منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في انتظــــار الرئيــس بوش-بقلم‏:‏ فهمـي هـويـــدي

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

في انتظــــار الرئيــس بوش-بقلم‏:‏ فهمـي هـويـــدي Empty في انتظــــار الرئيــس بوش-بقلم‏:‏ فهمـي هـويـــدي

مُساهمة من طرف saied2007 الثلاثاء يناير 08, 2008 2:17 am

أشفق علي الذين يعلقون آمالا علي وصول الرئيس بوش الي المنطقة غدا‏,‏ لأن الدلائل تشير الي أن الرجل لم يجئ لأجل خاطرهم‏,‏ ولا هو مشغول بهم‏,‏ ناهيك عن أنه لم يخطر علي باله يوما ما أن يكون حكما عدلا يسعي لإنصافهم‏.‏

(1)‏ حين قتل الإسرائيليون البدوي المصري حميدان سويلم في رفح يوم الخميس الماضي‏,‏ في أثناء وجوده في فناء منزله‏,‏ فإن الرصاصات التي أطلقت عليه كانت محملة برسالتين‏,‏ إحداهما تصب في مجري التصعيد النسبي الحاصل في علاقات تل أبيب والقاهرة‏,‏ أما الثانية فكانت تعبر عن عدم الاكتراث بزيارة الرئيس الأمريكي والإعلان الضمني عن أنها لن تثني إسرائيل عن عزمها المضي في مخططاتها المرسومة‏,‏ والرسالتان تعكسان حالة الاستقواء والتصعيد التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية‏,‏ خصوصا بعد مؤتمر أنابوليس‏,‏ الذي أعتبره أهم تقرير استراتيجي صدر عن المخابرات العسكرية‏(‏ أمان‏),‏ أحد أبرز حدثين خدما إسرائيل في عام‏2007,(‏ الحدث الثاني هو أزمة الرئاسة في لبنان التي شغلت حزب الله وسوريا مما أبعد خطر اندلاع حرب إقليمية في المنطقة‏).‏

تجليات الاستقواء والتصعيد الأخري متعددة علي الجبهة المصرية‏,‏ منها إثارة موضوع الأنفاق الذي ادعت إسرائيل أن الأمن المصري يتستر عليها لتهريب السلاح الي غزة‏,‏ ومنها أيضا التحريض الذي مورس ضد مصر في واشنطن وأريد به تخفيض المعونة الأمريكية التي تقدم لها بمبلغ مائة مليون دولار‏,‏ وهو ما فتح الباب للتلاسن بين القاهرة وتل أبيب‏,‏ خصوصا بعد التصريحات غير اللائقة التي صدرت عن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني‏,‏ وكان الاحتجاج الإسرائيلي الأخير علي فتح معبر رفح لعبور الفلسطينيين وعودتهم الي غزة من تجليات تلك الحالة‏.‏

(2)‏ ممارسات الاستقواء بحق الفلسطينيين بعد أنابوليس كانت أفدح وأشد جسامة‏,‏ إذ في حين تصورت السلطة الفلسطينية أن المؤتمر فتح الباب للتسوية‏,‏ فإن الحكومة الإسرائيلية نسفت هذا الأمل‏,‏ واعتبرت أن المؤتمر حقق لها نقاطا أضافت الي رصيدها‏,‏ علي النحو الذي عبر عنه تقرير أمان الاستراتيجي‏,‏ الأمر الذي يشجعها علي الثبات في موقفها وليس التراجع عنه‏.‏

من باب ترطيب الأجواء‏,‏ فإن رئيس الوزراء إيهود أولمرت قبل بتجميد الاستيطان قبل يوم واحد من انعقاد المؤتمر‏,‏ وبعد العودة الي تل أبيب أعطت الحكومة الإسرائيلية الإشارات الخضراء‏,‏ التي أطلقت ثلاث خطط استيطانية لبناء أكثر من ألف وحدة سكنية جديدة في مستوطنتي هار حوما ومعاليه أدوميم المقامتين علي أراضي القدس الشرقية‏,‏ ومن ثم فإنها استأنفت العمل في خطة‏(EL)‏ التي تعتبر أكبر مخطط لتهوديد القدس المحتلة عبر ربطها بمستوطنة معاليه أدوميم‏,‏ التي تعد أكبر مستوطنات الضفة‏,‏ وهذا القرار لا يشكل فقط تقويضا واستخفافا بمتطلبات التسوية التي يعددها ممثلو السلطة الفلسطينية صباح مساء‏,‏ وإنما تمثل أيضا تجاوزا فظا لتعهدات إسرائيل لبوش بشكل شخصي‏,‏ لأن رئيس الوزراء السابق آرييل شارون كان قد التزم أمام الرئيس الأمريكي بتجميد هذه الخطة‏,‏ ليس ذلك فحسب‏,‏ وانما قررت إسرائيل قبل الزيارة أن تستأنف الحفر بالقرب من باب المغاربة في القدس‏,‏ وهو قرار يتناقض مع تقرير لجنة الفحص التركية التي زارت المدينة بدعوة من الحكومة الإسرائيلية‏,‏ وأكدت أن تلك الحفريات تشكل تهديدا خطيرا لوجود المسجد الأقصي‏,‏ حيث قد تؤدي الي تهاوي أساساته‏.‏

لم تبال الحكومة الإسرائيلية باحتجاجات ممثلي السلطة الفلسطينية‏,‏ التي أصبحت في حرج شديد‏,‏ خصوصا بعد استئناف الخطط الاستيطانية ولم تكترث بالتهديدات التي أطلقها ممثلو السلطة وتحدثوا فيها عن وقف التفاوض حول ملف التسوية‏,‏ حتي ذكرت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية في‏12/25‏ أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني قالت لأحمد قريع رئيس الوفد الفلسطيني في ختام جولة المفاوضات الثانية‏,‏ ما نصه إن إسرائيل لا تري أنها ملتزمة بوقف الأنشطة الاستيطانية‏,‏ وأنابوليس لم يفرض عليها أية قيود في هذا الجانب‏,‏ ومن لا يعجبه هذا الموقف فهو ليس شريكا لنا في المفاوضات‏.‏

من أسف أن السيد قريع ابتلع الإهانة ولم يستطع الفلسطينيون وقف المفاوضات‏,‏ التي واصلها رئيس السلطة السيد محمود عباس مع أولمرت‏,‏ وفشل اللقاء بدوره في وقف الهجمة الاستيطانية الجديدة‏.‏

إسرائيل الواثقة من ميل الميزان في المنطقة لصالحها تتصرف من موقع القوة‏,‏ حتي في مواجهة الولايات المتحدة ذاتها‏,‏ إذ هي مطمئنة إلي رسالة الضمانات التي وجهها الرئيس بوش لشارون‏,‏ وأكد فيها دعمه لبناء المستوطنات بزعم أن الوضع الديموجرافي‏(‏ الإسرائيلي بطبيعة الحال‏)‏ يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في إتفاق التسوية ـ ليس ذلك فحسب‏,‏ ولكن وزير الدفاع إيهود باراك ذهب إلي أبعد حين هاجم الرئيس الأمريكي علنا حين أبدي تحفظا بسيطا علي موقف الحكومة الإسرائيلية‏,‏ وقال عنه في جلسة عقدها مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي‏,‏ وبثها التليفزيون الإسرائيلي في‏2007/12/20:‏ هذا رجل أخرق لا يعرف عما يتكلم‏,‏ ونحن لن نتراجع عن موقفنا قيد أنملة‏.‏

(3)‏ هذا الاستقواء الظاهر في الجانب الإسرائيلي يقابل بموقف مناقض تماما من جانب ممثلي السلطة الفلسطينية في رام الله‏,‏ إذ فضلا عن تراجع رئيس السلطة عن كل الشروط التي أعلنها قبل الذهاب إلي أنابوليس‏,‏ فإنه وجماعته لم يستطيعوا أن يتخذوا موقفا من التوسعات الاستيطانية الإسرائيلية‏,‏ كما ذكرت توا‏,‏ واكتفوا برفضها في التصريحات الصحفية‏,‏ وبإبلاغ واشنطن والرباعية الدولية بما يجري‏,‏ لتتخذ من جانبها ما تراه مناسبا‏,‏ وبعدما أصبح الأمريكيون هم المرجع والحكم في الموضوع‏,‏ طبقا لما أعلن في أنابوليس‏,‏ فقد بدا واضحا أن رموز السلطة أشد ما يكونون حرصا علي استرضاء الإدارة الأمريكية‏,‏ واقناعها بأنهم يقومون بما عليهم من التزامات قررتها المرحلة الأولي من خريطة الطريق‏,‏ وعلي رأسها تجريد المقاومة من سلاحها‏,‏ ولأجل ذلك فإن جهاز الأمن الفلسطيني عمل جاهدا علي ترتيب نزع سلاح بعض المقاومين‏,‏ والحصول منهم علي تعهدات بعدم الانخراط في أية أنشطة ضد الاحتلال‏,‏ واستخدمت لذلك العديد من وسائل الإغراء‏,‏ التي تراوحت بين تأمين مكافآت مالية لهم وضمان عدم ملاحقة إسرائيل لهم مرورا بإلحاقهم بالأجهزة الأمنية الفلسطينية‏.‏

وفي سياق إثبات حسن النيات ومحاولة الفوز بشهادة لحسن السير والسلوك‏,‏ فإن الأجهزة الأمنية الفلسطينية أعادت التعاون مع الأجهزة الإسرائيلية المقابلة في أمور كثيرة‏,‏ في مقدمتها ملاحقة عناصر المقاومة‏,‏ الأمر الذي شجع جيش الاحتلال علي مواصلة حربه اليومية ضد حركات المقاومة في حدث الضفة الغربية‏,‏ ومن أغرب النتائج التي ترتبت علي هذا الوضع‏,‏ أن الأجهزة الفلسطينية أصبحت تداهم بيوت النشطاء الذين يرفضون إلقاء سلاحهم‏,‏ خصوصا عناصر حماس والجهاد الإسلامي خلال النهار‏,‏ بينما تتولي قوات الاحتلال نفس المهمة في الليل‏.‏

أما الأشد غرابة من هذا وذاك‏,‏ فهو ما أذاعه التليفزيون الإسرائيلي في‏2007/12/22‏ عن أن حكومة السلطة أصبحت تنظم للمنسق الأمريكي الجنرال كيت دايتون زيارة يومية لإحدي مدن الضفة الغربية‏,‏ لكي يتأكد من أنها جادة في حربها ضد المقاومة‏,‏ خصوصا ضد حركة حماس‏,‏ وفي تلك الزيارات فإن الجنرال دايتون أصبح يتفقد سجون السلطة ويطلع بنفسه علي عمليات الاستجواب والتحقيق والتعذيب التي يتعرض لها المقاومون‏,‏ إلي جانب اطلاعه المستمر علي جهود السلطة في إغلاق جميع المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية التي يشك في أن لها علاقة بحركة حماس‏.‏

وليس من قبيل المصادفات أن يحرص الرئيس أبومازن خلال الأسابيع التي سبقت زيارة الرئيس بوش علي استخدام اللغة التي يتبناها الرئيس الأمريكي في خطاباته‏,‏ مثل الدعوة إلي ضرورة التوحد في مواجهة قوي الظلام‏,‏ التي لا يقصد بها الإسرائيليين بطبيعة الحال‏,‏ ولكن يقصد عناصر مقاومة الاحتلال‏,‏ وفي مناسبات عدة اعتبر الرجل أن ركائز برنامجه الإصلاحي تتمثل في نبذ الفوضي والإرهاب‏,‏ وهو الوصف الذي يطلقه الأمريكيون علي المقاومة الي جانب سيادة القانون وإقامة الحكم الرشيد‏(‏ الذي لم يوضح كيف يمكن أن يقوم في ظل الاحتلال‏).‏

وحتي يرفع أسهمه لدي الإدارة الأمريكية‏,‏ فإن الرئيس الفلسطيني أعلن مزيدا من التشدد في التزامه بمواصلة القطيعة مع حركة حماس‏,‏ فلم يعد يكتف بمطالبتها بالتراجع عن سيطرتها علي غزة‏,‏ وانما أصبح يطالب بأن يتبع ذلك انتخابات تشارك فيها فقط الفصائل والأحزاب التي تقبل باتفاقات أوسلو‏.‏

(‏لاحظ أنه لا يفرض أي شروط علي التفاوض مع الإسرائيليين الذين قتلوا في العام الماضي‏400‏ مواطن فلسطيني‏).‏

(4)‏ عبر الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين عن رأي السلطة في رام الله‏,‏ حين قال إنهم يريدون من الرئيس بوش وقف الاستيطان وجعل عام‏2008‏ عام الاتفاق‏,‏ وهذا صحيح لأن السلطة لم يعد لها خيار آخر‏,‏ إلا أن ذلك يعد إفراطا في حسن الظن‏,‏ لأن بوش هو صاحب الضمانات التي أعطاها لإسرائيل واستجاب فيها لما طلبه منه شارون‏,‏ ثم أنه يتبني فكرة الدولة الفلسطينية التي تخدم مصالح إسرائيل والتي تحدد هي مواصفاتها‏,‏ أكثر من ذلك فإن هذا الكلام يتجاهل حقيقة أن الرئيس الأمريكي ليس معنيا بقضية السلام في المنطقة إلا بالقدر الذي يسهم في انقاذ سمعة حزبه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة‏,‏ بعدما وصلت الي الحضيض في عهده‏,‏ وذلك عن طريق الإيحاء بتحقيق إنجاز في السياسة الخارجية‏,‏ بعدما منيت سياسته الداخلية بالفشل الذريع‏.‏

ليس معني ذلك أنه لن يتطرق في رحلته إلي أمور أخري‏,‏ مثل مستقبل الدولة الفلسطينية التي يتبناها والمشروع النووي الإيراني أو الوضع في لبنان‏,‏ لأنه من الطبيعي مادام موجودا في المنطقة أن يتعرض لهذه العناوين‏,‏ لكنه وهو يجاملنا بإسماعنا ما نريد‏,‏ سيظل مشغولا بمصير حزبه بأكثر من انشغاله بمصيرنا‏,‏ وهو لا يلام في ذلك‏,‏ لأن الذي يستحق اللوم حقا هم الذين يراهنون علي الطرف الغلط في أمور المصير‏,‏ التي ينبغي أن تكون المراهنة فيها علي أصحاب القضية بالدرجة الأولي‏.‏

أما أم الفواجع فهي أن أصحاب القضية لم يصبحوا متفرجين عليها فحسب‏,‏ وإنما صاروا مشغولين عنها بالاقتتال فيما بينهم‏.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

في انتظــــار الرئيــس بوش-بقلم‏:‏ فهمـي هـويـــدي Empty رد: في انتظــــار الرئيــس بوش-بقلم‏:‏ فهمـي هـويـــدي

مُساهمة من طرف تيمور الثلاثاء يناير 08, 2008 5:44 am

موضوعات هايلة وعظيمة ونافعة
تيمور
تيمور
عضوممتاز
عضوممتاز

عدد الرسائل : 71
تاريخ التسجيل : 18/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

في انتظــــار الرئيــس بوش-بقلم‏:‏ فهمـي هـويـــدي Empty رد: في انتظــــار الرئيــس بوش-بقلم‏:‏ فهمـي هـويـــدي

مُساهمة من طرف ahmed الجمعة يناير 11, 2008 2:36 am

اشكرك على الموضوع
ahmed
ahmed
عضو مبدع

عدد الرسائل : 405
تاريخ التسجيل : 07/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى