محمود اباظة وشارع الحب----د.أحمد عبدالدايم‏

استعين بمقطع من فيلم شارع الحب حينما دخل الفنان حسين رياض ليقدم عبدالحليم حافظ كنجم جديد على الاوبرا فتهامس عاملين من عمالها " مش دا الاستاذ مختار صالح اللى اختفى من زمان ... ايه اللى جابوا تانى... دا كان اللى قتل مراته وهرب والحكومة بتدور عليه... صحيح الفنانين مجانين ".
اقول هذا الكلام بمناسبة عودة محمود اباظة رئيس حزب الوفد السابق ليطل علينا من جديد عبر شاشة لميس الحديدى بلدياته، فى السى بى سى. الا تتذكرون مشهد هذا الرجل بجوار مبارك فى استقبال فريق الكرة العائد من انجولا باعتباره السياسى الوحيد، الذى دعى لحضور هذا الحفل المقام للاعبين فى المطار. الم يكن اخاه محمود اباظة بطل ضياع الاراضى ونهبها فى الحكومة كوزير للزراعة؟ ألم يكن هو يمثل دور المعارضة الشكلية الهشة التى تحسن صورة النظام؟
عودته بعد اختفاءه طيلة فترة الثورة تشى بان المنظومة بكاملها ستعود وان الموجودين فى الحكم لا يستطيعون ادارة البلاد الا بمشورة هؤلاء؟ عودة الاستاذ صالح ليقدم نجم جديد على مسرح الاوبرا، يعنى أننا نعيد نهاية الفيلم بكاملها ونسقطها على الساحة السياسية المصرية ، وأنها مقدمة لاسقاط الاحكام بالتقادم. وانه لا توجد احكام ولا ثورة ولا يحزنون. وأن هذا الرجل سيشعل الحرائق أكثر مما سيعمل على اطفائها.