية معقل المسلمين السنة، وإيران معقل المسلمين الشيعة - علي أحسن ما يكون ودعوة الملك للرئيس الإيراني لأداء فريضة الحج وقبول الدعوة خير دليل علي ذلك. كذلك فإن التصريحات الرسمية الصادرة عن المسؤولين في البلدين تؤكد أن العلاقات بينهما جيدة لا يعكر صفوها تهديد أو وعيد.

وتصريحات الفيصل وزير خارجية السعودية تكررت في هذا المعني، وليس أدل علي حسن العلاقات وهدوئها من أن الرئيس نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل دعوة دول مجلس التعاون الخليجي لحضور مؤتمرها الذي عقد أخيرا في قطر وحضر الرئيس الإيراني المؤتمر، وألقي كلمة في الجلسة الافتتاحية قوبلت بترحيب.

هذه العلاقات الهادئة المستقرة بين دول الخليج العربية وبين إيران أمر لا يرضي الولايات المتحدة الأمريكية ولا يسير في اتجاه أهدافها في المنطقة، إذن لابد من تعكير هذه العلاقات وبث السموم فيها ومن أقدر علي ذلك من الرئيس الأمريكي جورج بوش وإدارته.

سيطلعهم الرئيس- أقصد المسؤولين في دول الخليج- علي تقارير أعدتها الأجهزة الأمريكية تؤكد رغبة إيران في العدوان عليها وتهديد أمنها وتصدير الثورة إليها. والأجهزة الأمريكية جاهزة لعمل أي تقرير في أي اتجاه. إيران لديها أسلحة دمار شامل كما كان عند العراق. إيران لديها نوايا عدوانية توسعية في الخليج. إيران تؤيد الشيعة ضد السنة وتريد أن تقوي الأقليات الشيعية بحيث تحكم وتتحكم في الدول العربية الخليجية.

هذا ما سيقوله الرئيس الأمريكي للمسؤولين في الدول العربية الخليجية. وإذا حدث وسأله أحد عن إسرائيل وترسانتها النووية، فالرئيس سيقسم لهم أن إسرائيل حمامة سلام في المنطقة، وأن الدول العربية تأخرت كثيرا في أن تمد لها يدها وتفتح لها أبوابها. أليس هذا ما قاله الرئيس بوش فعلا قبل أن يبدأ زيارته للمنطقة؟

وأنا واثق أن الدول العربية الخليجية بلغت قدرا من الوعي يجعل مثل هذا الكلام لا يجوز عليها. حقا هناك بعض المشاكل المتعلقة بالجزر الثلاث التي تحتلها إيران وليت إيران تتخلي عن هذه الجزر بمقتضي اتفاق يؤمن الطرفين.

إنها بذلك ستضرب ضربة رائعة وستلقم السياسة الأمريكية حجرا لن يسهل عليها ابتلاعه. ذلك أنه غير مشكلة هذه الجزر فإنه لا يوجد بين دول الخليج وإيران أي نوع من التوتر أو الخلاف وعلي أي حال فإن هذه الجزر تتعلق بدولة خليجية واحدة هي دولة الإمارات العربية التي معها كل الحق في أن تطالب بإنهاء هذه المشكلة وفقا لقواعد القانون الدولي.

الرئيس الأمريكي سيزور أربع دول عربية خليجية لكي يحذرها من إيران ولكي يحاول هدم ما بين هذه الدول وإيران من علاقات مودة وحسن جوار.

ولما كانت إسرائيل وأمن إسرائيل وطمأنة إسرائيل هي المحور الأساسي للسياسة الأمريكية في المنطقة وكانت الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها علي استعداد كامل لسماع وجهة النظر الإسرائيلية في هذا الشأن والاقتناع بها والدفاع عنها فإن الرئيس سيحمل هذه الرسالة لعرب الخليج لكي يطمئنهم من ناحية إسرائيل ولكي يرعبهم ويخفيهم من ناحية إيران.

والصحافة الإسرائيلية لم تخف أن محادثات المسؤولين الإسرائيليين مع الرئيس بوش كانت في جوهرها مباحثات حول ما يسمونه الخطر الإيراني.

وصحيفة «يديعوت أحرونوت» وهي من أهم الصحف الإسرائيلية كشفت عن أن الرئيس بوش طمأن القادة الإسرائيليين بالنسبة لإيران وأنه أبلغهم أن القيام بعمل عسكري ضد إيران ليس أمرا مستبعدا بل إنه محل بحث من قبل الإدارة الأمريكية.

وصحيفة «معاريف» الإسرائيلية نشرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «أولمرت» قد عرض علي الرئيس بوش تفاصيل البرنامج النووي الإيراني «السري» وأنه دعم ذلك بصور التقطتها الأقمار الصناعية الإسرائيلية.

هذا هو ما قالته أكبر صحيفتين إسرائيليتين وأوسعهما انتشارا وأكثرهما نفوذا.

وكأن الإدارة الأمريكية ليس لديها من وسائل الرصد ما يكفي وكأن أجهزة المخابرات الأمريكية التي أعلنت مؤخرا أن البرنامج النووي الإيراني ذا التوجه العسكري قد توقف منذ سنة ٢٠٠٣ وهو في ذلك يتفق مع تقارير منظمة الطاقة النووية في فيينا، ولكن الرئيس بوش وأعمدة إدارته علي استعداد لسماع ما يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي، وما تقوله الصحف الإسرائيلية حتي ولو كان ذلك عكس ما تقول به تقارير المخابرات المركزية الأمريكية نفسها التي توشك أن تعرف دبة النملة في أي مكان في العالم ولو كان ذلك أيضا عكس ما تقول به تقارير المنظمة الدولية.

إلي هذا المدي غير المعقول تنحاز الإدارة الأمريكية لكل ما تقوله إسرائيل، لقد طفح الكيل وبدأ كثير من المفكرين الأمريكيين أنفسهم يحذرون إدارتهم من خطورة الانحياز الأعمي لإسرائيل حتي علي حساب المصالح الأمريكية نفسها.

وكثيرون من عقلاء الأمريكيين وعديد من مراكز الدراسات الأمريكية بدأوا يرصدون ويعبرون عن مدي تدني صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم ويرصدون ويعبرون عن الممارسات اللاأخلاقية والظالمة التي تمارسها الإدارة الأمريكية في كثير من بقاع الأرض.

لقد قيل بحق إن الرئيس الأمريكي جورج بوش هو أقل رؤساء البلاد «الديمقراطية» احتراما في العالم، وإنه حيث ذهب لا يلقي تأييدا ولا ترحيبا وإنما يلقي مظاهرات معادية. إسرائيل وحدها هي الاستثناء. إسرائيل وحدها هي التي تستقبل الرئيس الأمريكي بوش بالزهور والترحاب والأحضان، ذلك لأن إسرائيل وأمن إسرائيل وطمأنة إسرائيل هي الهاجس الأساسي لدي السيد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج دبليو بوش انصياعا لأساطير توراتية بائسة لم يقم علي إسنادها للعهد القديم دليل.

تري متي سينقشع كابوس بوش وإدارته عن العالم؟

وتري متي ستدرك الولايات المتحدة الأمريكية مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية تجاه هذا العالم الذي اكتوي بنار سياستها اللامعقولة واللاأخلاقية والمنافية لكل الشرائع القانونية الدولية؟

من يدري؟.. لعل العقلاء - هنا وهناك - يقدرون علي تصحيح المسار!

والله المستعان
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى