منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من يخاف الآخر.. الشعب أم الحكومة؟..د/محمد أبو الغار..المصري

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

من يخاف الآخر.. الشعب أم الحكومة؟..د/محمد أبو الغار..المصري Empty من يخاف الآخر.. الشعب أم الحكومة؟..د/محمد أبو الغار..المصري

مُساهمة من طرف saied2007 الثلاثاء يناير 01, 2008 2:25 am

تصورنا أنه غاب أو نام، وتخيلنا أنه لم يعد رقما في أي حسابات، فهو هذا الكائن المغلوب علي أمره المنسحق أمام السلطة وسطوة رأس المال، وهو «الفهلوي» الذي يرغب بالشطارة أن ينجح أو يتسلق دون عناء أو مجهود، تصورناه كل أو بعض ذلك، ولكننا فوجئنا به يعود ليس «ككائن» هذه المرة، إنما كمواطن له عقل ومشاعر وطموح، لدية حقوق وواجبات، ومحن وهموم، وصار من حقه أن يرفع رأسه، ويطالب ولو بالحد الأدني من هذه الحقوق.

عاد المواطن أخيراً وسمعنا صوته في احتجاجات اجتماعية غير مسبوقة، وفي إصرار علي استعادة بعض حقوقه حتي لو كان الثمن هو البقاء في الشارع لأسابيع، والتعرض لقمع أجهزة الأمن وعصاها الغليظة القاسية، وغطرسة المتبلدين في حكومتنا غير الرشيدة وإهانتهم المتكررة لهم، ولكل من قرر ألا يصبح كائنا بعد اليوم، إنما مواطناً عزيزاً كريماً.

إن المشهد المصري في الأعوام الأربعة الأخيرة، عرف تحولات جديدة، بدأتها حركة كفاية كصرخة احتجاج علي الأوضاع السياسية القائمة، فأعلنت «لا للتمديد لا للتوريث»، وقالت للناس إنه يمكن النزول إلي الشارع وقول كلمة حق في وجه سلطان جائر، لكنها أصرت علي الصراخ والاحتجاج بلغة النخب السياسية، وسقطت في براثن خطاب «حنجوري» لا يفهمه، بل لا يحبه المواطن، فتراجعت منذ عامين،

وباتت في النزع الأخير، لتفسح المجال أمام تجربة ثانية من الاحتجاج يقودها المواطنون بأنفسهم دون أي وسطاء، بعد أن باعهم منذ زمن رجال الأحزاب وابتعدت عنهم حركة كفاية، بادروا واجتهدوا، واخطأوا وأصابوا، ولكنهم أصبحوا دون أدني شك في بداية الطريق الصحيح الذي ربما يوصل البلاد إلي إصلاح سياسي واقتصادي حقيقي، وليس مجرد شعارات تخدع الناس كل يوم.

والحقيقة أن احتجاجات المواطنين منذ ٢٠٠٦ لم تكن مجرد صرخة ضد الحكومة فقط، إنما كانت صرخة احتجاج ضد الأحزاب الفاشلة، وحركات الاحتجاج الجديدة المتعثرة، والنقابات العمالية الصفراء، ورفاقهم في الصحف الصفراء التي استخسرت أن تتحدث عن هؤلاء المواطنين البسطاء ولو في أسطر قليله، وظلت مهمومة بتصريحات السادة المسؤولين ووعودهم الكاذبة.

إن احتجاجات المواطنين قد نجحت في المحلة، وفي كثير من المواقع العمالية، ورضخت الدولة مضطرة إلي أنينهم وصرخاتهم، وأعطتهم جزءاً من حقوقهم المسلوبة ولو علي مضض، وفتحت الباب أمام نمط جديد من الاحتجاجات الاجتماعية لم يكن معروفا من قبل في مصر، فقد شهد عام ٢٠٠٦ حوالي ٢٢٢ احتجاجاً عمالياً، شمل التظاهر والوقفة الاحتجاجية،

والإضراب عن العمل، وتضاعف هذا الرقم في ٢٠٠٧ ، وامتد ليشمل الموظفين، وليس فقط العمال والطلاب كما تعودنا، فقد قدم مواطنو الضرائب العقارية نموذجا منفرداً في المثابرة والإصرار يستحقون من خلاله أن يصبحوا مواطني العام عن جدارة، وأن يصبح كمال أبوعيطة مواطن ٢٠٠٧ الأول عن استحقاق.

لقد رضخت الحكومة في كثير من المرات بصورة كاملة لمطالب هؤلاء المواطنين، ولكن هل ستستطيع أن تلبي في ٢٠٠٨ مطالبهم المتوقع اتساعها؟.

الحقيقة أن الحكومة مضطرة إلي الرضوخ واستكمال سياسة «تلبيس الطواقي» لكي تحل مشكلة اليوم، وترحل الجَوْهري للغد، وبالتالي فإن الأسباب الحقيقية وراء تصاعد هذه الاحتجاجات ستستمر، لأنها لصيقة بوجود الحكم نفسه، فمواجهة هذه الاحتجاجات سلمياً وديمقراطياً،

يستلزم مراجعة سلم الأجور في مصر، واختيار قيادات علي قدر من الكفاءة والنزاهة لإدارة المؤسسات العامة، وكل هذا لن يتم إلا بإجراء إصلاح سياسي حقيقي، غير قادر النظام الحالي علي إتمام أي شيء منه.

ولذا فإن الاحتجاجات التي بدأت فئوية ومطلبية ستستمر، وستتصاعد، لأنه لا يوجد أي إمكانية لمواجهة أسبابها بشكل جذري وحقيقي، بل هي مرشحة في حال تملصت الحكومة من وعودها بحلها «بالتلصيم»،

أن تتحول إلي احتجاجات سياسية تنتقل من الحيز المطلبي الضيق إلي الحيز السياسي الأوسع، ولكنها ستختلف عن الاحتجاجات السياسية السابقة في أنها جاءت من مواطنين، وليس من «زعماء» بلا مواطنين، وهو الأمر الذي من شأنه بقدر من التفاؤل، أن يساهم في خلق نخب سياسية واجتماعية جديدة من قلب هؤلاء الناس، تغير ولو قليلا من الوجوه البليدة التي نراها في الحكم والمعارضة.

نعم لقد عاد المواطن في مصر محتجا، وواعياً أنه صاحب هذا البلد وليس ضيفا عليه، وكشف أن المجتمع ينقسم من رأسه إلي أخمص قدميه إلي مواطنين وكائنات، فهناك في قاع المجتمع وفي وسطه وقمته من اختار أو اضطر أن يبقي كائنا، منسحقاً ومطيعاً وفهلوياً، ويمثل امتداداً لكائن آخر يكذب ويفسد ويستغل ويقهر علي قمة هرم السلطة، وبين هؤلاء خرج المواطنون ليحتجوا من قلب المجتمع،

ووجدوا أيضا في «القمة» مواطنين مثلهم يحبونهم ويدعمونهم ويتعاطفون مع ما يفعلونه، ويعتبرونهم هم أبطال العام، ليصبح هناك في النخبة كما في المجتمع مواطنين وكائنات، وأن النصر حتما سيكون للمواطنين، فتحية لهم، وكل عام وكل مواطن مصري كريم بألف خير.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من يخاف الآخر.. الشعب أم الحكومة؟..د/محمد أبو الغار..المصري Empty رد: من يخاف الآخر.. الشعب أم الحكومة؟..د/محمد أبو الغار..المصري

مُساهمة من طرف صقر الإثنين يناير 07, 2008 12:37 am

اشكرك جزيل الشكر
صقر
صقر
عضو مبدع

عدد الرسائل : 113
تاريخ التسجيل : 18/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من يخاف الآخر.. الشعب أم الحكومة؟..د/محمد أبو الغار..المصري Empty رد: من يخاف الآخر.. الشعب أم الحكومة؟..د/محمد أبو الغار..المصري

مُساهمة من طرف تيمور الثلاثاء يناير 08, 2008 6:01 am

موضوعات هايلة وعظيمة ونافعة
تيمور
تيمور
عضوممتاز
عضوممتاز

عدد الرسائل : 71
تاريخ التسجيل : 18/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من يخاف الآخر.. الشعب أم الحكومة؟..د/محمد أبو الغار..المصري Empty رد: من يخاف الآخر.. الشعب أم الحكومة؟..د/محمد أبو الغار..المصري

مُساهمة من طرف ميار الأربعاء يناير 09, 2008 3:28 am

مشكور كتير على الموضوع
ميار
ميار
عضو مبدع

عدد الرسائل : 356
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى