من مهرجان مراكش السينمائي الدولي السابع،

أهم ما ميز اليوم الثالث من مهرجان مراكش السينمائي الدولي السابع، الفيلم المغربي المثير للجدل سميرة في الضيعة وهو من توقيع لطيف لحلو وفيلم الممثلاث للفرنسية من أصل إيطالي فاليريا بروني طيديشي، وهما العملان المشاركان في المسابقة الرسمية للمهرجان، بالاضافة الي الفيلم الصيني الحصادة الحمراء للمخرج كاي شانغجون.

وقد شكل اشتغال المخرج المغربي لطيف لحلو في فيلمه سميرة في الضيعة ، علي تيمة تدخل في خانة الطابوهات والمسكوت عنه في المجتمعات الأبيسية، مغامرة سينمائية مغربية بامتياز، وهو ما استقطب جمهوراً واسعاً من المغاربة والأجانب حج بكثافة لمتابعة هذا العمل السينمائي المغربي.

وتدور أحداث هذا الفيلم حول بحث البطلة سميرة عن زوج، باعتباره الهدف الرئيسي في حياتها، الي أن يعثر والدها علي عريس يعمل في المجال الفلاحي، فقد زوجته وليس له أبناء، لكن سرعان ما تكتشف سميرة أن زوجها عاجز جنسياً، وأقدم علي الارتباط بسميرة ليتبع الأعراف ويحافظ علي التقاليد السائدة في المجتمع، فضلا عن استغلالها كممرضة تساعد ابن اخيه فاروق علي العناية بوالده .

وأمام هذا المأزق ستحاول سميرة الدخول في علاقة محرمة، عبر تعويض الفراغ العاطفي والحرمان الجنسي بإقامة علاقة غير شرعية مع فاروق الذي أزعجه تحرشها في البداية، قبل أن ينطلقا في قصة حب عنيفة .

لكن عندما يكتشف الزوج طبيعة العلاقة بين زوجته وفاروق يعمد الي طرد هذا الأخير من البيت علي الرغم من استعطاف سميرة، التي ستجد نفسها مرة أخري في براثن الوحدة والعزلة، منقسمة بين رغباتها العاطفية وتجاهل زوجها.

وحسب المهتمين بالميدان السينمائي فقد استطاع المغربي لطيف لحلو، من خلال هذا العمل، الذي لعب دور البطولة فيه كل من محمد خيي في دور الزوج، وسناء موزيان في دور الزوجة سميرة، والتي كانت بدايتها من خلال الفيلم المصري باحثات عن الحرية لإيناس الدغيدي، ويوسف بريطل فاروق ، أن يرصد طيلة ساعة و85 دقيقة احدي الظواهر المجتمعية المسكوت عنها والتي غالبا ما تطرح مشاكل نفسية بفعل عدم البوح بها.

واعتبر لطيف لحلو، خلال مؤتمر صحفي أعقب عرض العمل أن سميرة في الضيعة يشكل مقاربة رمزية سعي من خلالها أن يوصل فكرة الموضوع للمشاهدين بالارتكاز علي لغة فنية تعتمد علي الدقة في تشخيص الأدوار والمراهنة علي تقنية النهاية المفتوحة ، خاصة وانه لم يوجه في نهاية الفيلم أية رسالة من شأنها أن تقدم حلولا مناسبة للإشكالية التي يطرحها الفيلم، مؤكدا أن السينما المغربية لديها من النضج ما يفكي لمعالجة مواضيع من هذا القبيل التي تعد من الطابوهات.

وحول مشاركة الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قال لطيف لحلو انه قدم الي المدينة الحمراء من أجل التواصل مع جمهوره وليس من أجل التتويج.

الجدير بالذكر ان سميرة في الضيعة كان قد حصد ثلاث جوائز في المهرجان التاسع للفيلم المغربي بطنجة، منها الجائزة الخاصة للجنة التحكيم، وجائزتان عن أحسن أول وثاني دور رجالي، اللتان كانتا علي التوالي من نصيب الممثلين محمد خويي الذي تقمص دور البطولة والممثل المبتديء يوسف بريطل. كما فاز هذا الفيلم مؤخرا بجائزة أحسن سيناريو والجائزة الدولية للنقاد في مهرجان أفلام العالم بمونريال في كندا.

علي صعيد آخر تم عرض فيلم ممثلات لمخرجته الفرنسية من أصل إيطالي فاليريا بروني طيديشي، المشارك في المسابقة الرسمية للدورة السابعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

ويتناول هذا العمل الذي تؤدي دور البطولة فيه المخرجة نفسها، قصة مارسولين ، التي بلغت عقدها الرابع ومازالت تعيش وحيدة دون زوج ولا أبناء، والتي بدأت تتساءل عن مسارها في الحياة، وهو ما دفع النقاد الي اعتباره شريطا اتوبيوغرافيا .

أما والدتها، وهو الدور الذي أدته ماريزا بوران وهي أيضا والدتها الحقيقية، فتجد نفسها الي جانب شهر في البلدة للكاتب الروسي إيفان تورجينيف، حيث تجد صعوبة في حفظ ذلك الدور لتتحول أحلامها الي ما يشبه الكابوس، خاصة وأنها كانت تطرح السؤال تلو الآخر حول الوجود الذي تنظر اليه المخرجة نظرة بقسوة ولكن بسخرية في الوقت نفسه.

ويعد ممثلات الثاني من نوعه لفاليريا بروني طيديشي، بعد عملها الأول الأمر أسهل بالنسبة لجمل العام 2003، الذي حصل علي جائزة لويس دولوك، التي تمنح كل سنة للأفلام الفرنسية التي يتم إخراجها في السنة نفسها.

كما سبق لفاليريا بروني طيديشيي وهي من مواليد سنة 1964 بطورينو الايطالية التي مثلت في حوالي ثلاثين عملاً سينمائياً وخاصة شريط ميونيخ تحت ادارة ستيفن سبيلبرغ، أن فازت سنة 1993 بجائزة سيزار لأفضل نجم صاعد عن دورها في أحد أفلام لورانس فيريرا باربوسا،

اشكرك على الموضوع وبارك الله فيك مع التمنيات بالتوفيق والسداد
موضوع هام نحتاج اليه

موضوع جميل اشكرك عليه

اشكرك جزيل الشكر

اشكرك على الموضوع والمشاركة الفعالة