عصام العريان يهاجم "ساركوزي"

فجرت تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي أدلى بها خلال جولته بالمنطقة حول ضرورة دعم الأنظمة بالمنطقة، خاصة في مصر والجزائر للحيلولة دون وصول الإسلاميين إلى السلطة في كلا البلدين، جدلاً حول مدى احترام الغرب لاحترام حقوق الشعوب في اختيار ممثليها داخل البرلمان وفي قمة هرم السلطة، أيًا ما كانت النتائج التي ستسفر عنها صناديق الاقتراع.
وأعاد تصريح ساركوزي إلى الأذهان التأييد الفرنسي لتدخل الجيش الجزائري لعرقلة وصول "جبهة الإنقاذ" إلى السلطة في الجزائر، بعد أن كانت كافة المؤشرات تنبئ بفوز كاسح للإسلاميين في الانتخابات التي جرت في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وأسفرت عن دخول البلاد في دوامة العنف الدموي.
وأثارت في ذات الوقت ردود فعل منددة اعتبرت تصريحاته تجاوزًا لجميع الأعراف الدبلوماسية وتدخلاً في شئون دول ذات سيادة، وخاصة من جانب جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، التي أبدى تشددًا حيال وصولها إلى السلطة، ونعتها بالإرهاب.
إذ اعتبرها القيادي الإخواني البارز الدكتور عصام العريان تجاوزًا لكل الخطوط الحمراء وسعيًا من ساركوزي لفرض الوصاية على إدارة شعوب المنطقة، المخولة وحدها تحديد من يحكمها عبر انتخابات حرة نزيهة.
ولفت العريان إلى أن ساركوزي تدخل في الشئون السيادية لمصر دون أن يجد من يردعه، منتقدًا بشدة حالة الصمت التي أبدتها الأنظمة العربية ووسائل الإعلام الرسمية حيال تصريحاته الفجة، التي كان ينبغي اتخاذ خطوات احتجاجية عليه لردعه وعدم تكرارها في المستقبل.
من جانبه، اعتبر السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق، أن حالة الضعف والاهتزاز التي تعاني منها الدول العربية وفي مقدمتها مصر والجزائر هي التي أغرت ساركوزي بالإقدام على ارتكاب مثل هذا التجاوز غير المقبول شكلا ومضمونًا.
ورأى في تصريحات ساركوزي، نوعًا من الوصاية على إدارة الشعوب العربية وازدراءً لصناديق الاقتراع الحرة، التي يجب أن تحدد وحدها من يصل إلى الحكم في مصر والجزائر أو غيرهما.
وقال الأشعل إن حالة الصمت من قبل الأنظمة ووسائل الإعلام الرسمية تعكس عدم رغبتها في إشعال أزمة مع الرئيس الفرنسي، وترجع لعدم قدرتها على إغضابه في ظل العلاقات الوثيقة التي تجمعه بواشنطن بعكس سلفه جاك شيراك، فضلاً عن أن العداء لجماعة "الإخوان المسلمين" يشكل إطارًا مشتركًا للأنظمة الحاكمة والغرب في آن واحد.
ووصف الأشعل حالة الصمت هذه بأنها تعد فضيحة سياسية بالدرجة الأولى لا يبررها أبدًا انسجام الطرح الفرنسي مع رغبة الأنظمة، كون ساركوزي يتدخل بشكل سافر في شئون مصر الداخلية وهو ما كان يستوجب اتخاذ وقفة ضده.
المصريون