منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ما بعد بنازير بوتو

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

ما بعد بنازير بوتو Empty ما بعد بنازير بوتو

مُساهمة من طرف saied2007 الثلاثاء يناير 01, 2008 2:15 am

ترك اغتيال بنازير بوتو السياسة الامريكية ازاء باكستان في وضع مهلهل. رغم ان حال هذه السياسة كان, قبل الاغتيال, مهلهلا ايضا.

فالقسط الاعظم من اوليات الموقف الامريكي من باكستان ارتكز على ثلاثة اوهام متداخلة: اولا, ان باكستان قابلة للتحول الى حليف طيع ومتعاون في الحرب ضد الارهاب والحرب في افغانستان في وقت تعارض فيه الاغلبية الساحقة من الباكستانيين ذلك وتراه مخالفا لمصالح باكستان الخاصة, ثانيا, ان عودة الديمقراطية الى باكستان, مجسدة في شخص السيدة بوتو, سوف تساعد في تحويل باكستان الى ذلك الحليف المطلوب. ثالثا, ان المجتمع الباكستاني في وضعه الراهن قادر على تخليق الديمقراطية على الطراز الغربي ودعمها وبناء على ذلك فقد افترضت الاستراتيجية الامريكية الشاملة ان من المنطقي اخضاع باكستان لمتطلبات الحرب في افغانستان وليس العكس.



ومما يفاقم الالتباس الحاصل في هذا الاستنتاج ان احدا لم يعد واثقا تماما من طبيعة الاستراتيجية الامريكية في افغانستان. فهل تريد الولايات المتحدة مواصلة المعركة العسكرية الصارمة ضد كل طالبان? ام ان الادارة الامريكية باتت, تحت الحاح البريطانيين وسواهم, تنوي تكرار السياسة الامريكية التي اتبعت مؤخرا في المناطق السنية من العراق في محاولة لخلق تحالفات جديدة مع قادة طالبان المحليين ولو على حساب حكومة كرازي اذا اقتضى الامر? اذا كان الاختبار قد وقع على الاستراتيجية الاولى فان الولايات المتحدة وباكستان سائرتان الى تصادم لا مناص منه اما في حال اختيار الاستراتيجية الثانية فان الولايات المتحدة ستقترب من اتباع مسار قريب من المسار الذي سارت عليه الحكومة الباكستانية في المناطق القبلية الواقعة على الحدود الافغانية والذي لم يحقق لحد الان سوى نجاحات محدودة.



وعلى ضوء هذا الالتباس والموقف غير المحسوم داخل باكستان نفسها, فان افضل سياسة يمكن ان تتبعها الولايات المتحدة في الوقت الراهن هي ان لا تفعل شيئا. اذ ينبغي لواشنطن ان تنتظر لترى كيف ستتطور الامور على الارض, والى اي مدى سيتفاقم العنف, وما اذا كان هناك من زعيم بديل يبرز من حزب الشعب ليحل محل بوتو.



وليس هناك اي معنى في ان تواصل الولايات المتحدة المطالبة باجراء الانتخابات الشهر القادم تحت الظروف الراهنة. اذ ان مثل هذه الانتخابات ستزيد الوضع سوءا وسيرافقها المزيد من العنف.



لقد كان اغتيال بنازير بوتو مأساة ذات تداعيات خطيرة على مستقبل وحدة باكستان واستقرارها. لكنه قد يساعد المخططين الامريكيين على استجلاء الصورة المرسومة في اذهانهم عندها, وعلى اساس من جلاء الصورة, قد يصبح ممكنا صياغة استراتيجية امريكية ازاء باكستان تستجيب لواقع الحال هناك وتخدم في الوقت نفسه المصالح الحيوية الامريكية.



ونحن لا نقول ذلك انطلاقا من عناوين الصحف التي وصفت موت السيدة بوتو بانه "موت الديمقراطية" فقد كانت للراحلة مزايا عديدة منها شجاعتها الفائقة وعزمها الحديدي, لكنها لم تكن تفوق نظراءها في الفلبين او بنغلادش في مجال الديمقراطية الحديثة وامتلاك اجندة اصلاحية متماسكة.



لقد كانت ارستقراطية شعبوية بكل ما يحمله هذا الاصطلاح من كياسة ازاء الضغوط, وطغيان للمظهر على الجوهر, اما حزبها: حزب الشعب الباكستاني, فقد ظل طويلا حزب سلالة حاكمة اكثر من كونه حزبا جماهيريا معاصرا ذا برنامج عمومي حقيقي. ولهذا السبب لا ينتظر للحزب ان يعيش طويلا بعد موت آخر ممثله لسلالة آل بوتو.



ان تداعي حزب الشعب سوف يعود, على المدى البعيد, بالفائدة على كل من الجيش الباكستاني والاسلاميين. اذ سيستفيد الجيش من امكانية ضم اعضاء من الحزب الى الحكومة من خلال الاغراء بالمناصب او الرعاية وهو الامر الذي اجاد مشرف اداءه خلال السنوات الماضية. ولسوف يساعد ذلك الجيش في تشكيل حكومات ائتلافية يديرها من وراء الستار.



اما الاسلاميون فسوف يستفيدون من تداعي حزب الشعب وانهياره الكلي من خلال بقائهم كقوة سياسية وحيدة تدعو الى اصلاح النظام الباكستاني الحاكم المبتلى بالفساد والظلم وغياب الكفاءة وقد ثبت فراغ الوعود التي قدمها حزب الشعب بالاصلاح من خلال ولايتي السيدة بوتو اللتين اتسمتا بالفساد والاخفاق الامر الذي ادى في النهاية الى تدهور مكانة الحزب في استطلاعات الرأي العام.



في الوقت نفسه, لم ينس فقراء باكستان بعد القسم الذي قطعه والد السيدة بنازير ذو الفقار علي بوتو على نفسه بان يوفر لهم "المأكل والملبس والمأوى" حيث لا يوجد الان سياسي باكستاني قادر على الوعد بشيء مشابه خصوصا نواز شريف الذي يستند في قاعدته وتأييده الى صناعيي البنجاب. وهكذا لن يجد من يرغب حقا في تحقيق التغيير الراديكالي"وليس التغيير التدريجي الذي يأتي به النمو الاقتصادي" جهة اخرى يتوجه اليها سوى الاسلاميين.



هذا بقدر تعلق الامر بالمستقبل. اما بالنسبة للاسابيع او الشهور القادمة فان السؤالين المتلازمين سيظلان عن مدى العنف واللااستقرار اللذين سيحلان بباكستان وما اذا كانت ستكون هناك اية مرحلة انتقالية نحو حكومة مدنية ما دام مشرف في منصب الرئاسة. وسوف لن يتوفر الجواب لهذين السؤالين في المستقبل القريب.



من جانب اخر, امتنع زعماء حزب الشعب لحد الان عن الدعوة الى هجمات واسعة ضد الجيش او الدولة. وكل ما وقع من هجمات من قبل مؤيدي الحزب لم يتعد حدود التصرف التلقائي. ومن اجل هذا يكون من المهم جدا تأجيل الانتخابات المقررة في الشهر المقبل لان اخر ما تحتاجه كراتشي الان هو حملة انتخابية تستثير المشاعر ويتنافس خلالها المرشحون في تأجيج نيران النقمة.



الا انه ليس من المستبعد ان يظهر من بين الذين يتنافسون على خلافة بوتو في رئاسة حزب الشعب من يريد ان يبقي على جسوره مع الجيش وان لا يقضي بذلك على احتمال تأييد واشنطن له كرئيس للوزراء متحالف مع مشرف او من سيحل محله.



فلو قدر للعنف ان يتسع, فان كبار الجنرالات سوف يشكلون, عاجلا ام آجلا, وفدا يتقدم من مشرف بكل ادب واحترام ويطالبه بالتنحي عن مقعد الرئاسة تماما كما حدث مع الجنرال ايوب خان قبل سنوات. عندها سيقوم الجيش بادارة "الانتقال نحو الديمقراطية" بعد ان يكون رجاله قد اتفقوا فيما بينهم على من ستنتقل اليه الحكومة. ومع كل العداء الذي يكنه مشرف لنواز شريف, سيكون شريف مرشحا لان يقع عليه الاختيار. لكن ذلك لا يستبعد ان يكون القادم الجديد زعيما من زعماء حزب الشعب.



وبغض النظر عما سيقع, فان الجيش سيظل الطرف الاقوى في الدولة الباكستانية, والمفتاح الاهم الى مستقبل باكستان. وما دام الجيش محافظا على وحدته, فانه سيتصدى بنجاح لكل من الثورة الاسلامية او الانفصال العرقي ولن تتعرض باكستان لخطر التفكك الا في حالة انقسام الجيش على نفسه.



ومرة اخرى, يكون الاختيار الافضل لواشنطن في الوقت الحالي هو ان لا تفعل شيئا ما دام اي شيء يمكن ان تفعله على المدى القريب لن يكون مفيدا. اما على المدى البعيد فان الولايات المتحدة تحتاج الى وضع استراتيجية تستند الى فهم عميق للحدود التي تحكم دعم اية حكومة باكستانية لها في افغانستان اخذة بنظر الاعتبار مشاعر الشعب الباكستاني والكثير من العسكريين, وما كان لحكم السيدة بوتو, لو تحقق, ان يقدم الحل السحري لهذه المعضلة, كما ستعجز عن حلها اية "عودة للديمقراطية" في المستقبل.



ان التمادي في دفع اية حكومة باكستانية على هذه الطريق لن يؤدي الا الى تعزيز فرص انتشار اللااستقرار الاسلامي في صفوف الجيش الباكستاني. اما بالنسبة للتدخل المباشر في افغانستان الذي يدعو له البعض فانه يجب ان يرفض رفضا تاما. لانه السيناريو الوحيد القادر على اثارة التمرد الاسلامي في الجيش والتسبب في انهيار دولة باكستان.



واخيرا, فان واشنطن تحتاج الى التفكير باستراتيجية جديدة في افغانستان تقوم على التقرب من اطراف في طالبان ولا تستثني الاطاحة بالرئيس حامد كرزاي لصالح حكومة وحدة وطنية تضم عناصر من طالبان. عندها ستكف باكستان عن الظهور بمظهر عدو الولايات المتحدة. وستتحول الى وسيط مفيد جدا بين الولايات المتحدة. وطالبان. ويظل هناك امر ينبغي تجنبه في جميع الاحوال وهو تبني هذه الاستراتيجية الجديدة مع مواصلة معاملة باكستان بصفتها كبش الفداء الذي يضحى به نتيجة لاخفاقات الغرب في افغانستان لان واشنطن سوف تحتاج الى كل ما تستطيع حشده من دعم اقليمي من اجل تحقيق تقدم في افغانستان يضاهي التقدم الذي حققته مؤخرا في العراق.
المصدر: المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما بعد بنازير بوتو Empty رد: ما بعد بنازير بوتو

مُساهمة من طرف صقر الإثنين يناير 07, 2008 1:16 am

اشكرك جزيل الشكر
صقر
صقر
عضو مبدع

عدد الرسائل : 113
تاريخ التسجيل : 18/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما بعد بنازير بوتو Empty رد: ما بعد بنازير بوتو

مُساهمة من طرف ساجد الإثنين يناير 07, 2008 4:24 am

اشكرك على الموضوع
ساجد
ساجد
عضوممتاز
عضوممتاز

عدد الرسائل : 60
تاريخ التسجيل : 12/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما بعد بنازير بوتو Empty رد: ما بعد بنازير بوتو

مُساهمة من طرف تيمور الثلاثاء يناير 08, 2008 6:06 am

موضوعات هايلة وعظيمة ونافعة
تيمور
تيمور
عضوممتاز
عضوممتاز

عدد الرسائل : 71
تاريخ التسجيل : 18/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما بعد بنازير بوتو Empty رد: ما بعد بنازير بوتو

مُساهمة من طرف ميار الأربعاء يناير 09, 2008 3:55 am

مشكور كتير على الموضوع
ميار
ميار
عضو مبدع

عدد الرسائل : 356
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى