منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مقولة النسخ في القرآن أكبر الكوارث التي انزلق إليها الأسلاف(

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

مقولة النسخ في القرآن أكبر الكوارث التي انزلق إليها الأسلاف( Empty مقولة النسخ في القرآن أكبر الكوارث التي انزلق إليها الأسلاف(

مُساهمة من طرف saied2007 الأحد ديسمبر 30, 2007 5:45 am

النسخ في القرآن

ما حقيقة القصة التي جاءت علي لسان بعض العلماء من مفسرين ورواة حديث أن ثمة آيات وربما سوراً قد سقطت أو رفعت أن القرآن وقع فيه تحريف وهناك رواية منقولة عن عائشة رضي الله عنها تقول ان شاة أكلت بغض آيات القرآن كانت تحت سريرها؟

- ان الذي فتح الباب أمام هذه الروايات المشككة، مقولة النسخ في القرآن لقد كانت هذه المقولة من أكبر الكوارث الفكرية التي انزلق اليها الاسلاف وانطلت عليهم فأجازوها جميعاً حتي قالوا انه الاجماع كما يقول الاستاذ جمال البنا في كتابه المتميز تفنيد دعوي النسخ في القرآن الكريم .

وقد بلغت بهم الجرأة علي كتاب الله أنهم ادعوا أن النسخ من خصائص هذه الأمة وأسرف بعضهم فقدر الآيات المنسوخة ب 565 آية، وبالغ بعضهم فقال ان السور التي لم يدخلها النسخ لا تزيد علي 43 سورة.

دعوي النسخ، دعوي كبيرة وعريضة ولع بها القدماء واستشرت بين المفسرين والمحدثين والفقهاء حتي لا تكاد تجد عالماً إلا وله كتاب في الناسخ والمنسوخ واعتبروه علما وصنفوه من ضمن شروط المجتهد ومن لا يعرف الناسخ والمنسوخ لا يعد فقيها!!.

حشد الإمام السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن كماً هائلاً من الروايات المنسوبة الي كبار الصحابة، مضامينها أن هناك آيات وسوراً حذفت أو سقطت أو نسخت، منها أن عائشة قالت: كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي 200 آية، فلما كتب عثمان المصحف، لم نقدر منها إلا ماهو الآن!.

وقول عمر : لا يقولن أحدكم أخذت القرآن كله، وما يدريه ما كله! قد ذهب منه قرآن كثير. وهناك رواية أن سورة الاحزاب كانت لتعدل سورة البقرة وعن حذيفة : ما تقرؤون رُبعها، يعني سورة براءة وتزعم بعض المصادر أن سورتي الحفد و الخُلع كانتا في مصحف بعض الصحابة وعن عمر انه سأل عبدالرحمن بن عوف : ألم تجد فيما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة قال: سقطت فيما أسقط من القرآن. وعن ابن عمر أن رجلين قرآ سورة عند الرسول فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها علي حرف فجاءا الي الرسول فقال: إنها مما نسخ.

ومن مبالغاتهم العجيبة أنهم قسموا النسخ الي 3 أقسام:

ما نسخ تلاوته وحكمه معا، ومثلوا له بقول عائشة كان فيما أنزل عشر رضعات يُحرمن، نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله وهن مما يقرأ من القرآن .

ما نسخ تلاوته دون حكمه، وشاهده المشهور آية الرجم الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتّة نكالا من الله وهذا ليس من جنس القرآن في شيء.

ما نسخ حكمه دون تلاوته. وهو جل ما ينصرف اليه معني النسخ عندهم، أوصله بعضهم الي 565 آية وخفضها آخرون الي 66 آية.

ومن المهم الاشارة الي أن معظم العلماء المعاصرين المدققين في قضية النسخ، أبلوا في تفنيد دعوي النسخ وقلصوا الآيات المدعي نسخها الي عشرين آية ثم جاء آخرون وقلصوها الي آية أو آيتين يحتملان التأويل - أيضا - وفي هذا المجال يجب الاشادة بجهد الدكتور الجابري في تفنيده دعوي النسخ بأدلة وبراهين قاطعة ولكن يجب أن نتذكر أن الجابري مسبوق بعلماء أجلاء تصدوا لقضية النسخ منذ بدايات القرن الماضي ولعل أبرز هؤلاء جمال البنا في كتابه الذي صدر عام 1982 بعنوان الأصلان العظيمان: الكتاب والسنة، رؤية جديدة ومنهم د. صبحي الصالح في كتابه مباحث في علوم القرآن الذي قال: الولوع باكتشاف النسخ في آيات الكتاب أوقع القوم في أخطاء منهجية كان خليقاً بهم أن يتجنبوها لئلا يحملها الجاهلون حملاً علي كتاب الله .

ويقول من المبالغات أنهم قطعوا أوصال الآية الواحدة فزعموا أن أولها منسوخ وآخرها ناسخ .

إن بعض المفسرين ظنوا أن أليس الله بأحكم الحاكمين مما نسخ بآية السيف مع أن هذا الكلام لا يقبل النسخ ولا التخصيص فإن الله أحكم الحاكمين أبداً .

وقد أحسن الدكتور الصالح حين وصف عمل هؤلاء الذين تجرأوا علي كتاب الله بالقول بالنسخ من غير دليل يقيني متواتر بأنهم أساءوا الأدب مع الله .

يجب أن يكون واضحا ومؤكدا لكل قاريء مسلم أن القرآن الذي بين أيدينا يقيني ومتواتر، ما سقط منه حرف، وما تغيرت فيه كلمة، وما نسخت منه آية، وكل الروايات والأقوال والنقول الموجودة في الكتب التراثية التي تتحدث عن سقوط آية أو كلمة أو نسخها، نحن غير ملزومين بها، وغير مطالبين بتصديقها بسبب بديهي وبسيط جدا.. ان القرآن نقل إلينا بالتواتر اليقيني فأي قول بالسقوط أو النسخ يجب أن يكون يقينياً متواتراً حتي نأخذ به، فلا يقبل خبر الآحاد ولو كان صحيح السند الي الصحابي لثلاثة أسباب:

لا يقبل خبر الآحاد في القرآن لأن القرآن عقيدة والعقيدة لا تثبت بالآحاد لأن الآحاد ظني والعقيدة لا تثبت بالظن.

إن قول الصحابي هذا ناسخ وهذا منسوخ أو أن سورة الأحزاب كانت تقرأ في زمن النبي 200 آية فلما كتب عثمان المصحف سقط منها بعضها . هذا القول لا نقبله، لاحتمال أن يكون ذلك اجتهاداً منه وقد يكون مخطئا في اجتهاده أو أن ذلك محمول علي الكتابة التفسيرية التي كتبها الصحابي في مصحفه الخاص به مثلة، مثل اجتهاد الصحابة في ترتيب مصاحفهم الخاصة باختيار شخص لا يلزمون به أحداً، ولو كان الصحابي يعتقد حقا ان ما سقط قرآنا وأوسعه أن يسكت حين استنسخت اللجنة الرباعية المصحف الإمام في عهد عثمان ولتمسك بموقفه ودافع عنه.

إن القرآن الكريم يقول في أكثر من آية إنه لا تبديل لكلمات الله لا مبدل لكلماته لاتبديل لكلمات الله ويقول: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فكيف تتأتي هذه النقول المهزوزة مع الحفظ؟!

ان القول بالنسخ هو الذي جرأ البعض ليقول أن آية السيف نسخت 124 آية، وهي الآيات التي تتعلق بالسلام والتسامح وحرية العقيدة والمودة مع المخالفين في الدين والدعوة بالحكمة والحسني والحوار البناء وفتح الباب للقول بحرب الابتداء أو الهجوم المسمي جهاد الطلب والذي علي أساسه قسم الفقهاء الدنيا الي دار إسلام ودار حرب وانتقل الي ثقافة وأدبيات القاعدة وزعيمها في القول بالفسطاطين، وكل ذلك لغو لا قيمة علمية أو معرفية له، إذ لا يوجد أدني تناقض بين آيات القتال التي سموها آية السيف وآيات السلام، فآيات القتال لمن يقاتلنا ويعتدي علينا وآيات السلام لمن يسالمنا ويصالحنا والقرآن لم ينزل ليضرب بعضه بعضاً ولا يأتيه الباطل أبداً ولكن القرآن يراعي ظروف المجتمعات وتحولاتها ولكل حالة ما يناسبها من الأحكام بحسب قدرة المجتمعات وامكاناتها وتطورها وعلي ذلك فآيات الصفح والسماح والعفو لا تتعارض مع آيات القتال كما تصوره عشاق النسخ المولعون به.

وقد يقال ان كبار العلماء القدامي أقروا النسخ ونقول ان ذلك تأثر بهيمنة الاسناد وروح العصر وقد يقال ان القرآن بنفسه صرح بإمكانية النسخ في آياته في الآية ما ننسخ من آية أو نُنسها نأت بخير منها أو مثلها وهل بعد تعبير القرآن تعبير؟! وفات هؤلاء أن القرآن الكريم لا يستخدم كلمة آية بمعني النص القرآني ولكن بمعني الحُجة، والدلالة، والبرهان، والمعجزة التي تثبت النبوات، واذا أراد القرآن الاشارة الي النصوص يستخدم كلمة آيات ولو راجعت المعجم المفهرس لألفاظ القرآن وجدت أن كلمة آية وردت في 82 موضعاً، ولا توجد آية بمعني نص أو جملة قرآنية والمقصود بالآية - هنا - ما ننسخ من آية.... المعجزة أي معجزة الاسلام القرآن التي نسخت المعجزات السابقة.

ان عقيدتنا الثابتة وعقيدة كل المسلمين - سنة وشيعة - أنه لا سقط ولا حذف ولا نسيان ولا سهو في توثيق القرآن، ولا يضر القرآن شيء أن أكلت شاة وريقات أو أكثر، فيها آيات، لأن القرآن - من قبل ذلك ومن بعد - محفوظ وموثق في صدور آلاف الصحابة يتلونه آناء الليل وأطراف النهار ويسمعونه من الرسول خمس مرات في اليوم وكان الشخص يمر ببيوت الصحابة في غسق الدجي يسمح فيه دوياً كدوي النحل بالقرآن، فالكتابة ليست الأساس في حفظ القرآن لأن الاعتماد علي الذاكرة والحفظ وكان العرب مشهورين بقوة الحفظ والذاكرة وكان النبي سيد الحفاظ وأولهم والله سبحانه وتعالي تكفل بحفظ كتابه وجمعه في صدر الرسول حين قال له: لا تحرّك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه ولزيادة الطمأنينة والتأكيد والتثبيت كان النبي يقرأ القرآن علي جبريل - مرة - كل عام، وفي العام الأخير - مرتين - وكان عدد الحفاظ من الصحابة كبيراً، ويكفي أن تعلم أنه قتل منهم يومي بئرمعونة و اليمامة 140 صحابياً لتعلم كثرتهم.

ويؤكد ابن الجزري ان الاعتماد في نقل القرآن علي حفظ القلوب والصدور لا علي خط المصاحف والكتب . ولكن اضافة الي الحفظ أمر الرسول بكتابة القرآن فور نزوله - أولا بأول - وكانوا يكتبون في العُسُب و الرقاع و الأكتاف و اللخاف ونهاهم عن كتابة أي شيء غير القرآن حتي تتوفر جهودهم وهممهم علي القرآن وحده كما يقول د. عدنان زرزور . وكان عدد كتاب الوحي 43 كاتباً، وكان الرسول يُملي القرآن عليهم ويوقفهم علي ترتيب الآيات ومكان كل آية من سورتها وأختها. وأخيراً يهمنا أن نذكر ما أكده د. محمد عبدالله دراز في كتابه الفذّ مدخل الي القرآن الكريم إن هذا المصحف هو الوحيد المتداول في العالم الاسلامي - بما فيه فرق الشيعة - منذ ثلاثة عشر قرناً من الزمان ويضيف ما أكده المستشرق لوبلوا في قوله القرآن هو اليوم الكتاب الرباني الوحيد الذي ليس فيه أي تغيير يذكر . وقول موير لا يوجد إلا قرآن واحد لجميع الفرق الإسلامية المتنازعة، وهذا أكبر حجة ودليل علي صحة النص المنزل الموجود معنا .


أمية الرسول

كيف نفهم كمسلمين قضية أمية سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هل كان النبي أميا بمعني أنه لا يقرأ ولا يكتب أو بمعني آخر خاصة أن الجابري ينفي عن الرسول هذه الصفة؟

- يؤكد القرآن أمية الرسول صلي الله عليه وسلم حيث يقول وما كنت تتلو من كتاب ولا تخطه بيمينك، إذاً لارتاب المبطلون وكفي بالنص القرآني حجة قاطعة.

وتؤكد السيرة النبوية أمية الرسول صلي الله عليه وسلم اذ لم تذكر السيرة التي اهتمت بكل صغيرة وكبيرة في حياة الرسول، ان الرسول كتب أو قرأ أو تعلم في مكان ما في مكة أو غيرها أو درس علي يد معلم كما لا يذكر التاريخ وجود مدرسة للقراءة والكتابة في مكة ولو وجدت لزاحمه عليها الاغنياء والوجهاء من أهل مكة ولو وجد تعليم خاص لعزّ ذلك علي محمد ليُتمه وفقره كما يقول د. محمد أبو ليلة .

ويؤكد التاريخ أمية محمد فلو كان كاتبا أو قارئا لذكر ذلك معاصروه ولصار محمد متميزاً معروفاً لندرة المتعلمين والقارئين بين قومه.

ولو كان محمد يكتب ويقرأ لما خفي علي المشركين ولواجهوه وقالوا له إن القرآن من تأليفك ولما قالوا إنما يعلمه بشر .

وحقيقة لم أجد حجة قوية للجابري وغيره في نفي أمية الرسول إلا ما يذكره أن الرسول محا كلمة رسول الله في اتفاقية صلح الحديبية عندما رفض علّي ذلك، وهذا ليس بشيء لأن الرواية تقول ان الرسول قال لعلي: أرني مكانها، فأراه فمحاها وكتب ابن عبدالله فلو كان يعرف القراءة لما قال لعلي أرني مكانها وأما كونه عليه الصلاة والسلام كتب اسم أبيه فلا يلزم من كون الإنسان - أمياً - ألا يعرف كتابة اسمه واسم أبيه بالتعود والمران.

ويستشكل الجابري بقوله كيف يكون الرسول جاهلاً بالكتابة والحساب وهو يقوم بمقام التجارة لخديجة؟ وذلك أيضا ليس بلازم فكم من تاجر أمي وهو ناجح في تجارته.

ويستدل الجابري أن الرسول في مرض وفاته قال: إئتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي ولا يلزم من القول أن يكتبه بنفسه لاحتمال أن يمليه كعادته صلي الله عليه وسلم في كتابه الوحي. ولو كان الرسول يعرف القراءة والكتابة لما احتاج الي هذا العدد الكبير من كتاب الوحي ولذكر التاريخ ولو مرة واحدة أن الرسول قد كتب شيئا من الوحي. ويقول الجابري: ليس من شروط النبوة عدم المعرفة بالكتابة والقراءة!! ومن قال ان ذلك من شروط النبوة؟! إنما ذلك ليست هي القضية.


نزع القداسة عن القرآن

هل تري في محاولة نقد القرآن الكريم أو البحث في سوره وآياته ومحاولة فهم ظروف نزول السور والآيات الكريمة وربطها بالأحداث التي وقعت وإثارة الاسئلة نزعاً للقداسة عن الكتاب الكريم لا يجوز لأحد أن يقترفها في المقابل كيف تعلق علي ما يقوله الجابري من انتشار سهولة تفسير القرآن الكريم لدي العلماء وحتي لدي العامة فبسهولة يجري الاستناد الي النص القرآني وتفسير النصوص بحيث يتم تكفير الناس استناداً لهذا التفسير؟

- نقد النص المقدس غير مطروح ولا ينبغي لمسلم، لكن نقد الفهم والاجتهاد والتفسير مطلوب دائما لأن النص القرآني مفتوح لكل زمن ولكل مجتمع، والمفسرون القدامي إنما فهموا النص في ظل معطيات زمنهم ومجتمعهم وروح عصرهم وهذا سر اختلافهم وتعدد تفاسيرهم وتجديد الاسلام إنما يعني تجدد فهم النص تحرراً من تفاسير معوقة للنهوض أقامت حواجز وسدودا بيننا وبين الآخر وعطّلت تفاعلنا مع العصر وعزّت روح الممانعة في مجتمعاتنا بدلا من التفاعل النقدي الخلاق مع التراث ومع الآخر وجعلتنا نبحث عن حلول لمشكلات العصر في حلول القدامي لمشاكل عصرهم.

إن الدراسات الحديثة المعتمدة علي مناهج معرفية معاصرة تخدم النص القرآني وتضمن تفاعله وواقع مجتمعاتنا بأكثر مما فعله القدماء الذين حشوا التفاسير بكم هائل من الاسرائيليات والخرافات وفتحوا باب النسخ فعطلوا عمل الآيات المنسوخة من غير حجة ولا برهان.

ولو اطلعت علي كتاب جمال البنا تثوير القرآن لأدركت مقدار بعض المفسرين في حق كتاب الله وكيف فرغوا التوجيهات القرآنية من مضامينها الانسانية العامة تأثرا بروح عصرهم وتماشيا مع الوضع السياسي القائم المُلك العضوضي وخضوعاً لهيمنة الاسناد فامتلأت التفاسير بمرويات ضعيفة.

يقول الشيخ عبدالمنعم النمر إن القرآن الكريم لم يحظ بتفسير مروي عن الرسول ولا عن صحابته إلا في آيات قليلة جداً .

يقول جمال البنا: دخلت 3 مجموعات مجال التفسير: اللغويون والمذهبيون والإخباريون، اللغويون ركزوا علي الصناعة اللغوية والنحوية وفرغوا النص من مضمونه وأرادوا أن ينزلوا القرآن علي قواعدهم فإذا أعياهم انزلقوا الي قول مالا يحمد، وأما المذهبيون فحاولوا اثبات مذاهبهم بتعسف التفسير وأما الإخباريون فانشغلوا بالاسرائيليات من خلق آدم وحتي قيام الساعة . ولا بأس بدراسة أسباب النزول كمعين لفهم النص مع ملاحظة أمرين.

ان الذي صح سنداً ومتناً من أسباب النزول قليل جدا كما ذكرنا.

ان النص لا يحكمه سبب النزول بل يعم ويشمل غيره من الأمور المشابهة لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

ولا يعد هذا النقد أو تلك الدراسة نزعاً للقداسة فالقدماء ما تركوا، صغيرة ولا كبيرة مما يتصل بتاريخ القرآن وتدوينه وتفسيره إلا وبحثوه وتعمقوا فيه والمكتبة القرآنية تعد بالآلاف وهي الأضخم في المكتبة التراثية، ويبقي أن نحمد للجابري كتابه مدخل الي القرآن فقد صحح كثيراً من المقولات والمفاهيم والآراء والنظريات وأعاد للعلم القرآني اعتباره الصحيح. وإن كنا نختلف معه في بعض آرائه عن عدم أمية الرسول صلي الله عليه وسلم وترتيب سور القرآن حسب النزول.. ولكن جهده بوجه خاص في نقض مفهوم النسخ في القرآن أمر جدير بالتنويه.

وأما فيما يتعلق بتهم التكفير استناداً لانتشار التفاسير بين الناس فلا أظن العلة محصورة في انتشار التفاسير وكان ذلك داء مزمنا ملازما للثقافة المجتمعية التي تحكمها نزعات تعصبية واقصائية وتسلطية موروثة ومازالت تعمل عملها في تشكيل تصرفات وسلوكيات الناس تجاه بعضهم بعضا وفي تحديد مواقفهم وفي تصنيفهم لبعضهم بعضاً فهذا شيوعي وذاك علماني وفلان زنديق أو فاسق.. الخ..

وذلك مسؤولية التربية أولاً والتعليم ثانيا والخطاب الديني ثالثاً والاعلامي رابعا.. يجب أن تتفق كافة الأطياف المجتمعية علي أن التكفير ومثله التخوين خطان أحمران لا يجوز لأحد أن يقذف بهما الآخر المخالف له ويجب أن نتفق علي تجريم ذلك ومقاضاة من يقترفه.



الراية القطرية


عدل سابقا من قبل في الأحد يناير 13, 2008 8:15 pm عدل 1 مرات
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مقولة النسخ في القرآن أكبر الكوارث التي انزلق إليها الأسلاف( Empty رد: مقولة النسخ في القرآن أكبر الكوارث التي انزلق إليها الأسلاف(

مُساهمة من طرف ahmed الأحد يناير 13, 2008 4:17 am

اشكرك جدا على الموضوع
ahmed
ahmed
عضو مبدع

عدد الرسائل : 405
تاريخ التسجيل : 07/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مقولة النسخ في القرآن أكبر الكوارث التي انزلق إليها الأسلاف( Empty رد: مقولة النسخ في القرآن أكبر الكوارث التي انزلق إليها الأسلاف(

مُساهمة من طرف فهد الأحد يناير 13, 2008 5:33 am

اشكرك جدا على الموضوع والمنتدى وجديته
فهد
فهد
عضو مبدع

عدد الرسائل : 139
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مقولة النسخ في القرآن أكبر الكوارث التي انزلق إليها الأسلاف( Empty رد: مقولة النسخ في القرآن أكبر الكوارث التي انزلق إليها الأسلاف(

مُساهمة من طرف جون جوما الأربعاء يناير 23, 2008 5:46 pm

اشكرك جزيل الشكر على الموضوع المفيد

جون جوما
عضو مبدع

عدد الرسائل : 143
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مقولة النسخ في القرآن أكبر الكوارث التي انزلق إليها الأسلاف( Empty رد: مقولة النسخ في القرآن أكبر الكوارث التي انزلق إليها الأسلاف(

مُساهمة من طرف عزيز الأربعاء فبراير 13, 2008 2:16 am

بارك الله فيك واشكرك على تلك النوعية من الموضوعات المفيدة والهادفة

عزيز
عضو مبدع

عدد الرسائل : 199
تاريخ التسجيل : 08/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى