منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طريقان لا ثالت لهما

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

طريقان لا ثالت لهما Empty طريقان لا ثالت لهما

مُساهمة من طرف saied2007 الثلاثاء يناير 01, 2008 8:03 pm

أمام كل منا طريقان لا ثالث لهما. الأول طريق السعادة والنجاح وهو طريق العبودية لله تبارك وتعالى وامتثال أوامره والاستسلام لها وصبغ الحياة بها. والثاني طريق النكد والشقاء وهو طريق الاستكبار على أوامر الله ورؤية النفس والمعاصي القلبية التي لا تجدي معها الطاعات والقربات.
ذل العبودية لله تعالى والانكسار أمام أوامره ، تعني التسليم القلبي واعتراف الإنسان أنه عبد مملوك في قبضة الله. هذا العبد مهما أصابه من رشاش المعاصي والذنوب فإن هذا الذل لله يمحوها ويسرع به إلى التوبة والإنابة لله. هذا التسليم الكامل لله تعالى يضع صاحبه في حصن حصين من كيد الشيطان وغوايته.
البعض قد يتساءل عن قوله تعالى "إن كيد الشيطان كان ضعيفا" .. ويقول كيف يكون كيده ضعيفا ونحن نراه قد أغوى أكثر أهل الأرض ؟؟. والمعنى هنا أن كيده ضعيف أمام أهل العبودية الكاملة لله ، هؤلاء لا يستطيع أن يقربهم. ولذلك أقر الشيطان في قصة الخلق الأولى بهذا المعنى "قال رب بما أغويتني لأزينن لهم فى الأرض ولأغوينهم أجمعين ، إلا عبادك منهم المخلصين" . أقر بهذا ، ومع ذلك جاءته الإجابة حاسمة ونهائية من خالق الخلق ومالك الملك "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ، إلا من اتبعك من الغاوين".
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم الليل ، ناصبا قدميه مقبلا بقلبه الساعات الطوال ، حتى تشققت قدماه ، وتعجبت عائشة رضي الله عنها من طول مجاهدته وتساءلت "لم تفعل هذا يا رسول الله ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟" ، فقال عليه الصلاة والسلام "أفلا أكون عبدا شكورا ؟". العبودية لله وشكره أمران متلازمان لا ينفكان. إذا أردت أن تعرف من نفسك قدر عبوديتك لله تعالى انظر كم شكرك لله وامتنانك له وشعورك القوي الصادق الأكيد أن ما بك من نعمة فإنما هي حقيقة من الله تعالى.
إن البعض يشكر الله بكلمات روتينية لا تتعدى لسانه ، وقلبه غافل تائه عن هذا الشكر ، بل ربما استقر فيه أن النعم التي يتقلب فيها هي نتاج ذكائه وفهمه وتخطيطه ومهاراته. وأحد العلامات التي يمكنك التمييز بها بين الشكر الحقيقي والزائف ، أن تتبع هذه النعم وترى هل تستخدمها في طاعة الله ؟ أم في مبارزة الله بالمعاصي. هذه علامة لا تخطئ ، فتأمل.
عندما منَّ الله تعالى على المسلمين بفتح مكة المكرمة وأذن بنشر رحمته على البلد الأمين ، دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط عشرة آلاف من أصحابه فاتحا منتصرا. وبرغم ذلك النصر العظيم والفتح المبين ، فقد دخل مخبتا متواضعا منكسرا ، قد طأطأ رأسه حتى مست جبهته الشريفة ظهر دابته. دخلها وهو يثني على مولاه ويقول " لا إله إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده" ، وانظر ماذا قال ، لم يقل نصر رسوله أو نبيه ، بل قال نصر عبده. فكأنه في هذا الموقف العظيم يتباهى أنه عبد لله تعالى.
فالشكر الحقيقي علامة على العبودية. وثمة علامة أخرى مهمة هي دوام اللجوء إلى الله تعالى. عندما تنزل بالعبد أزمة أو ضائقة أو مشكلة ، فإنه أولا ينزلها بالله ، فيسارع باللجوء إليه والاستغاثة به والإلحاح عليه بالعون والفرج. هذا العبد لا يتيه قلبه في الأزمات ولا يسارع للمخلوق قبل الخالق ، لا يجزع ولا ينهار أمام الابتلاءات ولا يعجز لأن له ركنا شديدا يأوي إليه ويركن إلى رحمته ولطفه. هذه أيضا علامة لا تخطئ ، ولكنها صعبة. صعب على الإنسان أن يثبت قلبه في الأزمات ولا يجزع. يقول الله تعالى "إن الإنسان خلق هلوعا: إذا مسه الشر جزوعا , وإذا مسه الخير منوعا . إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ..." ، هذه هي ملامح الإنسان "الخام" ، إذا مسه الشر انتفض للذعته وأصابه الجزع وخاف واضطرب وظن أن هذا الشر سيلازمه ولن ينزاح عنه أبدا ، وتظل هذه الفكرة تسيطر عليه وتلح على عقله حتى يجزع ويبقى حبيس خوفه وأسير هلعه. وإذا جاءته نعمة ، بخل بها على غيره ولم يستسغ أن يعطي ما تعب فيه وأخذه "بعرق جبينه" وتظل الفكرة تسيطر على مشاعره حتى يصبح عبدا لهذه النعم ذاتها ، فهو هلوع في الحالتين ينتقل من غم لغم ومن خوف لخوف. إلا المصلين ، الذين هم على صلاتهم دائمون. والصلاة أبرز مظاهر العبودية لو كان فيها الخشوع والخضوع المطلوب. خشوع القلب وخضوع الجوارح.
العبودية لله تعالى طريق السعادة.
د. محمد هشام راغب
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

طريقان لا ثالت لهما Empty رد: طريقان لا ثالت لهما

مُساهمة من طرف ahmed الأربعاء يناير 02, 2008 4:20 pm

اشكرك وبارك الله فيك
ahmed
ahmed
عضو مبدع

عدد الرسائل : 405
تاريخ التسجيل : 07/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى