منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجامعة العربية في عصر العجز العربي

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

الجامعة العربية في عصر العجز العربي Empty الجامعة العربية في عصر العجز العربي

مُساهمة من طرف saied2007 الإثنين يناير 07, 2008 2:07 am

الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مؤتمره الصحفي الذي عقده مؤخرا، تحدث فيه بإسهاب عن الازمة اللبنانية والفلسطينية وغيرها من الازمات الكثيرة التي تحيط بعالمنا العربي احاطة السوار بالمعصم، وجسد بواقعية مبكية حالة التشتت العربي، وكيفية تعامل النخب الحاكمة مع شرائح معينة من المجتمع، ومع الازمات التي تعصف به. فالامين العام عمرو موسى عندما سأله احد الصحافيين ويدعى توفيق عن الوضع الفلسطيني والعجز العربي، كان رده الفاضح، ان السؤال تافه؛ هكذا بكل بساطة. وهذا الرد الفظ الذي ينم عن استعلائية كبيرة، ونظرة ذاتية مليئة بالتعقيدات، يشرح تماما حالة التردي الذي يعيشها عالمنا. فالصحافي التزم الصمت، والامين العام سجل انتصاره.

عمرو موسى انطلق بعد هذا الرد غير المتوقع من اعلى مسؤول في جامعة تمثل العالم العربي بمئات ملايينه، الى شرح تعقيدات الازمة اللبنانية والتأكيد ان الجامعة العربية والعرب لن يتخلوا عن لبنان ولن يسمحوا للغرب بأن يتدخل من اجل حل ازماته، فالجامعة احق بالبيت من الغرباء. أما كيف سيتدخل سيادة الامين العام في لبنان وحل ازمته، فلم يفدنا بشيئ سوى انه سيرسل ممثله الخاص، للبنان للقاء الفرقاء ومحاولة تشخيص الازمة تمهيدا لحلها. لكن كم من مرة زار سيادة الامين العام لبنان، وكم من مرة هدد بكشف الحقائق ولكن ليتراجع عن تهديده في اخر لحظة، وليقول لمستمعيه انه يتوجب على اللبنانيين ان يقدموا مصالح بلدهم ويحلوا الازمة فيما بينهم، لأن ثمة حدودا للجامعة لا يمكن ان تتجاوزها.

عجيب، وكأن الامين العام لا يدري ان الازمة لا علاقة لها بلبنان ولا باللبنانيين!!

المشكلة في الجامعة العربية وكذلك في امينها العام انها جامعة تعيش على هامش العالم العربي، وهي مؤسسة تعبر عن تطلعات اصحاب السلطة، ولا تعكس قناعات الجماهير ولا عواطفها. فالجامعة التي جاءت تاريخيا لتسد باب الوحدة التي تنادي بها الجماهير، ولتجسد تعاملا فوقيا يتجاوز الجماهير، لا يمكنها ان تستمر في تركيبتها الراهنة، لأنها فقدت ليس فقط شرعيتها الجماهيرية إنما فاعليتها السياسية على مستوى القيادات العليا في وطننا العربي. فالانظمة العربية لم تعد تعر لتلك الجامعة اهتماما، وتحولت في الممارسة الى مجرد بهلوان ينط من بلد الى بلد، ومن ازمة الى ازمة، فلا تستطيع التشخيص ولا تملك القدرة على القرار. الجامعة العربية التي كان البعض يعلق عليها الامال لم تعد قادرة على متابعة المهمات ولا تطويق المشكلات؛ فلبنان على ابواب حرب اهلية، والسودان دخل مرحلة التقسيم، والصومال اجتاحته القوات الاثيوبية، والعراق تشرذم عرقيا وطائفيا والحبل على الجرار، والمأساة الفلسطينية لم تزل تتردى من سيئ الى اسوأ. هذا في السياسة اما في الاقتصاد، فحدث ولا حرج.

المتفائلون يقولون ان ثمة امل في انقاذ الجامعة، ويصرون على ان العرب مع الجامعة افضل من دونها، وأن الامر يحتاج الى تغيرات واصلاحات من شأنها ان تجعل من الجامعة مؤسسة فاعلة. هؤلاء المتفائلون لا احد ينكر عليهم حق التفاؤل، لكن في الواقع السياسي لا بد من تبيان الحقائق، لا التغطية عليها. فما هي الاصلاحات التي يريدونها ؟ إن الجامعة العربية محكومة بمسار الانظمة التي تمولها وتسدد وجهتها، والانظمة لا تريد مؤسسة فاعلة، وإن ارادها البعض فاعلة فآخرون لا يريدونها وهم قادرون على تعطيلها. ولكي نكون واقعيين يجب ان لا نطلب من هذه المؤسسة اكثر مما تقدر، فهي من صنع الانظمة، ولخدمة الانظمة، ولا يمكنها ان تخرج من هذا الاسر، لأنها مرتبطة ماليا واداريا وقانونيا بها.

المحزن في ان هذه الجامعة بدلا من ان تحاول قدر ما تستطيع اصلاح العطب السياسي وتبريد الازمات الملتهبة تمهيدا لحلها، نجدها غير قادرة ليس بسبب الانظمة فقط، إنما ايضا بسبب الادارة المهيمنة عليها؛ فمهما كانت الجامعة تابعة للانظمة، فإن بمقدور الادارة والمقصود هنا الامانة العامة، ان تخرق ثقبا في الجدار السميك الذي يحول دون التعاون العربي، وأن تخلق حالة من الوعي والتأييد الشعبي لها. لكن الامانة العامة لا تريد ان تنزل للجماهير ولا تود ان تنشر رؤيتها في صفوف الشعب ولا تطمح لأن تمحضها الشعوب التأييد. وهذا ليس تجنيا إنما توصيفا لواقع، وما مثال الرد الذي كاله سيادة الامين العام عمرو موسى لأحد الصحافيين إلا بيانا ناصعا على حالة التردي.

تخيلوا لو ان رئيس وزراء بريطانيا قال لصحافي سؤالك تافه!! اجزم لكم انه لن ينام مرتاحا بعدها، لكن سعادة الامين العام بوسعه ان ينام قرير العين، لأنه يعرف ان داعميه هم الانظمة وليس الشعوب، ويعرف ايضا ان الصحافي العربي مستكين، ولا يستطع ان يرد الصفعة. انه عصر العجز العربي بجامعته ونخبه.

كاتب لبناني
أحمد محمود عجاج
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجامعة العربية في عصر العجز العربي Empty رد: الجامعة العربية في عصر العجز العربي

مُساهمة من طرف ساجد الإثنين يناير 07, 2008 4:18 am

اشكرك على الموضوع
ساجد
ساجد
عضوممتاز
عضوممتاز

عدد الرسائل : 60
تاريخ التسجيل : 12/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجامعة العربية في عصر العجز العربي Empty رد: الجامعة العربية في عصر العجز العربي

مُساهمة من طرف تيمور الثلاثاء يناير 08, 2008 5:58 am

موضوعات هايلة وعظيمة ونافعة
تيمور
تيمور
عضوممتاز
عضوممتاز

عدد الرسائل : 71
تاريخ التسجيل : 18/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى